أشعلت مشاركة جمال مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، في جنازة المحامي الشهير فريد الديب، مواقع التواصل الاجتماعي، التي صاحبتها مظاهر احتفاء واسعة من قبل بعض المشاركين والجمهور في الشارع.
ولليوم الثاني، تصدّر وسم جمال مبارك منصات التواصل الاجتماعي، وانتشرت صور ومقاطع مصورة لاحتفال بعض الناس بجمال، الابن الأصغر لمبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير 2011، وخاطبه البعض بكلمة "يا ريس"، وتدافع آخرون نحوه لمصافحته وتحيته.
وفي أكثر من مناسبة ظهر فيها جمال مبارك، التفّت جماهير حوله ترحيبا به، وهو ما دفع مراقبون لربطها بالتزامن مع تذمر الشارع المصري من الوضع السياسي والاقتصادي الذي تمر به البلاد.
قلق متنام
وقال الإعلامي المصري مسعد البربري، إن "المشهد يمكن قراءته من زاويتين؛ الأولى أن الشعب المصري بصفة عامة أغلبه بسيط، وارتبط لثلاثة عقود بحكم مبارك، وتأثر به، وكان الابن هو المرشح لخلافة والده، وظل في الواجهة العامة لسنوات، لذلك ليس غريبا أن يندفع البعض نحوه تحت هذا التأثير. الزاوية الثانية، قد يكون هذا المشهد مصطنعا من قبل مجموعة (آسفين يا ريس) الداعمة لحقبة حكم مبارك".
ورأى في حديثه لـ"عربي21" أن تكرار مثل تلك المشاهد "تقلق نظام السيسي، الذي بات فاقدا للشعبية، وهو في أضعف حالاته، وليس أدل على ذلك من إلقاء أكثر من كلمة خلال المؤتمر الاقتصادي استمرت أكثر من ساعتين، وفي سابقة من نوعها، يتحدث عبر الهاتف لأحد البرامج التلفزيونية نحو 90 دقيقة بشكل متواصل للدفاع عن سياساته".
وأكد البربري أن "كل مظاهر القلق بادية على نظام السيسي، الذي هو على اطلاع واسع بالتقارير الأمنية، التي ترفع له بشكل دوري على وجود حالة من الاحتقان الشعبي ضد الغلاء والفقر وارتفاع الأسعار، ووجود حالة واسعة من عدم الرضا والقلق من المستقبل في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، إضافة إلى دعوات النزول للتظاهر لإسقاط النظام في نوفمبر المقبل".
ما تعليقك.. ؟ pic.twitter.com/nMBsM4kw6p
وكان آخر ظهور لجمال في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في أثناء زيارته لقبر والده بمدينة نصر، في إطار الاحتفالات بذكرى حرب 6 أكتوبر 1973، رفقة عدد من أفراد الأسرة وبعض المواطنين الذين تحلقوا حوله، وردد بعضهم: "ولا يوم من أيامك يا مبارك".
وكان جمال قريبا من تولي السلطة في الحقبة الأخيرة من نهاية حقبة والده، بعد أن تقلد أحد أبرز المناصب في الحزب الوطني الحاكم، إذ تقلد منصب أمين لجنة السياسات في الحزب، وتحضيره بقوة لخلافة والده في سدة الحكم، في خطوة أذكت غضب الشارع المصري، ومن خلفه الجيش أيضا.
واعتبر سياسيون ونشطاء وصحفيون أن مظاهر الاحتفاء التي تصاحب ظهور جمال مبارك تعكس حجم الأزمة التي يعيشها نظام السيسي سياسيا واقتصاديا، بعد أن انفض الكثير من المؤيدين له في أعقاب انقلاب تموز/ يوليو 2013، وعدم تحقيقه أي وعد وعوده لهم بتحسين مستوى المعيشة.
تزامن ذلك مع تصاعد الدعوات للنزول في 11/11 المقبل، والتظاهر في الشوارع ضد نظام السيسي؛ من أجل إسقاطه والثورة عليه، ولا يزال وسم انزل 11/11 يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام، مصحوبا بمقاطع مصورة تعبر عن غضب الكثيرين من النظام.
في كانون الثاني/ يناير الماضي، وفي مواجهة قد تكون هي الأولى بشكل مباشر، وجه علاء مبارك انتقادات حادة للسيسي، مستنكرا تعبيرات أطلقها الأخير يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر 2021، وتمس فترة حكم مبارك، مثل "خلوا البلد كُهنة"، و"جعلوها شبه دولة"، وغيرها.
اقرأ أيضا: الإفراج عن زياد العليمي.. أحد رموز ثورة 25 يناير بمصر (شاهد)
في أيار/ مايو الماضي، قدم جمال وعلاء مبارك واجب العزاء لرئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، في وفاة شقيقه وسلفه، خليفة بن زايد، الذي وافته المنية عن عمر يناهز الـ74 عاما، في 13 أيار/ مايو الجاري.
زيارة جمال وعلاء التي تعدّ الأولى لهما خارج البلاد منذ ثورة يناير 2011 إلى الإمارات لتقديم واجب العزاء والتهنئة في الوقت ذاته لمحمد بن زايد، الذي أصبح رئيسا لدولة الإمارات، أثارت حينها تساؤلات وتكهنات حول خلفيات الزيارة، ومدى وجود أهداف أخرى منها.
وعلى الأرض، عادت لنجلي مبارك جمال وعلاء الكثير من الثقة بانتهاء جميع القضايا التي كانا يحاكمان فيها إثر ثورة يناير 2011 بالبراءة، والتي كانت آخرها قضية "التلاعب بالبورصة" شباط/ فبراير 2020، ما عدا قضية (فساد القصور الرئاسية) التي قضيا فيها محكوميتهما.
وفي نفس السياق، عادت جميع أموال عائلة مبارك المجمدة لدى الاتحاد الأوروبي وسويسرا، حيث قررت المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي، في 6 نيسان/ أبريل الماضي، إلغاء قرارات تجميد أموال مبارك وأسرته، مغلقا بذلك ملف الأموال المنهوبة والمهربة من مصر.
مراقبون مصريون: هذه مطالب وآليات التظاهر في (11/ 11)
كيف تفاعل مصريون مع حديث السيسي عن عدم تقديمه أي وعود
هل يتحرك الجيش المصري لوقف أطماع ابن زايد بقناة السويس؟