عندما أنهى محمد
صلاح الموسم الماضي في صدارة قوائم التهديف في الدوري الإنجليزي الممتاز مع هيونغ مين لاعب توتنهام في أيار/ مايو الماضي؛ حصل مهاجم
ليفربول على الحذاء الذهبي الثالث له في خمسة مواسم، وفي غياب بطولة دولية كبرى؛ حصل صلاح بعد ذلك على إجازة صيفية ممتدة وتم حل ملحمة عقده عندما وقع عقدا جديدا مدته ثلاث سنوات بقيمة تزيد عن 350.000 دولار في الأسبوع، مما يجعله اللاعب الأعلى أجرا في تاريخ النادي.
ونشر موقع ذا أثليتك تقريرًا، ترجمته "عربي21"، تناول فيه مسيرة اللاعب في الموسم الجاري والتي شهدت انحدارًا كبيرًا في مستوى محمد صلاح وليفربول معًا؛ حيث لم يسجل صلاح سوى 7 أهداف مع حلول منتصف الموسم مقارنة بـ 15 هدفًا حققها الموسم الماضي في نفس المدة، ويأتي متأخرًا عن المتصدر إيرلينغ هالاند لاعب مانشستر سيتي بنحو 18 هدفًا، جعلته يقبع في المركز التاسع في ترتيب الهدافين في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأوضح الموقع أن صلاح سجل في الموسم الماضي هدفًا كل 120 دقيقة، فيما سجل هذا الموسم هدفًا كل 241 دقيقة، كما لم يسجل في خمس من آخر ست مباريات لليفربول؛ حيث يتساءل الموقع: لماذا انخفض ناتج واحد من أكثر اللاعبين فتكًا في العصر الحديث إلى هذا الحد؟
وأشار الموقع إلى أنه لا يوجد أي أحد يؤيد أن اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا قد هبط أداؤه بعد حصوله على ذلك الأجر المرتفع الصيف الماضي؛ فقد بلغ رصيده من الأهداف هذا الموسم 17 هدفًا في 29 مباراة خاضها في كل المسابقات، وهو رصيد جيد جدًّا؛ حيث تجاوز السير كيني دالغليش إلى المركز السابع في قائمة هدافي النادي برصيد 173، كما أنه هداف دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم بالمشاركة مع كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان، برصيد سبعة أهداف، منها أسرع هاتريك في تاريخ البطولة والذي سجله المصري أمام رينجرز الأسكتلندي في ست دقائق و12 ثانية.
ويلفت الموقع إلى أن هذا يخفي معاناة محمد صلاح المحلية؛ حيث لم يستطع التسجيل في آخر ثلاث مباريات لليفربول، الذي يعاني هذا الموسم من الإصابات وفقدان الشكل القوي ما جعله بعيدًا عن مراكز التأهل لدوري أبطال أوروبا بنحو 10 نقاط كاملة، ما جعل الفريق يفتقر إلى الطلاقة والسيطرة والتماسك، وخاصة أنه فقد القاعدة الصلبة في خط الوسط، مع انهيار الجانب الأيمن له؛ حيث لم يساهم ترينت ألكسندر أرنولد سوى بتمريرة حاسمة واحدة هذا الموسم.
وتابع الموقع موضحًا أن صلاح لم يتلقَ الكرة في كثير من الأحيان أو في مناطق خطرة بما فيه الكفاية، فقد بلغ متوسط لمساته هذا الموسم 39 لمسة فقط في كل 90 دقيقة، منها 7.3 لمسات في منطقة الهجوم لكل 90 دقيقة، وهما أدنى رقمين في مسيرته في ليفربول، وذلك لأنه يقضي الكثير من الوقت على الأطراف.
وذكر الموقع أن ليفربول مر بفترة من التكيف بعد رحيل ساديو ماني والتوقيع مع داروين نونيز الصيف الماضي، وهو نوع مختلف جدًّا من المهاجمين؛ كما زادت الأمور صعوبة في منطقة الهجوم بسبب إصابات لويس دياز وديوجو جوتا وروبرتو فيرمينو؛ حيث بدأ صلاح مباراة برينتفورد مشاركًا في الثلاثي الهجومي بجوار أليكس أوكسليد تشامبرلين ونونيز، ولكن في المباراة التالية؛ كانت مشكلة نونيز في أوتار الركبة تعني أن اللاعب الجديد كودي جاكبو سيلعب في المنتصف بدلًا من ذلك. وفي المباراة ضد تشيلسي في نهاية الأسبوع الماضي؛ حل هارفي إليوت محل أوكسليد تشامبرلين على اليسار، فيما قبل كأس العالم؛ كان فيرمينو يقود الخط مع نونيز على نطاق واسع.
