كشفت
وسائل إعلام تركية عن تفاصيل اجتماع جمع مسؤولين أتراكا مع قادة الفصائل المعارضة المقربة
من أنقرة في سوريا، بهدف إعادة هيكلة الجماعات المناهضة لنظام بشار الأسد من الصفر.
وقالت
صحيفة "تركيا" المقربة من حزب العدالة والتنمية، إن الاجتماع الذي استمر
4 ساعات في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا، يمكن أن يعتبر علامة فارقة لتنظيم الهيكل
العسكري لفصائل المعارضة، سيما أن أنقرة أكدت رفضها لاستمرار حالة الفصائلية بين
القوى العسكرية في الشمال السوري.
وأوضحت
أنه تم "إبلاغ" جميع القادة العسكريين أن الفصائل والمجموعات والأفراد ستكون
تحت قيادة جيش "حقيقي" وموحد في شمال سوريا، كما سيتم نقل أمن المناطق
الحرة إلى قيادة الشرطة في المنطقة.
وجاءت
المبادرة التركية عقب اندلاع اقتتال داخلي شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي، بين
فصائل "الجيش الوطني السوري"، والتي تبعها دخول "هيئة تحرير الشام"
المصنفة على قوائم الإرهاب التركية والعالمية إلى منطقة عمليات "غصن الزيتون".
اقرأ أيضا: ما موقف تركيا من سعي "تحرير الشام" للتوسع بمناطق عملياتها؟
تشكيك
بالمبادرة
الصحفي
التركي محمد علي غولر، رأى في مقال نشرته صحيفة "جمهورييت" وترجمته
"عربي21" أن الطرح الجديد لا يمكن تنفيذه، لأن تركيا حاولت أن تجعل
فصائل المعارضة كيانا واحدا عند تشكيل الجيش الوطني السوري لكنها فشلت.
وانتقد
الصحفي مساعي تركيا المتكررة لتوحيد فصائل المعارضة السورية على اعتبار أن ذلك يعوق
التطبيع مع حكومة دمشق، مضيفا: "الجيش الثاني يعني دولة ثانية، أي تقسيم سوريا".
وبحسب
غولر فإن خطة حزب العدالة والتنمية الجديدة لا تعدو عن كونها برنامجا انتخابيا،
يهدف إلى تشتيت انتباه الجمهور الداخلي في العملية الانتخابية بكلمات التطبيع مع
دمشق، وتساءل: "كيف يمكن لحكومة لا تتخلى عن حلم تشكيل جيش من فصائل المعارضة
أن تتمكن من التطبيع مع إدارة دمشق؟".
ولفت
إلى أن الحكومة التركية نفذت هذا الأمر في قضية اللاجئين أيضا، معتبرا أن الرئيس
أردوغان غير تكتيكاته الداعمة للاجئين بعد تفاقم أزمة المهاجرين في البلاد، وكشف عن
خطة لإرسال اللاجئين إلى سوريا لكي يصبح "الشخص الذي يحل مشكلة
اللاجئين".
وأضاف:
"نحن نمر بنفس الشيء مرارًا وتكرارًا: حزب العدالة والتنمية يجعل السياسة
الخارجية لتركيا بحاجة إلى وسيلة لتحقيق هدفها السياسي والحفاظ على سلطتها".
اقرأ أيضا: أنقرة: لا خطط لدينا لإجراء اتصالات مع دمشق على المدى القريب
التطبيع
مع دمشق
ورأى
غولر أن ما يجب أن يحدث ليس محاولة أنقرة المصالحة بين الأسد والجيش السوري الحر،
بل سحب الدعم عن تلك الفصائل، لأن قطع الدعم عن الجيش السوري الحر يعني أن التطبيع
بين أنقرة ودمشق سيبدأ بالفعل.
في
المقابل، الصحفي التركي مصطفى يوشيل، قال في مقال نشرته صحيفة "أيدنلك"
وترجمته "عربي21" إنه لا يمكن الوقوف في وجه التطبيع مع سوريا.
ورأى
يوشيل أن اجتماع غازي عنتاب بين مسؤولين أتراك وقادة الجيش السوري الحر، كان رسالة
واضحة بأن العملية ليست جعل المعارضة جيشا موحدا، بل أن كل من سيقوم باختلاق المشاكل
تجاه التطبيع مع دمشق سيتم تجاهله.
واعتبر
أن تدخل تركيا الأخير بوقف الاشتباكات بين الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام،
أظهر لجميع القوى قرار أنقرة في الانخراط الجاد بعملية التطبيع مع دمشق، على الرغم
من أنها عززت مواقعها في عفرين وأنشأت نقطتين جديدتين بإدلب.
أردوغان مازحا: يمكن التباحث مع ماسك حول العلامة الزرقاء
"المسيرات التركية".. أداة عسكرية لتحقيق مكاسب دبلوماسية