نشر موقع "ذي أثليتيك" الأمريكي تقريرًا، سلط فيه الضوء على استمرار المنافسة بين الثنائي كريستيانو
رونالدو وليونيل
ميسي، التي امتدت هذه المرة خارج ملاعب كرة القدم، وانتقلت إلى الشبكات الاجتماعية والأعمال التجارية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الثنائي (ليونيل ميسي -كريستيانو رونالدو) - من منظور كرة القدم - هما الأعظم في كل العصور، ولن يتم حسم هذا الجدل بشكل قاطع، لأن التنافس مستمر الآن خارج ملاعب كرة القدم.
وأفاد الموقع إن المعسكر المؤيد لميسي حصل على دفعة كبيرة الشهر الماضي عندما رفع الأرجنتيني كأس العالم في قطر، في حين تضاءلت حظوظ البرتغالي في معانقة هذا اللقب.
وبالمقابل، عندما يتعلق الأمر بقوة الجذب كعلامة تجارية عالمية، فإن رونالدو - الأكثر متابعة في العالم على إنستغرام - يتفوق على ميسي، لكن، بعد تتويج الأخير بطلًا للعالم، فيبدو أنه يقترب من غريمه، لينتقل الصراع إلى مواقع التواصل والأعمال التجارية. ففي الوقت الذي ينشغل فيه ميسي بالاستفادة من عديد الصفقات التجارية بعد أن ارتفعت أسهم "علامته" بشكل لم يسبق له مثيل بعد "نهائي لوسيل"؛ حصل رونالدو على صفقة مربحة للغاية بانضمامه إلى نادي النصر السعودي بمبلغ مذهل.
ووفق الموقع؛ فيقول تيم كرو، الخبير الإنجليزي في التسويق الرياضي: "حقق ميسي ما لم يحققه رونالدو وهو كأس العالم، وبالنسبة للبعض فإن ميسي قد تجاوز رونالدو. هذا في كرة القدم، لكن في مجال الأعمال التجارية، لا يزال رونالدو متصدرًا".
ويضيف أدريان رايت، مدير وكالة "سبورتنغ غروب" ومدير التسويق سابقًا في نادي وست برومويتش ألبيون الإنجليزي: "لقد وضع رونالدو نفسه جيدًا في مناطق تسويقية مهمة، في البرتغال وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا والآن في السعودية، كما أنه يملك نفوذًا في السوق الآسيوية ولديه الكثير من المتابعين من شبه القارة الهندية".
وأشار الموقع إلى أن ميسي وعلى الرغم من نجوميته في أحد أفضل الأندية، برشلونة، إلا أنه لم يحظ بنفس العرض الترويجي لرونالدو.
وحتى عند انتقاله إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وجد نفسه في دوري لا يحظى بتغطية عالمية مثل الدوري الإنجليزي الممتاز على سبيل المثال. لذلك فإن أحد الجوانب التي يتفوق فيها رونالدو هو جمهوره على الإنترنت، فهو ليس مجرد لاعب كرة قدم أو رياضي، بل هو أكثر شخص في العالم متابعة على مواقع التواصل.
ولفت الموقع إلى أن "إنستغرام" يُعد أهم منصة للاعبي كرة القدم المحترفين، حيث يفضلونه على باقي الشبكات، فرونالدو لديه 529 مليون متابع على هذا الموقع مقابل 415 مليونًا لميسي.
وفقًا لتحليل أجراه "سوشيال بلايد" - وهو موقع أمريكي لتحليل شبكات التواصل الاجتماعي - فإن ميسي جلب عددًا من متابعي "إنستغرام" أكثر من رونالدو خلال الأسابيع الأربعة من كأس العالم، ولكن ليس بفارق كبير، حيث حصل الأول على 30 مليون متابع جديد بينما كسب الثاني 20 مليون متابع جديد.