في بعض الأحيان؛ وجد صلاح نفسه معزولًا وكان من السهل جدًّا على الخصوم مزاحمته؛ حيث انخفض معدل محاولاته للمراوغة والمراوغات التي استطاع إكمالها بنجاح، وحقق صلاح معدل 3.2 تسديدات بدون ركلات جزاء لكل 90 دقيقة لهذا الموسم، بانخفاض عن معدل 4.3 تسديدات في الموسم الماضي، فيما كان رقمه لأهداف الدوري 0.37 لكل 90 دقيقة هذا الموسم وهو أدنى مستوى خلال الفترة التي قضاها في ليفربول، وكان معدل الأهداف المتوقعة لصلاح هذا الموسم يصل إلى 9.0 في الدوري الممتاز، لكنه سجل سبع مرات فقط.
ولفت الموقع إلى أن معدل الفرص الضائعة قللت ثقة صلاح في نفسه؛ فعندما مرر إليه نابي كيتا تمريرة جيدة قبل نهاية الشوط الأول أمام تشيلسي في نهاية الأسبوع الماضي؛ كان صلاح في منطقة على الجانب الأيمن من منطقة الجزاء يحب العمل فيها، حيث قام بالتسديد بقدمه اليسرى في الزاوية البعيدة عند بصره، فضاعت الكرة بين حشود الجماهير، وهو ما تكرر عدة مرات قبل ذلك.
وكانت هناك علامات على تفاهم لائق ينمو مع نونيز قبل أن يصاب الأوروغوياني في أوتار الركبة، لكنه أيضًا أهدر العديد من الفرص التي مررها خلال مباريات الدوري لهذا الموسم رغم أنه حقق العديد من الأهداف أيضًا.
واعتبر الموقع أن هناك عاملا آخر أثر على سجل صلاح التهديفي وهو أنه كان يعتمد على العديد من ضربات الجزاء في تسجيل أهدافه، لكن ليفربول لم يحصل سوى على ضربة جزاء واحدة خلال آخر 27 مباراة في الدوري الممتاز. وبين الموقع أن انخفاض قوة صلاح التهديفية تعود لنهايات الموسم الماضي؛ وتحديدًا بعد كأس الأمم الأفريقية حين خسرت مصر - وصلاح - في النهائي أمام السنغال؛ حيث لم يسجل صلاح بعدها إلا 8 أهداف في 25 مباراة، وبالكاد حصل على لقب الهداف.
ووفق الموقع؛ فإن الحديث عن اتجاه هبوطي مستمر في مستوى صلاح يتجاهل المشاكل المحيطة به في فريق كلوب، وحقيقة أنه سجل تسعة أهداف في آخر تسع مباريات له في جميع المسابقات قبل استراحة منتصف الموسم بسبب كأس العالم، تعكس ببساطة أزمة ليفربول بشكل عام أكثر منها أزمة صلاح نفسه؛ فقد انخفض معدله للأهداف المتوقعة من غير ضربات الجزاء في كل 90 دقيقة من 0.61 في 2021-22 لكنه لا يزال أكثر من 0.48، وهذا يضعه في المركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز للاعبين الذين لعبوا 500 دقيقة على الأقل.
ويختتم الموقع التقرير بالقول إن سباق الهدافين محتدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ما يسلط الضوء على صلاح هو المعايير العالية التي حققها صلاح نفسه سابقًا، لكن هذه التقلبات تحدث كثيرًا مع الهدافين؛ حيث يمكن أن تساعد عودة جوتا وفيرمينو ودياز والتدريب أكثر مع اللاعبين الجدد في عودة صلاح لمستواه. ويحتاج صلاح إلى إعادة اكتشاف نفسه وأيضًا يحتاج من كلوب أن يجد طريقة لتحسين ظهوره وحصوله على الكرة في الملعب بشكل أكبر.