بعد
سلسلة زيارات متلاحقة قام بها عدد من المسؤولين الأمريكيين الكبار إلى الأراضي
الفلسطينية
المحتلة ودولة الاحتلال، فقد كشف
وليام بيرنز رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
أن لقاءاته مع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، وأبي مازن رئيس السلطة الفلسطينية
تركته قلقاً، لأن ما وصفه بـ"العنف" في المنطقة أعاد التذكير بالانتفاضة
الثانية، وأن "الوضع الهش في المنطقة، وتزايد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين
قد يؤدي إلى اندلاع
انتفاضة ثالثة".
صحيفة
"
يديعوت أحرونوت" نقلت عن بيرنز خلال محاضرته في جامعة جورجتاون قبل
أيام قليلة أن "المحادثات التي أجريتها مع قادة المنطقة جعلتني أشعر بالقلق، فقد كنت
دبلوماسيًا كبيرًا خلال الانتفاضة الثانية، ومثل زملائي في مجتمع الاستخبارات، فإني أشعر
بالقلق".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن بيرنز قال: "أرى اليوم تذكيرًا غير سار
ببعض الحقائق التي رأيناها آنذاك، وجزء من مسؤولية وكالة المخابرات المركزية هو العمل
بشكل وثيق قدر الإمكان مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية لمنع اندلاع العنف،
كما رأينا في الأسابيع الأخيرة، وهذا سيكون تحديا كبيرا".
باراك
رافيد المراسل السياسي لموقع "
واللا" كشف أن "الولايات المتحدة طلبت
من دولة الاحتلال "وقفا مؤقتا" للبناء في المستوطنات وهدم المنازل وإجلاء
الفلسطينيين، لبضعة أشهر، في محاولة لتهدئة المنطقة مقابل وقف التحركات الفلسطينية ضد
الاحتلال في الأمم المتحدة وتجديد التنسيق الأمني، الذي أوضح أنه سيوافق على خفض هذه
الخطوات، وليس التوقف الكامل".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا الطلب جاء خلال زيارة وزير الخارجية
أنتوني بلينكن في لقائه مع نتنياهو بالموافقة على "وقف مؤقت" للإجراءات أحادية
الجانب لعدة أشهر في محاولة لخفض مستوى التوترات ووقف التصعيد في الضفة الغربية، لأن
إدارة بايدن تخشى أن يؤدي التصعيد الحالي في الضفة الغربية إلى انتفاضة ثالثـة".
وأشار
إلى أن "إسرائيل أوضحت لإدارة بايدن أنها مستعدة لاتخاذ خطوات لتقليص الإجراءات
والتدابير التي تعارضها الولايات المتحدة بشكل كبير، لكنها لن تكون قادرة على إيقافها
بشكل كامل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبناء في المستوطنات، فيما أوضح الفلسطينيون أنهم
مستعدون لمثل هذا "التوقف المؤقت" شريطة أن يكون متبادلاً، وفي الأسبوع الماضي
اتخذت إسرائيل عدة خطوات تشير إلى رغبتها في التعاون مع الخطوة الأمريكية".
ياكي
أدمكار المراسل الميداني لموقع "
واللا" نقل عن "قادة الائتلاف الحكومي
مهاجمته للطلب الأمريكي بتجميد البناء الاستيطاني، بزعم أنه لن يحدث، وأعلن حزب الصهيونية
الدينية أنه ضد هذا الطلب لأن حكومة يمينية لا تتخلى عن الأرض كي يستولي الفلسطينيون
عليها".
ونقل
في تقرير ترجمته "عربي21" عن "وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه
بقدر ما تسعى الولايات المتحدة لتجميد البناء الاستيطاني فإن الحكومة اليمينية لن تجمد
البناء الاستيطاني، وستفرض قوانين البناء في شرق القدس، وقالت وزيرة البعثات الوطنية
أوريت ستروك إن الحكومة لن تجمد الاستيطان، ولن تتخلى عن الأرض لاستيلاء فلسطيني معاد عليها".
يتزامن
هذا الحديث الإسرائيلي مع تعليمات أصدرها مكتب نتنياهو بتأجيل هدم مبنى في شرق القدس
حيث تعيش 100 عائلة فلسطينية، عقب طلب دبلوماسيين غربيين يمثلون الولايات المتحدة وبريطانيا
ودول أخرى من إسرائيل تأجيل الهدم، وخلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
في باريس قال نتنياهو إنه لا ينوي تعليق البناء في المستوطنات، لكنه سيفعل أقل بكثير
مما يريده شركاؤه في التحالف.
وفيما
طلبت الحكومة من المحكمة العليا تأجيل إخلاء قرية الخان الأحمر البدوية في الضفة الغربية
لمدة ستة أشهر إضافية، بحجة الحساسيات السياسية والدولية، فقد التقى وزير المالية بيتسلئيل
سموتريتش بقادة مجلس التجمعات الاستيطانية، وطلب منهم في جلسة مغلقة اتخاذ خطوات لضمان
عدم إنشاء بؤر استيطانية جديدة غير قانونية في الضفة الغربية في المستقبل القريب.