كشف مصدر عسكري يمني، عن الأنشطة العملياتية البحرية لقوات المهام المشتركة 153 التي تسلمت قيادتها القوات المصرية أواخر العام الفائت، في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقال المصدر العسكري في تصريح لـ"عربي21"طالبا عدم الإفصاح عن اسمه، إن قوات المهام المشتركة 135، ستقوم بنشر دوريات بحرية باستخدام زوارق مسيرة عن بعد لعملية الرصد ومراقبة عمليات التهريب أو الأنشطة العدائية في البحر الأحمر.
وأضاف المصدر العسكري
اليمني أن 100 زورق مسير من
الأسطول الخامس تم ربطها بأقمار صناعية و بمراكز اتصال في جزيرتي ميون الواقعة على مدخل مضيق باب المندب وسقطرى في المحيط الهندي، سيتم نشرها في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولا إلى قناة السويس المصرية.
والأسطول الأمريكي الخامس، هو أكثر الأساطيل الأمريكية الاستراتيجية أهمية في منطقة الخليج العربي، ويتخذ من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدة له.
وتغطي عمليات الأسطول الخامس منطقة الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.
وبحسب المصدر؛ فإن هذه الزوارق تعمل بالطاقة الشمسية، وتطلق إنذارا إلى أقرب فرقاطة عسكرية، حال الاشتباه بأي زورق عسكري أو مدني أو أنشطة تهريب.
وأشار إلى أنه تم إنشاء مراكز اتصال في جزيرتي ميون وسقطرى وربطهما مع قيادة القوات البحرية المشتركة وكافة القطع البحرية العسكرية المنتشرة في البحر، مؤكدا أنه في حال أي عملية اشتباه، فسيتم التوجيه والنداء إلى أقرب فرقاطة عسكرية للهدف ومداهمته.
وقال إن تهديدات الحوثي ستكون سببا في اختراق مياهنا الإقليمية وستكون اليمن مضطرة للقبول بها، لافتا إلى أن الحوثيين يجرّون على بلادنا مصيبة تدخل دولي إذا نفذوا تهديداتهم باستهداف ممر الملاحة الدولي "باب المندب".
وأواخر العام الماضي، كان وزير الدفاع في حكومة "الإنقاذ" (غير معترف بها) التابعة للحوثيين في صنعاء، محمد العاطفي، قد توعد بـ"تعامل قوي وحازم مع أي تطور يمثل تهديدا أو مساسا بالسيادة البحرية والوطنية لليمن".
وقال العاطفي إن "الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة"، مؤكدا أن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة.
وأكد المصدر العسكري اليمني أن تحركات وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر بدعم إيراني، تحقق للولايات المتحدة الأمريكية ما كانت ترنو إليه خلال السنوات الماضية من الهيمنة البحرية قبالة البر اليمني، وكان ذلك محل رفض رسمي.
وأوضح أن الحوثيين قد يقومون باستهداف باب المندب، وإغلاقه، مالم يكن ذلك تهديدا غايته خدمة إيران والولايات المتحدة، لافتا إلى أن استهداف وتهديد ممر الملاحة الدولي ليس كاستهداف أرامكو السعودية أو أبوظبي.
وعبر المصدر العسكري عن أسفه، من أن تتطور الأنشطة البحرية للقوات البحرية المشتركة إلى تحديد مناطق عسكرية في المياه الإقليمية بالتعاون مع قوات خفر السواحل التابعة للجيش اليمني.
ومضى قائلا إن "هذه التطورات في ظل استمرار التهديد الحوثي، سيكون لها تبعات وتداعيات كارثية على الصيادين اليمنيين، وقد يتم التضييق عليهم، كون زوارق الصيد التابعة لهم غير معرفة للمركبات البحرية المسيرة التي ستنشرها
القوات المشتركة على طول الخط البحري الممتد من البحر العربي مرورا بخليج عدن والبحر الأحمر".
وكانت قوات البحرية الأمريكية أعلنت في نيسان/ أبريل من العام الماضي، عن تشكيل "قوة المهام المشتركة 153" للقيام بدوريات في البحر الأحمر والعمل على مكافحة "الأنشطة الإرهابية والتهريب"، وتضم كلا من السعودية ومصر والإمارات والأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
فيما أعلن الجيش المصري في ديسمبر/ كانون أول من العام المنصرم، عن توليه قيادة قوة المهام المشتركة (153) في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وأوضح الجيش المصري في بيان أن "هذه المهام تأتي بسبب الأنشطة الإرهابية، وانطلاقا من دورها المحوري وتعاونها الوثيق مع القوات البحرية للدول المشاركة، لتحمل مسؤولياتنا المشتركة نحو تحسين البيئة الأمنية بكافة المناطق والممرات البحرية، وتوفير العبور الآمن لحركة تدفق السفن عبر الممرات الدولية البحرية، والتصدي لكافة أشكال وصور الجريمة المنظمة التي تؤثر بالسلب على حركة التجارة العالمية ومصالح الدول الشريكة".
وتمر من
خليج عدن ومضيق باب المندب أعداد كبيرة من سفن التجارة العالمية؛ والتي تعرضت لهجمات في الأعوام الأخيرة، وصفتها واشنطن ودول خليجية كالسعودية بـ"الإرهابية"، وعادة ما وجهت اتهامات إلى إيران وجماعة الحوثي حليفتها في اليمن بالتورط، مقابل نفي كليهما.