أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية
(البنتاغون)، الثلاثاء، تقليص عدد الدوريات المشتركة في شمال
سوريا مع قوات سوريا
الديمقراطية (PKK)،
المدعومة من الولايات المتحدة، مع تصاعد المخاوف من تنفيذ
تركيا عملية برية في
الداخل السوري، فيما أكدت أنقرة انسحاب القوات الأمريكية من بعض المواقع.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، البريغادير جنرال باتريك
رايدر، للصحفيين، إنه بينما لم تتوقف العمليات ضد تنظيم الدولة، تعين تقليص
الدوريات؛ لأن قوات سوريا الديمقراطية خفضت عدد الدوريات الخاصة بها.
وأضاف رايدر أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، سيتحدث
مع نظيره التركي قريبا، مؤكدا أن القوات الأمريكية العاملة في سوريا لم تنسحب من
المنطقة.
وأعرب عن قلق بلاده إزاء أي عملية تركية برية في الشمال
السوري، مبينا أن واشنطن على تواصل مباشر مع أنقرة.
ونقلت قناة الجزيرة، عن مصدر رسمي تركي، لم تسمه، قوله إن
أنقرة اتخذت كل التحضيرات العسكرية واللوجستية اللازمة لتنفيذ العملية العسكرية
شمال سوريا.
وأضاف المصدر الرسمي التركي: "العمليات العسكرية
ستنفذ بشكل دقيق، ودون أي تهديد لسلامة القوات الأمريكية والروسية"، لافتا
إلى أن "المرحلة الأولى من العمليات العسكرية هدفها السيطرة على تل رفعت
ومنبج وعين العرب".
وأوضح أن "الجانب الأمريكي أبدى تفهمه لمطالبنا،
ومعلوماتنا تفيد بانسحابهم من بعض المواقع".
واستطرد المصدر الرسمي التركي: "أبلغنا موسكو رفضنا
انتشارا شكليا لقوات النظام السوري في مناطق قوات سوريا الديمقراطية، وأكدنا
لهم ضرورة حل قوات سوريا الديمقراطية، أو إخراجها من مناطق نفوذ
روسيا".
وتتلقى قوات سوريا الديمقراطية، التي تصنفها تركيا
"إرهابية"، دعما من واشنطن منذ سنوات، لكنها نسقت جهودها أيضا مع
الحكومة السورية وحليفتها روسيا، اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة خصمين.
من جهته، قال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية،
إنه "ما زال يخشى غزوا بريا تركيا، على الرغم من التأكيدات الأمريكية"،
وطالب برسالة "أقوى" من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على
الحدود.
وقال عبدي لرويترز، عبر الهاتف من سوريا، إن هناك تعزيزات
على الحدود وداخل سوريا في مناطق تسيطر عليها الفصائل المتحالفة مع تركيا، مضيفا
أنها تعزيزات جديدة.
وأكد عبدي أنه تلقى تأكيدات "واضحة" من كل من
واشنطن وموسكو بأنهما تعارضان العملية البرية التركية، لكنه أوضح أنه يريد شيئا
ملموسا أكثر لكبح أنقرة.
ومضى يقول: "ما زلنا قلقين. نحتاج إلى بيانات أقوى
وأكثر صلابة لوقف تركيا.... لقد أعلنت تركيا عن نيتها، وهي تستطلع الآن الأمور.
تتوقف بداية وقوع غزو على كيفية تحليلها لمواقف الدول الأخرى".
وقال عبدي إنه لن يعتمد على الدفاعات الجوية السورية، بعد
أن قال لرويترز، في وقت سابق، إنه يأمل في أن تساعد في الدفاع عن قواته ضد ضربات
أنقرة الجوية. وأضاف أن الدفاعات الجوية السورية "ضعيفة" مقارنة بالجيش
التركي.