حذر جهاز الأمن الداخلي في دولة
الاحتلال "
الشاباك"، من أن أعمالا انتقامية من نشطاء في اليمين اليهودي المتطرف ضد
الفلسطينيين، سوف تلحق الضرر بالأمن وتوسع دائرة المقاومة الفلسطينية.
جاء ذلك بعد دعوات وزراء في الحكومة اليمينية الإسرائيلية لتسليح المستوطنين عقب العمليات الفلسطينية الأخيرة.
وأصدر الشاباك "رسالة غير عادية" دعا فيها لعدم أخذ القانون باليد، محذرا من ارتكاب جرائم الكراهية ضد الفلسطينيين لأنها سوف تلحق الضرر بالأمن، وتوسع دائرة المقاومة الفلسطينية، بحسب موقع "ويللا" العبري.
وأشار الموقع في
تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن الرسالة غير العادية جاءت بعد اعتقال الشاباك لمستوطن يهودي يبلغ من العمر 22 عامًا، اعترف بإشعال النار في سيارة فلسطينية في قرية ترمسعيا بالقرب من رام الله.
وأضاف أن "رسالة الشاباك اعتبرت أن هذا الفعل من قبل المستوطن اليهودي يضرّ بقدرة القوة العسكرية المحتلة على تنفيذ مهمتها، وقد يعرضها للخطر، وسط تحذيرات أن مثل هذه الممارسات العدوانية تسهم في إذكاء حلقة العمليات الفلسطينية، وتضرّ بجهود الأجهزة الأمنية التابعة لجيش الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية".
ونقل عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير أن "نتنياهو عندما دعا للتصرف بحزم وهدوء عقب عملية القدس، وحث الإسرائيليين على عدم اتخاذ القانون بأيديهم، لم يكن ذلك انطلاقا من شعور وتقدير فقط، بل هناك خوف شديد من عمل استيطاني من شأنه أن يشعل النار في المنطقة، والمنظومة الأمنية الإسرائيلية على علم بذلك، وهي تعمل على هذا الموضوع، ولهذا تقرر تقوية تواجد الجيش في نقاط الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية ومحيطها".
والأعوام الأخيرة سجلت ارتفاعا ملحوظا في جرائم المستوطنين بثلاثة أضعاف ضد الفلسطينيين، وتشمل ضرب الفلسطينيين، إلقاء الحجارة، وكتابة شعارات "تدفيع الثمن"، وإحراق سيارات ومنازل وقطع أشجار.
كما شهدت الشهور الأخيرة تشكيل المزيد من المجموعات اليهودية، مما زاد من جرائم
العنف ضد الفلسطينيين، في ضوء الحكومة اليمينية الجديدة التي تبدي تساهلا في أعمال العنف ضد الفلسطينيين.
وذكرت المنظمة الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، أن باحثيها وثقوا تصاعدا كبيرا في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في كافة أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت إلى أنها وثقت عشرات الحوادث التي لا تشكل سوى قائمة طويلة من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، أبرزها ثلاث حالات اعتداء جسدي، وثلاث حالات استخدم فيها الرصاص الحي ضدهم، و12 حالة رشق سيارات فلسطينية عابرة أو متوقفة بالحجارة.
وتابعت بأنه في ثلاث حوادث أضرمت النيران في سيارات فلسطينية متوقفة، وسبع عمليات مهاجمة لمنازل الفلسطينيين تسببت بإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات الفلسطينية.
وفي إشارتها على تقاعس قوات الاحتلال في صد هجمات المستوطنين، ومساندتهم في ذلك، أوضحت "
بتسليم" أن ما يجري ليس فشلا في تطبيق القانون، ولكن سياسة مصممة لإدامة التفوق اليهودي عن طريق العنف المدني.
وبعد عمليتي القدس، دعت شرطة الاحتلال من يملكون تراخيص من مواطنيها لحمل أسلحتهم معهم للرد سريعا على منفذي العمليات، بينما تبحث الحكومة تخفيف الإجراءات البيروقراطية الخاصة بحصول المستوطنين على تراخيص لحمل السلاح.