طرح
لقاء ثلاثي في العاصمة
المصرية جمع رئيس المجلس الرئاسي في
ليبيا ورئيس البرلمان والجنرال
المتقاعد خليفة
حفتر، ردود فعل وأسئلة حول ما يخطط له المجتمعون ودلالة اختيار القاهرة
مكانا ثابتا للقاءات الليبية مؤخرا.
وذكرت
عدة مصادر إعلامية، أن لقاء مغلقا في القاهرة جمع المنفي وعقيلة صالح وحفتر؛ من أجل مناقشة
آليات حل لمعالجة الانسداد السياسي الحاصل حاليا، والوصول لتوافقات من أجل إجراء انتخابات
شاملة في البلاد خلال العام الجاري.
"اتفاقات
سابقة"
والتقى
المنفي بحفتر خلال الأسبوع الماضي في القاهرة، وتناول الاجتماع المغلق أيضا عدة ملفات
أهمها: إيجاد صيغة توافقية لإجراء الانتخابات، وإشراك جميع الأطراف في العملية السياسية،
ووضع ترتيبات مالية عادلة وشاملة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وآليات إنجاز المصالحة"،
وفق منصة "فواصل" الليبية.
فما
وراء اجتماع المنفي بعقيلة وحفتر؟ ولم أصبحت مصر هي الوجهة الوحيدة لكل اجتماعات الأطراف
الليبية؟
"رسائل
ومبادرة جديدة"
من جهته،
أكد عضو لجنة القاعدة الدستورية بمجلس الدولة الليبي، محمد الهادي، أن "هناك إعادة
لترتيب بعض الأوراق في هذا التوقيت، وأن اللقاء ليس ثلاثيا بل هناك طرف رابع، هو الدولة
المضيفة (مصر)، وهي تريد إعادة حساباتها داخل الملف الليبي، وبالأخص بعد زيارة رئيس المخابرات
الأمريكية لليبيا ولقائه الدبيبة وحفتر".
واستبعد
الهادي خلال تصريحاته لـ"عربي21" أن يمثل "لقاء المنفي وعقيلة وحفتر
تكتلا جديدا، كونه يمثل ثلاثة رؤوس من منطقة واحدة (الشرق الليبي)، مما سيرسل رسائل
أكثر سلبية لعموم الليبيين"، وفق توقعاته.
وبخصوص
عقد اللقاءات كلها في مصر، قال المسؤول الليبي: "القاهرة تحاول الاستحواذ على الملف كافة، لكن هذا سيتعارض مع بقية الدول الإقليمية الفاعلة في المشهد الليبي، فهي
معنية بالمسار الدستوري وتصر إصرارا كبيرا على نهايته في القاهرة، كما أن المغرب مهتمة
وتحاول أن تنهي مسار المناصب السيادية على أراضيها، لذا فالملف معقد جدا ولا يمكن لدولة
واحدة أن تتولى مسؤوليته".
"تقريب
وجهات النظر"
في حين
قال الصحفي الليبي، إسماعيل بازنكة؛ إن "الهدف من اللقاء الثلاثي لا يعدو كونه
مناورة من الأطراف المشاركة، وأيضا جهود للسلطات المصرية لخلق تحالف سياسي قوي يدعم
طرف الشرق الليبي، من خلال تقريب وجهات النظر للشخصيات السياسية الثلاثة المشاركة".
وأضاف
في تصريحه لـ"عربي21": "أما إجراء الانتخابات، فلم يعد الآن إرادة شعبية
أو إرادة نخب سياسية، بل يخضع لمؤثرات وعوامل وقوى خارجية، على رأسها الولايات المتحدة
التي بدأت تنشط بقوة في ليبيا، عبر جهاز المخابرات لضمان تحقيق مصالحهم هناك، وأهمها
طرد مرتزقة الفاغنر الروس ومضاعفة الإنتاج النفطي الليبي، وضمان تأمين التدفق الحالي
بكميات مطردة"، بحسب تقديره.
"مؤامرة
للتقسيم"
الأكاديمي
المصري وأستاذ القانون الدولي، السيد أبو الخير رأى من جانبه، أن "الاجتماعات الحالية
وما سبقها من تحركات دولية وإقليمية، تشير إلى تشكيل تكتل جديد لإدارة المشهد في ليبيا، لكن ليس للوصول إلى حلول بقدر ما هو تكريس تقسيم ليبيا، طبقا للخطة التي وضعت من الغرب
وتطبقها الإمارات والسعودية ومصر".
وأشار
إلى أن "هذا التكتل سيكون ضد إرادة الليبيين ولصالح الخارج، ودلالة اختيار القاهرة
لعقد أي اجتماعات بين أطراف الصراع الليبي، يؤكد تبني وجهة نظر النظام المصري في حل
الأزمة الليبية، لكن القاهرة لا تعمل منفردة، بل ضمن خطة دولية موضوعة وبإشراف مباشر
من أمريكا وقوى غربية وأوروبية"، وفق كلامه وتصريحه لـ"عربي21".