وينقل الموقع عن كرو قوله: "إن مثل هذه الأرقام ليست دائمًا المقياس الأهم عند تقييم قوة الجذب التجارية للاعب، لكنها جزء من المعادلة وغالبًا ما تأخذ العلامات التجارية هذه الأرقام بقدر كبير من الجدية"، مضيفًا أن "كرة القدم ليست كل ما يتطلبه الأمر لبناء علامة تجارية عالمية؛ حيث ترغب الشركات في تكوين فكرة عن اللاعب المعني كفرد وشخصية. فميسي لديه شعبية في العالم الناطق بالإسبانية، لكنه لا يجيد الانجليزية، وهذا ما نجح فيه رونالدو بفضل الفترة التي قضاها في إنجلترا، وهذا يحدث فارقًا، لأن الانجليزية هي لغة العالم التجاري المشتركة".
وبحسب الموقع، فقد كان ميسي أحد الوجوه الأكثر شهرة في عالم الرياضة، لكن قوة جذبه التجارية لم ترتفع إلا بعد فوزه كأس العالم. وبالنسبة للصفقات المثيرة للجدل، فكلا اللاعبين باتا الآن مشتركيْن في ذلك. فميسي هو سفير السياحة في المملكة العربية السعودية، وهو موقف غريب بالنسبة له نظرًا لأن الدولة الخليجية تتنافس ضد الأرجنتين لاستضافة كأس العالم 2030، في حين أن رونالدو التحق هو الآخر كلاعب ثم كوجه ترويجي للمملكة.
وبغض النظر عن الخطأ والصواب في هذه الصفقات، فمن الواضح أن كلاهما وصل إلى ذروة القوة من الناحية التجارية، بعد أن ظلّا لفترة طويلة في ذروة القوة من الناحية الرياضية.
ويوضح الموقع أن سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في مدرسة "سكيما" للأعمال في فرنسا، يستخدم مصطلح "جني الإيرادات"، لوصف كيف يروج ميسي ورونالدو باستمرار لمنتجات جديدة مع اقترابهما من نهاية المسيرة؛ فوفقًا لمصطلح تشادويك، بدأ رونالدو يجني الإيرادات قبل وقت طويل من ميسي، منذ انتقاله القياسي من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد في صيف 2009.
وفي هذا الشأن يقول تشادويك: "كان مسار ميسي في جني الإيرادات طويلًا وبطيئًا، لكن مسار رونالدو كان سريعًا جدًّا". ويبقى أن نرى كيف سيدير ميسي ورونالدو السنوات القادمة التي سيظلان خلالها نجمين عالميَيْن حتى بعد اعتزالهما، وإن لم يكن بنفس القدر من النجومية الحالية.
ووفقًا لوكالة "هوبر" للتسويق، كسب ميسي حوالي 1.8 مليون دولار (1.5 مليون جنيه إسترليني) لكل 6 منشورات رعاية على "إنستغرام" منذ نهائي كأس العالم في 18 كانون الأول/ديسمبر، بإجمالي 10.6 ملايين دولار (9 ملايين جنيه إسترليني). ومع ذلك، لا يزال يجني القليل من الإيرادات مقارنة برونالدو الذي سيجني سنويًا 214 مليون دولار (177 مليون جنيه إسترليني) في النصر السعودي، وهو أكثر بكثير مما يحصل عليه ميسي في باريس سان جيرمان، وإن كان ميسي، الأصغر سنًا من رونالدو، بإمكانه القيام بحركة مماثلة على خطى منافسه بالانتقال إلى الخليج أو إلى الدوري الأمريكي.
وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ما الهدف من كل هذا؟ عندما يكون لاعب قد جمع بالفعل ثروة طائلة، فلماذا يسعى لكسب المزيد من الأموال التي قد لا يتمكن حتى من إنفاقها كلها؟، وهو ما يجيب كرو، خبير التسويق، عليه بالقول: "حتى لو كان شخص ما ثريًا جدًا، فمن الصعب أن يرفض جني ملايين الدولارات من خلال منشور بسيط على وسائل التواصل الاجتماعي.
علاوة على ذلك فإن هذه الثروات التجارية التي يجنيها النجوم، هي بمثابة استثمارات وتنطوي هي الأخرى على مخاطر شأنها شأن أي استثمار، ومهما كان ما يخطط رونالدو وميسي للمستقبل، هناك شيء واحد واضح لهذين النجمين في نهاية مسيرتهما الرائعة: عندما يتعلق الأمر بكسب المال، لا يوجد وقت مثل الحاضر، هذه هي أحكام العمر".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)