تحل الذكرى الـ 35 على انطلاق الانتفاضة
الفلسطينية الأولى، فيما يواصل الشعب الفلسطيني نضاله ضد
الاحتلال الإسرائيلي الذي يحكم سيطرته العسكرية على فلسطين المحتلة.
واندلعت
الانتفاضة الأولى في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر عام1987م، انطلاقا من جباليا شمال قطاع غزة المحاصر، ثم امتدت إلى باقي المدن الفلسطينية المحتلة، لترسم ملامح مرحلة جديدة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني.
وتعود شرارة بدء هذه الانتفاضة التي انتشرت كـ"النار في الهشيم"، لحادثة دهس عمال فلسطينيين من قبل سائق شاحنة إسرائيلية قرب حاجز "بيت حانون/ إيرز"، الذي يسيطر عليه جيش الاحتلال، ويفصل من خلاله القطاع عن باقي الأراضي المحتلة.
وتميزت الانتفاضة باستخدام الحجارة ضد قوات الاحتلال، وسميت لاحقا بـ"انتفاضة الحجارة"؛ حيث هو السلاح الأبرز في أيدي أبناء الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال الذي استخدام الوسائل العسكرية كافة والقمع والترهيب ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ورغم مرور عقود على اندلاع الانتفاضة الأولى، إلا أن إرهاصات انتفاضة جديدة تلوح في الأفق، بفعل تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48.
وتشتعل في هذه الأوقات الضفة الغربية المحتلة ضد جيش الاحتلال، ويواصل نشطاء المقاومة التصدي لهم عبر عمليات إطلاق النار والدهس والطعن والزجاجات الحارقة وغيرها، بما ينذر بإمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، خاصة مع قدوم حكومة إسرائيلية تخطط لمضاعفة الاستيطان والتهويد والسيطرة وتهويد المسجد الأقصى.
حماس: شعبنا سيواصل مقاومته ضد الاحتلال
بدورها، قالت حركة "حماس"؛ إن "انتفاضة الحجارة شكلت محطة مهمّة في تاريخ شعبنا، وأعادت لقضيتنا الوطنية حضورها وألقها عربيا وإسلاميا ودوليا، وأصبحت الحجارة أيقونة ملهمة لكل الأجيال في معارك الدفاع عن الأرض والمقدسات؛ حيث أبدع شعبنا ومقاومته الباسلة في صناعة كل وسائل الإعداد والقوّة، وكتبوا بأحرف من نور انتصارات على العدو؛ رسّخوا فيها المعادلات، وغيروا خلالها قواعد الاشتباك، وفجروا مسارات لانتفاضات متجددة ومستمرة إلى اليوم".
ونبهت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن "أسباب انتفاضة الحجارة التي اندلعت شرارتها في وجه هذا العدو الغاصب، هي ذاتها اليوم تتأكد وتزداد في ظل استمرار جرائم الاحتلال المتصاعدة في الضفة المحتلة والقدس، والاقتحام والتهويد في المسجد الأقصى، واستمرار الحصار على قطاع غزّة"، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيواصل "الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته بكل الوسائل".
وشددت الحركة الفلسطينية، على تمسكها بـ"المقاومة الشاملة، دفاعا عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا"، مجددة رفضها "لكل مشاريع التسوية والتنسيق الأمني والتطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار الأمّة والمنطقة، بفعل مشروعه الاستعماري الخطير".
وأشادت بنضال الشعب الفلسطيني "المنتفض في عموم الضفة الغربية المحتلة، الذي يسطر يوميا أروع ملاحم البطولة والفداء، وينتصر للقدس والأقصى، ويشتبك مع العدو الصهيوني، في عمليات بطولية، على طريق التحرير والعودة".
وأضافت: "كما نشيد بصمود وتضحيات شعبنا الفلسطيني في كل ساحات الوطن وخارجه؛ وبالمرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك، وبالثائرين المنتفضين في مدن وقرى ومخيمات الضفة المحتلة، وبالصَّابرين وأيديهم على الزناد في غزّة، وبالثابتين على أرضهم في الـ 48، وبالمتمسّكين بحقهم في العودة في مخيمات اللجوء والشتات".
ودعت "حماس" الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى "مواصلة تضامنهم ودعمهم لصمود ونضال شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، بكل الوسائل الممكنة".
وشددت على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي وكل المؤسسات الحقوقية الدولية بالعمل على "فضح جرائم الاحتلال ومحاسبة قادته المجرمين، والوقوف بقوة مع شعبنا الفلسطيني ومقاومته المشروعة، ودفاعه عن نفسه لانتزاع حقه في دحر الاحتلال وتقرير المصير، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
"فتح" تطالب المجتمع الدولي بالتخلي عن "ازدواجية المعايير"
من جانبها، أوضحت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أن "الشعب الفلسطيني سيواصل مقاومته الشعبية بنفس العزيمة والإصرار، حتى يحقق الانتصار وينهي وجود الاحتلال بكل أشكاله"، منوهة إلى أن "مقاومة شعبنا للمشروع الصهيوني التوسعي العنصري، لم تتوقف منذ أكثر من 100 عام، ولن تتوقف".
وأكدت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة في الذكرى، أن "مصير الاحتلال إلى زوال، وأن مكانه مزابل التاريخ، مثله مثل كل المشاريع الاستعمارية"، وفق ما أوردته وكالة "وفا" الرسمية الفلسطينية.
وأضافت: "الشعب الفلسطيني فرض بانتفاضته العظيمة على الصهيونية العالمية وعلى إسرائيل الاعتراف بوجوده كشعب وله حقوق سياسية، وهو أمر لطالما أنكرته الرواية الصهيونية، التي بقيت تدّعي وتكرر أن فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
ولفتت إلى "الأهمية التاريخية الاستثنائية للانتفاضة الأولى؛ لأنه بفعل هذه الانتفاضة، امتلك شعبنا مشروعه الوطني المحدد المعالم، الذي أقره المجلس الوطني في الجزائر في ذروة الانتفاضة في خريف عام 1988، والذي حدد بوضوح ثوابت وأهداف الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها "القدس الشرقية" على حدود الرابع من حزيران 1967".
ونبهت "فتح" إلى أن "روح المقاومة تسري في عروق الشعب الفلسطيني، وهو لا يزال يكتب أنصع صفحات التاريخ، عبر صموده وتمسكه الذي لا يلين بأرض الآباء والأجداد"، معتبرة أن "الشعب الفلسطيني يقدم نموذجا أسطوريا ملحميا في التضحية والفداء في كل يوم وكل ساعة عبر هذه القافلة من شهدائنا الأبرار، وعبر تضحيات أسرانا البواسل الصامدين في معتقلات الاحتلال".
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني إلى "الوحدة والتلاحم في وجه الاحتلال، خصوصا خلال المرحلة المقبلة، حيث يسيطر غلاة المتطرفين الفاشيين على مركز القرار في إسرائيل"، مطالبة المجتمع الدولي بـ"التخلي عن سياسة ازدواجية المعايير، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وإنصافه، انسجاما مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
وشددت على أنه "آن الأوان لإنهاء آخر احتلال في هذا العالم، فالشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه الوطنية المشروعة، مهما بلغت التضحيات".