جدل بعد تعيين كليتشدار أوغلو أمريكيا مستشارا له.. وأردوغان يعلق

أثار تعيين زعيم المعارضة في تركيا، كمال كليتشدار أوغلو، الخبير الأمريكي جيريمي ريفكين، مستشارا اقتصاديا له جدلا بالبلاد.

وأعلن كليتشدار أوغلو، السبت، عن "وثيقة قرن تركيا" المعلنة من حزب الشعب الجمهوري، والتي تتناول المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد التركي، ومكونة من 13 مقترحا.

وتطرق كليتشدار أوغلو في كلمته السبت، إلى الانتقادات التي وجهت له بسبب الزيارات التي أجراها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، قائلا: "ذهبت إلى هناك، وأجريت لقاءات، بغض النظر عما يقوله البعض، فلن أتراجع أو أتخلى عن رحلة الرؤية التي أؤمن بها.. وسأواصل طريقي وقريبا سأجري زيارة إلى ألمانيا".

وأضاف: "خلال جولتي وبعدها، تحدثت مع 70 شخصية، ودعوتهم للانضمام إلى (قوة موحدة فوق السياسة)"، وهي فريق اقتصادي سيعمل على بناء السياسات الاقتصادية والمالية والاستثمارية.

وقال كليتشدار أوغلو، إن "جيريمي ريفكين هو  رئيس التحول الصناعي الجديد بفريقي" والذي يضم أيضا الاقتصادي الأمريكي من أصل تركي دارون عجم أوغلو، والبرلماني الاقتصادي فائق أوزتورك مساعد رئيس حزب الشعب الجمهوري، والاقتصادي رفعت غوركينك، والخبيرة في موضوع الفقر هاجر فوغو، وآخرين.

ويعمل ريفكين مستشارا لعدد من السياسيين، فضلا عن كونه منظرا اقتصاديا واجتماعيا، وعمل مستشارا للحكومة الفرنسية خلال ترؤسها الاتحاد الأوروبي عام 2008، وللمستشارة الألمانية ميركل، ورئيس الوزراء البرتغالي خوسيه سقراط، ورئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانشا.

انتقادات واسعة.. أردوغان يعلق

وأثار تعيين الخبير الأمريكي مستشارا اقتصاديا لكليتشدار أوغلو، انتقادات واسعة في تركيا، فيما أشار البعض إلى أنه يريد إرجاع الوصاية الغربية لتركيا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "أولئك الذين يعتمدون على المفوضين الاقتصاديين المستوردين بدلا من التركيز على البرنامج الاقتصادي التركي الخاص لا يمكنهم قيادة مستقبل هذا البلد".

زعيم حزب وطن والمرشح الرئاسي السابق محرم إنجه، انتقد تعيين زعيم حزب الشعب الجمهوري لريفكين مستشارا اقتصاديا له، مضيفا: "كيليتشدار أوغلو لديه العديد من المستشارين المشهورين، وهناك عدد كبير من المستشارين في الحزب لا يتبنون نهج الحزب".

البرلماني التركي المنشق من حزب الشعب الجمهوري محمد علي شلبي، كتب في تغريدة على "تويتر: "لم يكلف المستشار الأمريكي عناء القدوم إلى تركيا".

وذكّر شلبي والذي انضم مؤخرا إلى حزب العدالة والتنمية، بحديث لرئيس الجمهورية المؤسس مصطفى كمال أتاتورك متسائلا: "أي استقلال ممكن أن يتم بخطط ونصائح الأجانب؟".
صحيفة "يني شفق"، ربطت ما بين الزيارة التي قام بها كليتشدار أوغلو للولايات المتحدة، وتعيينه ريفكين مستشارا له ضمن الفريق الاقتصادي الجديد.

