جددت
تركيا حديثها عن عملية برية محتملة في
سوريا في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن التقارب بين أنقرة ودمشق ولقاء مرتقب بين رجب طيب أردوغان وبشار الأسد.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن خلال تصريح لعدة وسائل إعلام أجنبية حيث أكد أن شنّ
عملية عسكرية برية في سوريا "ممكن في أي وقت".
وقال قالن للصحفيين: "نواصل دعم العملية السياسية" التي بدأت نهاية كانون الأول/ديسمبر مع لقاء وزيرَي الدفاع التركي والسوري في موسكو، مستدركا: "لكن شنّ عملية برية يبقى ممكنا في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات الواردة".
ونهاية العام الماضي، أعربت تركيا عن نيتها شن عملية عسكرية برية ضد الوحدات الكردية بشمال وشمال شرق سوريا، بعد أن اتهمتها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول وأوقع 6 قتلى.
وتسعى تركيا إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد المكون الرئيسي لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية من منطقتي تل رفعت ومنبج وعين العرب كوباني وإبعادها عن حدودها.
وخلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أطلقت تركيا قبل أيام عملية "المخلب-السيف" ضد المسلحين الأكراد في الأراضي السورية، حيث شنت القوات التركية ضربات جوية وبرية على مواقع الوحدات الكردية في أرياف محافظات حلب والحسكة والرقة.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تشهد فيه علاقة أنقرة بالنظام السوري تقاربا، حيث أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لقاء نهاية العام الماضي، مع وزير دفاع النظام علي محمود عباس وبحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في موسكو.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو قال نهاية الشهر الماضي إنه جرى الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية
روسيا وتركيا وروسيا في النصف الثاني من كانون الثاني/ يناير الجاري، دون تحديد موعد أو مكان اللقاء.
والخميس، أعلن تشاويش أوغلو أنه قد يلتقي بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
بدوره أعرب الرئيس التركي أردوغان عن تطلعه للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد قطيعة دامت 11 سنة.
وانتقدت القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة جهود التقارب التركي السوري برعاية روسية واصفة النظام السوري بأنه وحشي وأن تلك الخطوات لن تكون في مصلحة الشعب السوري.
وعززت واشنطن قبل أيام من تواجدها العسكري في مناطق تحت سيطرة القوات الكردية خاصة في الحسكة لطمأنة حلفائها الأكراد.
وفي سياق آخر، اعتبر مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم قالن أنه لا روسيا ولا أوكرانيا يمكنها "الانتصار في الحرب عسكريا"، مبديا ثقته بأنه "سيتحتم عليهما في نهاية المطاف التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة" من الطرفين.
وأضاف: "حاليا، لا أحد يريد وقف القتال، لكن علينا أن نواصل الدعوة إلى ذلك (...) ما لم نتمكن من إبرام اتفاق سلام معمّم، سنبحث عن (التوصل) إلى اتفاقات وقف إطلاق نار محلية، محدودة، خفضا للتوترات المحلية".
وتابع: "لقد حققنا بعض النجاحات حتى الآن"، وخصّ بالذكر على سبيل المثال، الاتفاق الذي تم توقيعه الصيف الماضي لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وأتاح إخراج زهاء 18 مليون طن حتى الآن، إضافة إلى تسهيل تبادل سجناء حرب.
إلا أن مستشار الرئاسة التركية شدد على أن هذه الخطوات "غير كافية (...) هي جزء صغير من أحجية أكبر بكثير"، معتبرا أن أي اتفاق سلام يجب أن يتعدى إطاره روسيا وأوكرانيا، وأن يوفر "ضمانات أمنية للجانبين".
وشدد على ضرورة "أن يتم احترام روسيا كلاعب أساسي وأن تحصل على ضمانات أمنية، أبرزها عدم دخول حلف شمال الأطلسي إلى حديقتها الخلفية"، وألا "تنضمّ أوكرانيا إلى الأطلسي، لكن أن تتلقى هي أيضا ضمانات أمنية على حدودها".