اندلعت حالة من الغضب في الولايات
المتحدة الأمريكية بعد أن عرضت مدينة ممفيس تسجيلا مصورا لسائق سيارة أسود يدعى
تاير نيكولاس أثناء تعرضه للضرب المبرح على يد خمسة من ضباط الشرطة بعد أن أوقفوا
سيارته في وقت سابق هذا الشهر.
وظهر نيكولاس، الذي توفي لاحقا متأثرا
بجراحه، في التسجيل المصور وهو يصرخ قائلا "أمي.. أمي" بينما كان الضباط
الخمسة وجميعهم من أصحاب البشرة السوداء ينهالون عليه باللكمات والهراوات.
وتم نشر التسجيل المصور على الإنترنت
وجرى تصويره من خلال الكاميرات التي يضعها أفراد الشرطة على أجسادهم ومن كاميرات
أخرى مثبتة على عمود مرافق.
وجاء نشر اللقطات بعد اتهام الخمسة
بارتكاب جرائم قتل من الدرجة الثانية والاختطاف وسوء السلوك والقمع في ما يتعلق
بوفاة نيكولاس (29 عاما) في العاشر من كانون الثاني/ يناير.
وقالت والدة القتيل إن ابنها كان على
بعد حوالي 80 مترا فقط من المنزل عندما تعرض للضرب. وشوهدت نقالة تصل بعد 19 دقيقة
من وصول أول أفراد طواقم الطوارئ الطبية إلى مكان الواقعة.
وكان قد تم فصل الضباط بالفعل من إدارة
الشرطة في 20 كانون الثاني/ يناير بعد اعتدائهم على نيكولاس بزعم ارتكابه مخالفة
مرورية. وتوفي نيكولاس متأثرا بإصاباته بعد ثلاثة أيام في المستشفى.
ومع ظهور التسجيل المصور وبثه عبر
وسائل الإعلام مساء الجمعة، فقد تجمعت مجموعة من المتظاهرين في ممفيس وهم يهتفون
"لا عدالة.. لا سلام". وسار عشرات المتظاهرين على طول الطريق السريع
وأغلقوا حركة المرور بالقرب من جسر على نهر الميسيسبي إلى آركنسو.
وتجمع العشرات في "تايمز سكوير" بنيويورك، ورددوا شعارات مماثلة ورفعوا لافتات كتب عليها "ضعوا حدا لإرهاب
الشرطة".
وقال الرئيس الأمريكي جو
بايدن، إنه
يشعر بـ"غضب وألم شديدين" بسبب تلك المشاهد، قائلا إنها "ستجعل غضب
الناس مبررا".
وكرر بايدن دعوته إلى المتظاهرين
للبقاء مسالمين قائلا: "من يسعون للعدالة يجب ألا يلجأوا إلى العنف أو
التخريب".
وتابع بأن "وفاة تاير هي تذكير
مؤلم بأنه يجب علينا فعل المزيد للتأكد من أن نظام العدالة لدينا يحترم الوعد بضمان
عدالة منصفة ونزيهة".
ودعت عائلة نيكولاس وبايدن إلى أن تظل
الاحتجاجات سلمية في ممفيس وهي مدينة يبلغ تعدادها 628 ألف نسمة، 65 في المئة منهم
تقريبا من السود. وأغلقت المدارس مبكرا وألغيت المناسبات التي كانت مقررة اليوم
السبت.
وتحدث بايدن مع والدة تاير التي قال
إنها "من الواضح أنها تعاني ألما شديدا"، وأثنى على "شجاعة الأسرة
وقوتها" و"مناشدتها القوية" من أجل احتجاجات سلمية.
واعتبر مدير مكتب التحقيق في تينيسي
ديفيد راوش، أن ما حصل "غير مقبول" و"إجرامي" و"ما كان
يجب أن يحدث"، معربًا عن "صدمته" و"اشمئزازه" لما رآه.
وأضاف: "بكلمة واحدة، إنه أمر مروّع
للغاية".
واندلعت الاحتجاجات تحت راية حركة
"حياة السود مهمة" المناهضة للظلم العنصري والتي بدأت في الولايات
المتحدة وانتشرت عالميا في أعقاب مقتل جورج
فلويد في أيار/ مايو 2020، وهو رجل أسود
لقي حتفه بعد أن ظل ضابط شرطة من منيابوليس جاثما بركبته على رقبته لأكثر من تسع
دقائق.