بالرغم من تأثيره
السلبي عليها، دعمت أنقرة قرار "أوبك بلس" خفض الإنتاج
النفطي الذي
قادته
السعودية وروسيا.
وكالة "بلومبيرغ"
نقلت عن مسؤول تركي قوله إن انخفاض أسعار الخام سيكون أكثر فائدة لتركيا، حيث أسهمت
تكاليف الطاقة في دفع التضخم إلى أعلى مستوى له منذ عقدين، لكن أنقرة تعترض على تهديد
الولايات المتحدة لدولة أخرى.
وهو ما كان وزير الخارجية
التركي، مولود تشاووش أوغلو، أكده حين قال إنه لم يكن من الصواب أن تضغط الولايات المتحدة
على السعودية بعدما أعلن منتجو النفط في مجموعة "أوبك بلس" خفض الإنتاج رغم
الاعتراضات الأمريكية.
لكن "بولومبيرغ"
وفي تقرير لها قالت إن ذلك الخلاف النفطي يشكف عن تحول أوسع مع استعداد الدول للرد
أو التشكيك في النفوذ الأمريكي، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مصالحها الاقتصادية المباشرة.
وبحسب التقرير فإن بكين
وأنقرة حريصتان على تعميق العلاقات مع المملكة السعودية التي تشهد طفرة اقتصادية، أو
إيجاد طرق للاستفادة من الخلافات الأمريكية السعودية في خلافاتهما الخاصة مع واشنطن.
وتضيف أن لدى الرئيس التركي،
رجب طيب أردوغان، أسبابا وجيهة أخرى للوقوف إلى جانب الرياض، حيث سعى للحصول على دعم
مالي من السعودية قبل الانتخابات الرئاسية الصيف المقبل، ما أدى إلى تحفيز العلاقات
بعد سنوات من الخلافات.
وأشادت الصين، بدورها، بسعي
السعودية إلى "سياسة طاقة مستقلة" بعد قرار "أوبك بلس" وقالت إن
على الرياض أن تلعب "دورا أكبر" في الشؤون الدولية والإقليمية.
لكن رافايللو بانتوتشي،
الزميل البارز بكلية "إس. راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة الذي
يبحث في العلاقات الخارجية للصين، فيقول إن "الأمر كله يتعلق بمحاولة الاستفادة
وزرع الانقسامات في التحالفات الأمريكية التقليدية لمحاولة تقوية يد الصين على المسرح
العالمي".
وكتبت الباحثة البارزة بمركز
سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، كارين يونغ، هذا الشهر: "لا يتصور
ولي العهد السعودي بلاده لاعبا من الدرجة الثانية".
الرجل البالغ من العمر
37 عاما "يرى النظام الجيوسياسي الناشئ مرنًا، ويتألف من مجموعة من الأجزاء المتشابكة،
ويعتقد أن الرياض لها الحق في العمل مع كوكبة متغيرة من الشركاء لتحريك الأسواق وتشكيل
السياسية".
وردا على أسئلة من
"بلومبيرغ"، قالت يونغ إن الولايات المتحدة تواجه بعض الصدمات؛ لأنها تصمم
السياسة الخارجية على أنها "تسلسل هرمي قائم على القيم" لمشاركة الديمقراطيات
مع الأنظمة غير الديمقراطية. وأضافت أن هذا
يعقد أيضا قدرة الإدارة على البحث عن تعاون جديد.