استشهد شاب
فلسطيني، وأصيب آخرون، بتوغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة
نابلس شمالي الضفة الغربية، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، لتمهيد اقتحام مستوطنين متطرفين لمنطقة "
قبر يوسف".
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن الشاب أحمد دراغمة (23 عاما) ارتقى برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات في محيط "قبر يوسف"، فيما أصيب نحو 34 آخرين بالرصاص الحي والمطاطي في مواجهات "قبر يوسف" ومخيم بلاطة.
والشهيد دراغمة هو لاعب كرة قدم في نادي ثقافي طولكرم.
واقتحمت عشرات الجيبات العسكرية الإسرائيلية المنطقة الشرقية في نابلس، عبر حاجز بيت فوريك، قبل أن تتوغل قوة إسرائيلية راجلة داخل حي الضاحية بالقرب من "قبر يوسف".
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع، تجاه الشبان الذين هبوا إلى التصدي للاقتحام الإسرائيلي، قبل أن تواجههم بالرصاص الحي.
وفي بيان لها، قالت "كتيبة نابلس"، إنها استهدفت بالرصاص آليات الاحتلال في محيط "مخيم بلاطة"، مضيفة: "مجاهدونا يوجهون ضربات مكثفة ومتتالية صوب قوات وآليات الاحتلال في المنطقة الشرقية بصليات من الرصاص".
يكتسب "قبر يوسف" الأثري أهمية بالغة للمستوطنين اليهود المتطرفين، الذين يعتقدون أن عظام النبي يوسف عليه السلام أحضرت من مصر، ودفنت فيه.
ويقع القبر تحديدا شمال غرب كنيسة يعقوب، بجوار تل بلاطة الأثري في منطقة بلاطة البلد شرقي مدينة نابلس.
ومنذ نكسة حزيران/ يونيو 1967، بدأ المستوطنون باعتبار القبر ذا قداسة دينية بالنسبة لهم.
فيما تقول روايات إن علماء آثار أوضحوا أن عمر القبر لا يتجاوز بضعة قرون، وأنه مقام لشيخ مسلم اسمه يوسف الدويكات، عاش حياته وتوفى خلال حقبة الدولة العثمانية.
شهد محيط قبر يوسف، طوال العقود الماضية، مواجهات بين الفلسطينيين والمقتحمين الإسرائيليين.
ووضعت قوات الاحتلال نقطة عسكرية دائمة عند القبر عام 1976، وفي ثمانينات القرن الماضي، تم افتتاح مدرسة توراتية، وبؤرة استيطانية داخله.
ووقعت مواجهات عنيفة في تسعينات القرن الماضي بمحيط القبر بين عناصر في السلطة الفلسطينية، وقوات الاحتلال، أسفرت عن سقوط شهداء فلسطينيين وقتلى إسرائيليين، وذلك في العام 1996.
وفي بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، وقعت اشتباكات عنيفة في محيط القبر، وتعرضت أجزاء منه للهدم، ما دفع السلطة الفلسطينية لترميمه. وفي 2015، أحرق شبان القبر، ورفعوا العلم الفلسطيني فوقه.