حذرت صحيفة عبرية، من إمكانية كبيرة لدخول "
إسرائيل" في "
حرب إقليمية صغيرة" تقع قريبا في الجنوب السوري، نتيجة للضربات التي تتلقاها عصابات الاتجار بالمخدرات والتي قد تثير مواجهة بين القوات الدرزية والمليشيات الإيرانية وجيش بشار الأسد وقوات حزب الله، حيث توجد روسيا والأردن في الصورة.
وذكرت
"هآرتس" العبرية في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن "تعهد" روسيا لـ"إسرائيل" عام 2018، بالعمل على إبعاد قوات الحرس الثوري الإيراني والمجموعات المتفرعة عنه وعناصر حزب الله عن منطقة الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة قرب هضبة الجولان لمسافة نحو 85 كم شرقي الحدود "بقي على الورق، ومواقع حزب الله نقلت نحو الشرق لكن ليس للمسافة التي طلبتها إسرائيل، وقوات أخرى لحزب الله ومليشيات مؤيدة لإيران تمركزت في منطقة درعا والسويداء".
وأوضحت أن "حزب الله ومليشيات إيرانية، أقاموا عشرات المواقع العسكرية في شمال السويداء ودرعا، كما تعمل طهران على إقامة قاعدة عسكرية كبيرة في المكان تتجمع فيها قواتها، كما وردت أنباء أنه وصلت إلى هذه القاعدة قوات كبيرة مزودة بسلاح ثقيل وصواريخ قصيرة المدى، وأن القوات المؤيدة لإيران تظهر بالملابس المدنية، ومن غير المعروف ما هي درجة دقة هذه التقارير، لكن للوجود الإيراني في جنوب
سوريا توجد أيضا أشغال ممتعة أخرى تقلق إسرائيل والأردن".
وبحسب مصادر محلية في سوريا، فإن "القوات المؤيدة لإيران، بالشراكة مع قوات نظام الأسد، أقامت في المنطقة مختبرا لإنتاج مخدر "
الكبتاغون" (المعروف بالبنتلين)".
ونوهت الصحيفة، إلى أن "تمويل نظام بشار الأسد عبر إنتاج المخدرات، ليس بجديد، ولكن تطوير مركز إنتاج المخدرات في جنوب سوريا يشير إلى نية لتحويل الأردن إلى دولة عبور، وهذه نية سبق وتأكدت بعد أن ضبط الأردن قبل نحو شهرين رزمة كبيرة من المخدرات احتوت على نحو ستة ملايين حبة من مخدر "الكبتاغون"، التي كانت في الطريق إلى دول الخليج".
وأشارت إلى أن هناك "علاقات تجارية بين الأردن وسوريا، كما توجد للملك عبد الله علاقة مباشرة مع الأسد، لكن ملك الأردن متخوف من أن الأسد لا يريد أن يمكنه من وقف التجارة التي - بحسب التقديرات - تبلغ 5– 8 مليارات دولار في السنة".
مصدر أردني رفض الكشف عن هويته أوضح لـ"هآرتس"، أن "الملك حذر من أنه إذا لم تقف محاولات التهريب عبر الأردن، فسيضطر إلى اتخاذ خطوات متشددة أكثر، وهو الآن يطبق سياسة "إطلاق النار من أجل القتل" ضد مهربي المخدرات"، موضحا أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن وعد بالتجند لهذا النضال، وإحدى النتائج هي قانون مكافحة "الكبتاغون" الذي سن في كانون الأول/ ديسمبر الماضي".
ورأت الصحيفة أنه "يصعب رؤية طوق حقيقي للنجاة في هذا القانون، فهو يخصص تمويل النشاطات ضد المخدرات، لكنه لا يقترح كيف سيتم توزيعها أو ما هي الوسائل التي ستتبع"، منوها إلى أن "عمان بشأن هذا الأمر توجهت إلى موسكو، باعتبارها الراعية الرئيسية لسوريا، وروسيا سارعت في الرد، ونقلت قوات شرطية من محافظات أخرى إلى جنوب سوريا، وزادت عدد الدوريات وأضافت محطات حراسة على طول الحدود مع الأردن".
وأشارت إلى أنه "من المهم لروسيا الحفاظ على شبكة علاقات سليمة بين سوريا والأردن، الذي يوجد فيه نحو 800 ألف لاجئ سوري، وعبره يمكن للتجار السوريين استيراد وتصدير البضائع، وأي دولة عربية تقيم علاقات تجارية مع سوريا تعزز شرعية نظام الأسد".
وأفادت بأن "روسيا تحاول الآن تجنيد مجموعات مقاتلة درزية من منطقة السويداء للعمل ضد تهريب المخدرات، لكن طلبها على ما يبدو رفض، لأن الدروز يريدون الحفاظ على الحيادية؛ وهذا ما أوضحه يحيى الحجار، قائد قوات "الكرامة"، وهي المليشيا الدرزية الأكبر في المنطقة".
وأضافت: "لكن هذا الموقف لا يمنع الدروز من محاربة التهريب واعتقال مهربين ونقلهم إلى السلطات، وهذه عملية غير مجدية لأن هؤلاء المهربين يعملون، ضمن أمور أخرى، كمبعوثين لنظام الأسد أو على الأقل في خدمة القوات المؤيدة لإيران".
ونبهت "هآرتس"، إلى أن "الواقع الذي فيه تحتك القوات الدرزية، المقسمة بين ثلاثة زعماء على الأقل، مع مليشيات مؤيدة لإيران، قوات حزب الله والقوات الروسية وجنود جيش الأسد، يمكن لمواجهة عنيفة أن تتدحرج إلى "حرب إقليمية صغيرة"، وهي مسألة وقت فقط ".
وزعمت أن "إسرائيل ليست في الوقت الحالي مكونا من مكونات معادلة القوات في المنطقة، لكن يكفي إطلاق عرضي لصواريخ عليها أو بعض الاستفزازات الأخرى من أجل أن تجد نفسها تتبادل اللكمات مع أحد الطرفين".