يصطدم الصحفيون والمشجعون الإسرائيليون الذين يتابعون مونديال كأس العالم في
قطر بحالة من الرفض التام من قبل المواطنين القطريين والمشجعين العرب، ما تسبب بخيبة أمل إسرائيلية واسعة، بحسب الإعلام العبري.
وأكد الرفض الشعبي العربي أن اتفاقات
التطبيع المبرمة مع بعض من حكام الدول العربية، لم تؤثر على مواطنيهم، كما أن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على قطر لترتيب حضور الإسرائيليين للمونديال، لم تعبّد لهم الطريق في الدوحة.
وكشف الصحفي الإسرائيلي دور هوفمان، وهو جزء من وفد هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني الحكومية- كان 11، الذي زعم خلال بث مباشر أن سائقا قطريا كان يقلّهم من مكان لآخر، لكنه حين اكتشف السائق أنهم إسرائيليون، أنزلهم في مكان مجهول.
وأضاف: "لقد شعرت بالتهديد، فليس هذا ما جئت من أجله إلى قطر، كما أنه يمكن أن يحدث هذا الحادث مجددا".
وأوضح في لقاء مع
القناة 12، ترجمتها "
عربي21"، أن "سائق حافلة قطري كان ينقل فريقنا التلفزيوني، وفي منتصف الطريق بعد أن اكتشف أننا إسرائيليون أنزلهم من حافلته، مما دفعنا لتغيير سيارة الأجرة".
وتابع: "في حادثة أخرى، طردنا صاحب مطعم محلي أيضا في الدوحة، حين وصلنا لبعض مطاعم الشاطئ لتصوير الأشخاص الموجودين هناك، وحين اكتشف مالك المطعم أننا من إسرائيل، جلب حراس الأمن لطردنا، وأخذ هاتفي، وطلب مني حذف كل ما صورته هناك. لقد شعرت بالتهديد".
ومضى بالقول خلال البث المباشر: "لست مهتما بسرد هذه القصص الغريبة، لكن ليس هذا ما جئت من أجله إلى قطر، كنت سأكون سعيدا للتحدث إليكم عن كرة القدم، لكن هذه الحوادث جزء من الأشياء التي تحدث معنا، ومن المهم أيضا إخباركم بذلك".
وأردف: "أشعر بالسوء الشديد، أنا أجد نفسي كإسرائيلي في بلد معاد، علينا أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الأشياء، ويجب أن نعلم أنه يمكن أن يحدث هنا للجميع، علينا أن نكون حذرين، ولا أعتقد أن أيّا منا لديه مصلحة في هذا الوضع المعقد".
وختم بالقول؛ "إننا في مكان نشعر فيه بالجنون مقابل الكثير والكثير من الفلسطينيين، قطر واحدة من الدول المؤيدة لهم، ومن الواضح أنني كإسرائيلي أجد نفسي في دولة معادية. إنه يوم غريب".
اقرأ أيضا: الاحتلال يمنع الشيخ كمال الخطيب من السفر.. والأخير يرد (شاهد)
وفي لقاء آخر، أكد إيهود حامو مراسل
القناة 12 إلى الدوحة، أن "وجود الإسرائيليين في الدوحة، ممن يتحدثون اللغة العبرية، تحيط به إشكاليات كبيرة من قبل المقيمين هنا والمشجعين، مما يترك خيبة أمل إسرائيلية واسعة في صفوفنا، وهناك محاولات كثيرة من كل القادمين من الدول العربية للخروج ضدنا، وإعلان رفض التطبيع معنا".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "
عربي21"، أن "اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل قبل عامين مع أربع من الدول العربية، لم تأت بنتائجها المرجوة مع الشعوب التي ما زالت ترفضنا، حتى إنني حين أبلغت أحد المشجعين العرب أنني من إسرائيل، أجابني: ليس هناك شيء اسمه إسرائيل، هناك فلسطين، وفلسطين فقط، حتى بات الإمساك بالميكروفون الذي يمثل قناة تلفزيونية إسرائيلية أمرا مخيفا".
وتؤكد هذه الشهادات الإسرائيلية من داخل مونديال قطر، أن احتفالات
الاحتلال بمظاهر التطبيع مع دول الخليج العربي كانت، وما زالت، سابقة لأوانها؛ لأن عدم حل القضية الفلسطينية بشكل عادل مازال يشكل عقبة أمام أي تطبيع عربي إسرائيلي.
وصحيح أن الإسرائيليين حضروا إلى الدوحة، لكنهم يواجهون حالة من الرفض والاستنكار والنبذ بطريقة مهينة، بدل ما كانوا يتوقعوه من حفاوة واستقبال، مما أظهرهم في وضعية الإهانة التي لم تعد خافية على أحد.