نشر موقع
"المونيتور" الأمريكي تقريرًا، قال فيه إن عملية
التطبيع بين
السودان وإسرائيل من شأنها منح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ميزة دبلوماسية، في وقت تعصف الاضطرابات الداخلية ببلاده، لكنها قد يستغرق وقتًا أطول من المتوقع.
وأورد الموقع، في تقريره الذي ترجمته عربي21، أن وزير خارجية
الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين قد أعلن في مؤتمر صحفي مساء الخميس في مطار بن غوريون أنه التقى بالحاكم العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان، وأن البلدين يمضيان قدمًا في تطبيع العلاقات، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن ينضم السودان رسميًا إلى اتفاقات أبراهام بحلول نهاية هذا العام.
وأشار الموقع إلى أن السودان وافقت في البداية على الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام خلال زيارة وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين في يناير/ كانون الثاني من عام 2021. ووقّع منوشين ونظيره السوداني على انضمام السودان إلى اتفاق التطبيع مع إسرائيل، بعد أن رفعت الولايات المتحدة السودان من قائمة الدول التي تدعم الإرهاب، وتعهد السودان بتخفيض ديونه للبنك الدولي، وتلّقى في المقابل التزامًا بتقديم مساعدات اقتصادية أمريكية سنوية كبيرة، لكنه لم يوقّع على اتفاقية موازية مع إسرائيل.
في الفترة التي أعقبت ذلك، مر السودان بانقلاب عسكري، واستمرت الاضطرابات في إضعاف الحكومة المدنية المستعادة، في حين خضعت إسرائيل أيضًا لتغيير النظام، وتواجه اضطرابات داخلية، ما يجعل تطورات هذا الأسبوع تبدو خدعة علاقات عامة من قبل حكومتين محاصرتين.
وأورد الموقع نقلًا عن حاييم كورين، أول سفير لإسرائيل في جنوب السودان، أنه لا توجد معارضة داخلية كبيرة للاتفاق في السودان، وأضاف أن "العناصر الإسلامية في السودان تلعب دورًا مختلفًا عن الدور الذي اعتدنا عليه"، مشيرًا إلى أنهم "ليسوا ضد الاتفاقية، وربما على العكس يدركون أهميتها"، على حد قوله.
وزعمت مصادر دبلوماسية في إسرائيل أن العوائق المتبقية أمام تقدم العلاقات والتطبيع بين إسرائيل والسودان تنبع من طبيعة النظام في السودان، الذي لا يتقدم بالسرعة الكافية في تبني المعايير "الديمقراطية".
وأشار الموقع إلى أن السودان استُهدف عدة مرات على مر السنين بقصف إسرائيلي لقوافل كانت تمر عبر أراضيه تحمل أسلحة وذخائر مشحونة من إيران وموجهة لحركة حماس في قطاع غزة.
من جهته، قال مصدر عسكري إسرائيلي كبير سابق لـ"المونيتور" إن "تلك الأيام كانت منذ زمن طويل"، موضحًا أن "السودان اختار الآن الوقوف إلى جانب الغرب وإسرائيل، لكن إجراءات التطبيع ستستغرق وقتًا، لا سيما أن النظام هناك شبه عسكري، مع وجود حواجز كبيرة أمام الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن الصعب التغيير بعد 30 عامًا من الديكتاتورية، إن لم يكن مستحيلًا"، على حد قوله.
ولفت الموقع إلى أن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وزيارات وزير الخارجية أنطوني بلينكين لإسرائيل في يناير/ كانون الثاني قد نقلتا موافقة إدارة بايدن على استمرار التقدم مع النظام في الخرطوم لدفع عجلة اتفاقيات أبراهام. وتنبع المصلحة الأمريكية -من بين أمور أخرى- من رغبتها في إبعاد السودان عن المحور الروسي الإيراني، وإغلاق ميناء بورتسودان الكبير على البحر الأحمر أمام البحرية الروسية، وتعزيز التحالف العالمي بقيادة الولايات المتحدة ضد المحور الروسي ـ الصيني ـ الإيراني.
ووفق الموقع، فقد زعمت مصادر مقربة من الحكومة أن التطبيع الكامل سيستغرق بعض الوقت، على الرغم من أن التقدم قد يكون أسرع من المتوقع. كما أنه مرتبط بالتطورات في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية وفي مناطق أخرى، وعلّق مسؤول أمني إسرائيلي كبير على الأمر لـ"لمونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته، بأنه "إذا حدث -على سبيل المثال- تصعيد كبير بين إسرائيل والفلسطينيين في الأراضي المحتلة أو في الحرم القدسي، سيتلاشى التطبيع الرسمي مع السودان".
وذكر الموقع أن حلفاء إسرائيل في الشرق الأوسط أعطوا مباركتهم للتقارب مع السودان، إذ تؤيد مصر هذه الخطوة في إطار مساعيها لحشد المساعدة الأمريكية ضد إثيوبيا بشأن الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي، فيما تعد الإمارات العربية المتحدة ثاني أبرز داعم إقليمي لهذه الخطوة؛ حيث قال دبلوماسي إسرائيلي مخضرم آخر لـ"المونيتور" -شريطة عدم الكشف عن هويته- إن "الإماراتيين مهتمون بوضوح بالتحول في السودان"، لافتًا إلى أن "هذه الخطوة ذات أهمية إستراتيجية، وأن السعوديين يمكن أن يشاركوا أيضًا في هذه الخطوة، للأسباب نفسها بالضبط".
وتساءل الموقع -في ختام التقرير- عن مسألة ما إذا كان تنفيذ اتفاقيات إبراهيم مع السودان سيعزز اتفاقية سعودية مماثلة وأكثر أهمية للدخول في علاقات رسمية مع إسرائيل، فأجاب الدبلوماسي بأن "هذا ممكن، لكن ليس أكيدًا. وسيحتاج السعوديون إلى تقديم الكثير من التنازلات والحوافز أكثر من السودانيين".