وتابعت الصحيفة، أن المبالغ المالية التي يتقاضاها ريفكين لقاء المحاضرات التي يلقيها في المؤتمرات والأنشطة التي تنظم في الولايات المتحدة وبريطانيا، أثارت ضجة واسعة في وسائل الإعلام، حيث أن المبلغ الذي يتقاضاه لقاء محاضرة واحدة يتراوح بين 30- 100 ألف دولار.

وكتبت أصلي بايكال والتي استقالت مؤخرا من قيادة حزب الشعب الجمهوري في حسابها على "تويتر": "سيخوض كليتشدار أوغلو الانتخابات بصحبة ريفكين".

وتابعت وهي نجلة دينيز بايكال الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري: "وفي حال فوزه (كليتشدار أوغلو) المستبعد سيعيد الامتيازات الأجنبية إلى تركيا".

الصحفي التركي إبراهيم كاراغول، كتب في تغريدة على حسابه في "تويتر": "يتحدث جيريمي ريفكين وتستمع إليه كوادر حزب الشعب الجمهوري، لا يمكن لأي حزب أو حركة سياسية إذلال نفسها بهذا الشكل".

وتابع: "إنه أمر مخيف لقد استلمت الولايات المتحدة وأوروبا إدارة حزب الشعب الجمهوري الذي فتح أبوابه أمام الاحتلال السياسي".

وأضاف: "حزب الشعب الجمهوري أصبح تحت الوصاية، وقام بتعيين وصي على الحزب.. هل سيقومون بتعيين وصي على تركيا؟.. هذه خطتهم".


النائب عن حزب العدالة والتنمية ألباي أوزلان، انتقد عدم حضور ريفكين إلى الاجتماع وجاهيا، واكتفى فقط بإلقاء كلمة عن بعد، مضيفا: "مثل هذا الخضوع والخداع، لم يسبق له مثيل في تاريخ تركيا".

الأكاديمي التركي سلمان أوغوت، قال إن عدم حضور ريفكين إلى الاجتماع والاكتفاء بالحديث من الولايات المتحدة يعد رسالة لكليتشدار أوغلو مفادها: "أنا لست مستشاركا، بل معلمك، وسنحكم كما نريد".

الأكاديمي التركي مراد أكان كتب قائلا: "لا تهمني الحزبية، ولكنني سأقول بوضوح بأن ريفكين أحد أكبر ولاء التأثير في النظام العالمي الجديد".


ماذا قال ريفكين

وألقى ريفكين والذي عمل مستشارا سابقا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كلمة خلال الاجتماع الذي يعقده حزب الشعب الجمهوري والذي أعلن فيه كليتشدار أوغلو عن "رسالة قرن تركيا".

وقال الخبير الأمريكي ريفكين، في كلمته من الولايات المتحدة، إنه سيقدم مداخلات علمية وتقنية واقتصادية، مضيفا: "سأساعد تركيا في إنشاء خريطة موجهة شاملة".

وأضاف ريفكين موجها حديثه لجيل الشباب: "نحن نمر بفترة حاسمة للبشرية، شهدنا خمسة انقراضات كبرى، نحن الآن في بداية السادس، هناك ثلاث ثورات تكنولوجية كبرى غيرت الحياة الاقتصادية والعلاقات الحكومية، الأولى ثورة الاتصالات، والثانية أنظمة الطاقة المتجددة، والثالثة النقل والخدمات اللوجستية الجديدة".

وتابع بأن البحر الأبيض المتوسط هي المنطقة الأكثر تضررا من تغير المناخ، ويجب على الشعب التركي أن يتضامن مع بعضه، فحوض المتوسط في وضع صعب جدا، وهناك فيضانات خطيرة تحدث، بالتزامن مع مجاعات وجفاف وعواصف، مما تسهم جميعها في قلب النظام البيئي رأسا على عقب.

وتابع، أنه بالعشرين عاما المقبلة، يتجه العالم لإنتاج الطاقة من الشمس والرياح والمحيطات، "ويجب علينا تكييف البشرية مع الطبيعة".