استمرارا لسلسلة الخطوات
التطبيعية المتسارعة بين
دولة الاحتلال والإمارات العربية المتحدة، من المتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل إقامة ما وصف بـ"عرض تاريخي" لفرقة
الأوركسترا الإسرائيلية في أبو ظبي.
وزعمت زوجة رئيس الاحتلال ميخال هيرتسوغ، التي قادت المبادرة أن الألحان الموسيقية لديها القدرة على ربط الناس ببعضهم، فيما أعلن عازف الباسون عوزي شالو الذي سبق أن غنى أمام الملك الأردني الراحل، أنه سيلحّن النشيدين الوطنيين الإماراتي والإسرائيلي.
ايتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، كشف أن "أوركسترا إسرائيل ستنظم هذا الحدث الأول من نوعه في الدول العربية، على أن يشهد يوم الثلاثاء القادم، تأدية الفرقة الموسيقية في أبو ظبي عرضها التاريخي خلال زيارتها التي تستمر أربعة أيام".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "خلال زيارتها لأبو ظبي في كانون الثاني/ يناير، أبلغت ميخال مضيفيها الإماراتيين بحبها لهذا النوع من الموسيقى المعروف باسم الفيلهارمونية، وسيقام العرض بقيادة المخرج الموسيقي الجديد لاهف شاني في قصر الإمارات بدعوة من وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، ووزيرة الثقافة نورا الكعبي، ودعوة ميخال هرتسوغ للحفلة كضيفة شرف، التي زعمت أنها متحمسة للمشاركة في حدث تاريخي يمثل نقلة جديدة في العلاقة الحميمة بين الجانبين، لأن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي أتى هذه المرة على المستوى الثقافي، عبر أحد أهم الرموز الثقافية لإسرائيل وهي فرقة الأوركسترا الفيلهارمونية".
عوزي شالو نائب عازف الباسون الرئيسي، أكد أنه عزف في 1996 للملك الأردني والملكة نور في حفل موسيقي بعد توقيع "اتفاقية السلام"، وقال: "أنا متحمس جدًا للأداء في أبو ظبي، لأنني سأتمكن من التحدث مع الناس بلغتهم فأنا أتقن اللغة العربية، كما سنؤدي النشيدين الإماراتي والإسرائيلي في الحفل، آملا أن يكون هناك المزيد من العروض مثل هذا في البلدان العربية الأخرى".
وقد كشفت "عربي21" في وقت سابق أن دولة الاحتلال والإمارات العربية المتحدة تروجان لمبادرة لتنظيم مهرجان السلام للشباب في صحراء أبوظبي باستضافة 40 ألف شاب من دول التطبيع بجانب الأردن ومصر، وسيكون لقاءً مباشرًا بين شباب المنطقة حول مجالات ثقافية مختلفة، ويستمر ثلاثة أيام، ويشمل عروضا ضخمة ومحاضرات "تيد" ومسابقات فنية، بمبادرة من السفير الإسرائيلي في أبو ظبي أمير حايك، حيث تبنتها الإمارات بحرارة، واقترحت تحويل المهرجان لحدث سنوي في دول أخرى.
وتكتسب هذه الفعاليات التطبيعية على الجانب الثقافي الفني خطورة نوعية كونها تخترق عقول الشباب والجمهور، وهو ما فشلت فيه دولة الاحتلال مع جماهير عربية في مصر والأردن رغم مرور عقود طويلة على توقيع اتفاقات التطبيع معهما.