قالت
مجلة
فورين بوليسي، إنه في بداية عام 2023، ظهرت أدلة على وجود صداقة جديدة بين
روسيا وإيران بشكل كامل، بعد إعلان أوكرانيا إسقاط 80 طائرة مسيرة
إيرانية الصنع
أطلقها الجيش الروسي خلال 48 ساعة.
ورأت
المجلة أن الطائرات الإيرانية المسيرة بمثابة أحدث مؤشر على كيفية قيام دولتين من
أكبر الدول المنبوذة في العالم بتعميق تحالفهما في مواجهة تزايد العزلة الدولية
وتفاقم المشكلات الاقتصادية.
وقال
الخبراء إن روسيا وإيران أقامتا شراكة مصلحة ضد القوى الغربية على مدى عقود، لكن
هذه العلاقة كانت مشوبة تاريخياً بتيار خفي من عدم الثقة والحذر.
واعتبرت
المجلة أن الحرب في أوكرانيا قد تغير العلاقة بين موسكو وطهران، ما يدفع روسيا
إلى احتضان إيران كأحد أكبر شركائها الأجانب، في محاولة لتأمين الإمدادات العسكرية
التي تشتد الحاجة إليها من طهران، وإيجاد شريان الحياة لاقتصادها الذي يعاني من
العقوبات، حتى لو بقيت هذه الشراكة دون المستوى المطلوب (مستوى تحالف رسمي كامل).
وقال
الخبير إميل أفدالياني، إن العلاقة بين روسيا وإيران قبل 2022 كانت تتسم بالتناقض،
لكن مع الحرب أصبح تحول روسيا إلى آسيا كاملاً، وأصبح دعم إيران الآن يُنظر إليه
على أنه حاسم في الكرملين.
وأفاد
مسؤولون أمريكيون وخبراء إقليميون بأن تعميق العلاقات بين موسكو وطهران قد يؤدي في
النهاية إلى إطالة أمد الحرب الدموية في أوكرانيا، حيث تقدم إيران المزيد من الدعم
العسكري والموارد لروسيا.
في
الوقت نفسه، يمكن أن يتعرض حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط المعارضين
لإيران للخطر إذا قدمت الحكومة الروسية أشكالًا جديدة من التكنولوجيا العسكرية
وأنظمة الأسلحة المتطورة إلى القوة الشرق أوسطية الخاضعة لعقوبات شديدة.
وفي
مقابل الموجة الجديدة من الدعم -وفقًا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين على
دراية بالتقييمات الداخلية للحكومة الأمريكية- يمكن لإيران الحصول على تكنولوجيا
عسكرية وأنظمة أسلحة متطورة من روسيا، مثل مقاتلات Su-35 أو S-400 الروسية المتقدمة نظام
الدفاع الجوي.
وقال
أفدالياني إنه بشحن الطائرات دون طيار يمكن لإيران الآن أن تضغط من أجل صفقة
طائرات مقاتلة وصفقات اقتصادية وتجارية مربحة مع الشركات الروسية، التي امتنعت حتى
الآن عن الاستثمار في إيران بسبب العقوبات الأمريكية".
وبحسب
المجلة، فإن الصداقة المزدهرة تتجاوز ساحات القتال في أوكرانيا. وعلى الصعيد
الدبلوماسي، ظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبًا من بلاده منذ أن شن الغزو
الروسي لأوكرانيا لأول مرة، لكنه قام بأول زيارة له خارج منطقة ما بعد الاتحاد
السوفيتي إلى طهران في يوليو لحضور قمة رئيسية مع المرشد الأعلى لإيران، آية الله
علي خامنئي.
وعلى
الصعيد الاقتصادي، ينشغل البلدان في بناء شبكات تجارية جديدة واسعة النطاق تهدف
إلى التحايل على العقوبات الغربية ، بما في ذلك طرق الإمداد التي يمكنها إرسال
معدات عسكرية من إيران إلى روسيا عبر روابط الأنهار والسكك الحديدية، وكذلك عبر بحر
قزوين.
وعلى
صعيد الاستخبارات، وافقت روسيا على إطلاق قمر صناعي إيراني جديد إلى مداره في آب/
أغسطس 2022، في علامة أخرى على تعميق التحالف الاستراتيجي بين البلدين.