تواصل
روسيا سحب معدات عسكرية من
سوريا وذلك في إطار التحضيرات من موسكو لاشتداد المعارك
في أوكرانيا مع قدوم فصل الشتاء.
وفي
التفاصيل، كشفت صور أقمار صناعية عن رسو سفينة الشحن الروسية التجارية "سبارتا
3" في ميناء طرطوس السوري قبل يومين.
ورجحت
مصادر تحدثت لـ"
عربي21" أن تكون السفينة بصدد نقل معدات عسكرية إلى روسيا،
مشيرة إلى قيام روسيا بنقل دفعة معدات على متن السفينة "سبارتا 2" الروسية
من طرطوس إلى روسيا في آب/ أغسطس الماضي.
وقال
الكاتب والباحث المختص بالشأن العسكري، ضياء قدور لـ"عربي21"، إن المُعطيات
الموجودة تؤكد أن عملية نقل المعدات العسكرية من سوريا إلى روسيا مستمرة، وغالبا ما تركز
روسيا في الفترة الحالية على نقل صواريخ الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، نظرا لظروف المعركة
والجبهات الطويلة التي تتطلب عددا كبيرا من منظومات الدفاع الجوي التكتيكية.
وأوضح
قدور أن روسيا تعيد الصواريخ الدفاعية من سوريا ومنها صواريخ من طراز قديم لأنها أظهرت
فعالية في اصطياد المسيرات الأوكرانية.
والأرجح
وفق الكاتب أن تقليص الوجود العسكري في سوريا سيكون له تداعيات، موضحاً أن "روسيا
اليوم بحاجة لكل عنصر ولكل قطعة سلاح في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا".
من جانبه،
لفت المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال إلى أن روسيا تُعيد المركبات العسكرية
من سوريا على متن سفن تجارية، وقال: "يبدو أن مخزون السلاح الروسي قد تراجع، ولذلك
فقد لجأت إلى نقل السلاح من سوريا، لأنها لا تستخدمه في الوقت الحالي هنا".
وعن
تداعيات سحب روسيا لجانب من أسلحتها في سوريا، يرى رحال في حديثه لـ"عربي21"
أن الوجود الروسي في سوريا لا يتأثر كثيرا بمخزون السلاح أو بعدد الجنود، وإنما ما
يؤمن الحماية لهذا الوجود هو ثقل روسيا السياسي.
وأشار إلى أن عدد الجنود الأمريكيين في شمال شرق سوريا يُقدر بحوالي 750 جندياً، وتساءل:
"هل تجرؤ جهة ما على الاقتراب من المنطقة؟".
وبذلك
يعتقد رحال أن وجود روسيا في سوريا لا يحتاج إلى آلاف الجنود، مستدركا بقوله:
"لكن تقليص عدد الجنود الروس يُفقد روسيا القدرة على نشر قواتها في مناطق سورية
كثيرة، وهذا الأمر يصب في مصلحة إيران، ولذلك فإن الجغرافيا السورية صارت اليوم تحت سيطرة
إيران، بموافقة الروس أو بغض الطرف منهم".
رئيس
مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، يؤكد في حديثه
لـ"عربي21"، أن روسيا تنقل الأسلحة التي جربتها في سوريا، مضيفا أن
"روسيا تحتاج السلاح مع ارتفاع حدة المعارك في أوكرانيا".
وأكد
الأسعد، أن روسيا بدأت منذ فترة بسحب أسلحة متنوعة، منها الحوامات التي كانت موجودة
في قاعدة "أسطامو" شمالي قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري، وقال إن
"روسيا في أوكرانيا تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسلحة، وهذا ما يدفع موسكو إلى
سحب المزيد من الأسلحة من سوريا، وهو ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى شبه انتهاء من الوجود
العسكري للروس في سوريا".
وفي
أواخر آب/ أغسطس الماضي، كشفت شركة استخبارات إسرائيلية، أن روسيا أعادت شحن نظام الدفاع
الجوي المتقدم "إس-300" من سوريا إلى موسكو، ونشرت شركة "إيمدج سات
إنترناشيونال" صورا تظهر أن نظام "إس-300" الموجود في شمال غرب سوريا
قد تم تفكيكه خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن كان موجودا بالمنطقة لعدة سنوات.
وقالت
صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن نظام الدفاع الجوي الروسي نقل إلى ميناء طرطوس،
حيث تم شحنه إلى ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود.