نشر موقع "جيوبوليتيك" الفرنسي تقريرًا تحدث فيه عن الشائعات التي تحوم حول الحالة الصحية للرئيس الروسي؛ حيث يرى الموقع أنه إذا لم يتم تعيين أي شخص رسميًّا، فمن المتوقع أن يدير اثنان من المرشحين المفضلين لبوتين سياسة الكرملين الحالية.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن كل يوم يأتي بنصيبه من التكهنات الجديدة حول صحة فلاديمير
بوتين؛ فهناك من يشير إلى أنه يعاني من سرطان الدم أو الغدة الدرقية، ومرض باركنسون، والخرف، بينما أفادت آخر الشائعات، في الرابع من كانون الثاني/ يناير الجاري، بأن رئيس الكرملين "يحتضر".
ومن جانبها؛ شددت الوزيرة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، كاثرين كولونا، على أنه "لا يوجد شيء مؤكد أو تمت مشاركته من قبل مختلف الحلفاء الذين يعملون معهم ".
وأشار الموقع إلى أنه منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، تتراكم الشائعات. ففي الربيع الماضي؛ كان الزعيم الروسي قد تلقى "مساعدة طبية طارئة" بعد مؤتمر عبر الفيديو مع مستشارين وقادة عسكريين، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
من جهتها؛ كشفت مجلة "باري ماتش" أنه منذ سنة 2019 على الأقل، أن عملاء مكلفين بجمع براز رئيس الكرملين خلال رحلاته إلى الخارج، لمنع الدول المضيفة من تحليلها.
وأبرز الموقع أنه في نهاية شهر أيار/ مايو الماضي؛ نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كل الشائعات التي انتشرت، وذلك خلال مقابلة أذيعت على قناة "تي إف 1" قائلا: "لا أعتقد أن شخصا سليم الحواس يمكنه أن يرى في هذا الرجل علامات أي مرض". لكن السؤال الذي يطرح نفسه مع ذلك: ماذا سيحدث إذا مات فلاديمير بوتين؟
من سيكون خليفة فلاديمير بوتين كزعيم لروسيا؟
ذكر الموقع أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، ولدى سؤاله عن خليفته المحتمل؛ أجاب فلاديمير بوتين قناة "سي إن بي سي" الأمريكية: "أفضّل عدم الرد. سننتظر الانتخابات القادمة". والجدير بالذكر أنه، بفضل تعديل دستوري تم في سنة 2020، الذي أعاد تعيين فترته إلى الصفر، يمكن لفلاديمير بوتين البقاء في السلطة حتى سنة 2036, حيث سيكون عمره بين 83 و 84 سنة.
وأفاد الموقع بأنه في هذه الأثناء؛ إذا اضطر فلاديمير بوتين إلى الانسحاب من ممارسة السلطة في وقت ما، فإن المادة 92 من الفصل الرابع من الدستور الروسي تنص على أن يتولى رئيس الوزراء تنفيذ الفترة الانتقالية.
كما أن الأمر متروك لرئيس الوزراء ليحل محله في حالة توقف الرئيس عن "ممارسة سلطاته قبل انتهاء المدة في حالة الاستقالة، أو العجز الدائم لأسباب صحية عن ممارسة السلطات المنوطة به، أو الإقالة أو الوفاة بحسب الدستور، ولكن لمدة 90 يوما فقط. وخلال هذه الأشهر الثلاثة؛ يجب تنظيم انتخابات لانتخاب رئيس جديد للدولة.
وأشار الموقع إلى أنه مهما كانت الحالة، فستعود السلطة مؤقتا إلى
ميخائيل ميشوستين، رئيس الوزراء الذي تم تعيينه منذ كانون الثاني/ يناير 2020، وهو من التكنوقراط ويبلغ عمره 56 عامًا، وكان مسؤولًا ضريبيًّا في السابق، أي أنه "ليس جزءًا من كتلة الجنود"، ولكن من كتلة "المدراء"، بحسب تغريدة نشرتها آنا كولين ليبيديف، الأستاذة الباحثة في العلوم السياسية، على "تويتر".
بالإضافة إلى ذلك، فإنه وفق الموقع، لم يكن ميشوستين معروفًا لعامة الناس قبل توليه منصب رئيس الوزراء، لكنه يتمتع بشعبية كبيرة، ولا يزال متخصصًا في فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي، لكن هذا لن يجعله المرشح المفضل للخلافة، خاصة أن ميخائيل ميشوستين "يعتبر في الأوساط السياسية شخصية لطيفة وعاجزة، دون طموحات كبيرة"، بحسب صحيفة ديلي ميرور البريطانية.
لا شيء يمكن أن يتغير مع "المفضلين" بالنسبة لبوتين
وبين الموقع أنه يمكن لفلاديمير بوتين أيًضا تعيين خلف له، وفي هذه الحالة فإنه بحسب تقديرات الباحثة المحاضرة في جامعة بروكسل والمختصة في الشأن الروسي أود ميرلين، "قد يشير على الأرجح إلى من يعتقد أنه الشخص الأكثر تأهيلا للحفاظ على مسار الأمور ولضمان استقرار البلاد. وبالنظر إلى الطريقة التي يتم بها تنظيم الانتخابات في
روسيا، فإنه يمكن للمرء أن يتخيل أن الشعب الروسي سيتّبعه جزئيا".
وأضاف الموقع أنه في أوائل شهر أيار/ مايو، عندما أعلن جهاز المخابرات الخارجية الروسية، الذي يُزعم أنه يرأسه مسؤول سابق في المخابرات الخارجية الروسية، عن الجراحة المقبلة لفلاديمير بوتين لنوع غير محدد من السرطان، فإن هناك من أشار إلى احتمال استخلافه بنيكولاي باتروشيف، الأمين العام الحالي لمجلس الأمن القومي الروسي.
وبحسب الموقع؛ فإنه يُذكر هذا الاسم بانتظام إلى جانب اسم
سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، كخلفاء "طبيعيين" محتملين لفلاديمير بوتين، فقد كان هذان الرجلان، المقربان جدا من الرئيس الحالي للكرملين، من بين أول من كانوا على علم بنية شن هجوم في أوكرانيا.
ويعتبر
نيكولاي باتروشيف الذراع اليمنى للرئيس الروسي، وكان سيقترح عليه، وفقا للمخابرات الأمريكية، مواصلة هجومه في أوكرانيا. وبحسب عالمة السياسة الروسية تاتيانا ستانوفاتشا فإن
"هناك نقاط تشابه كثيرة بين تفكير بوتين وباتروشيف؛ فالأخير محافظ بشدة ومعاد لليبرالية. إنهما الآن متحدان ضد الولايات المتحدة، التي ينظر إليها باتروشيف على أنها قوة متمردة، تتحرر أيضا من القواعد".
ولفت الموقع إلى أنه سيكون لنيكولاي باتروشيف وسيرغي شويغو ملف شخصي ملائم لخلافة بوتين وسيسمحان باستمرار النسخة الحالية من النظام الروسي، وإذا وصل أي منهما إلى السلطة، فلن يتغير شيء، بما في ذلك مسار الحرب في أوكرانيا.
دون بوتين، هل ستسلك روسيا طريق الديمقراطية؟
ونقل الموقع عن الباحثة آنا كولين ليبيديف قولها: "ليس هناك شك في أنه في حالة حدوث عائق دائم لبوتين، فستسعى المجموعات المختلفة للسيطرة، خاصة أن عدد الأشخاص غير الراضين حاليًا يعتبر أعلى من أي وقت مضى".
على ضوء ذلك، فإنه كما يذكر الموقع، يعتقد ميخائيل كاسيانوف، رئيس الوزراء السابق لفلاديمير بوتين وعضو المعارضة في روسيا الآن، أنه سيتم تنظيم انتخابات ديمقراطية في نهاية المطاف في حقبة ما بعد بوتين، وأكد في مقابلة أجرتها وكالة فرانس برس: "أنا متأكد من أن روسيا ستعود إلى طريق بناء دولة ديمقراطية"، حتى لو كان الأمر سيستغرق عقدا من الزمن "لتفكيك" الدولة".
وفي ختام التقرير؛ قال الموقع إن كاسيانوف حذر من أن خلافة بوتين ستكون صعبة، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه "بعد المأساة التي نشهدها، فستتحد المعارضة دون أدنى شك في ذلك. وأنه سيتعين عليهم إعادة بناء كل شيء من الصفر، وبدء دورة كاملة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية مرة أخرى." ويخلص إلى القول إنها "تحديات هائلة بقدر ما هي صعبة، لكن يجب مواجهتها".