انطلقت حملات رسمية
وشعبية في دول عربية، من أجل جمع
التبرعات والمواد الإغاثية، للمنكوبين جراء زلزال
تركيا وسوريا، الذي خلف خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
ولم تقتصر الحملات على
المؤسسات الرسمية، بل شهدت تفاعلا شعبيا كبيرا، يسابق الوقت، من أجل إغاثة
المتضررين، في ظل الظروف الجوية السيئة والثلوج التي هطلت على المناطق المنكوبة
وفاقمت الكارثة، وبقاء الناس مشردين في البرد الشديد.
وعبر مواقع التواصل
الاجتماعي، أطلقت الجميعات الخيرية والنشطاء في الدول العربية، نداءات تبرع عاجلة
بكل المستلزمات الممكنة، من أجل نقلها إلى تركيا وسوريا، لإغاثة المنكوبين.
السعودية
وشهدت السعودية،
الأربعاء، حملة تبرعات شعبية لاقت إقبالا كبيرا وجمعت دعما تجاوز حتى صباح الخميس، الـ100 مليون ريال (أكثر من 26 مليون دولار).
جاء ذلك بحسب بيانات
منصة "ساهم" السعودية المسؤولة عن "الحملة الشعبية لإغاثة متضرري
الزلزال بسوريا وتركيا"، التي أطلقها الأربعاء مركز الملك سلمان للإغاثة غداة
توجيه ملكي بإطلاقها.
ودعا علماء ودعاة
سعوديون المواطنين في المملكة، إلى المشاركة في الحملة والتبرع للضحايا في البلدين
الشقيقين.
وعبر الهيئة العمانية
للأعمال الخيرية، فقد أعلنت جمعيات ومؤسسات خيرية المساهمة في جمع تبرعات ومساعدات.
وغرد مفتي سلطنة عمان
الشيخ أحمد الخليلي، قائلا: "إنا لنواسي من أعماق قلوبنا الشعبين المسلمين
الشقيقين الشعب السوري والشعب التركي على المصاب الجلل بالكارثة التي أتت على كثير
من الأعزة بسبب تأثير الزلزال المدمر الذي أصاب البلدين العزيزين".
ودعا الكاتب العماني
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين حمود الطوقي، مواطني بلده إلى التبرع بقوله في
تغريدة: "هل ما زال هناك شخص لم يتبرع بعد؟".
"في ميزان
حسناتكم جميعا"، بهذه الجملة حث حساب باسم سعود القاسمي، على التبرع قائلا:
"تبرع إن كان بإمكانك أو ساهم في نشر حملة الإغاثة للأشقاء في
سوريا وتركيا
الذين تعرضوا لزلزال مدمر".
وكتب سيف المقبالي:
"ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فقدوا أحبابهم وتهدمت بيوتهم.. آلاف الجرحى
والمتضررين يستغيثونكم لتخفيف آلامهم وجراحهم! تبرّع بما تجود به نفسك عن طريق
الهيئة العمانية للأعمال الخيرية".
الكويت
وفي الكويت، أطلقت
عشرات الجمعيات حملات تبرع لاقت إقبالا قويا تحت عنوان "فزعة الكويت".
وسريعا، تفاعل
الكويتيون مع الفزعة التي أطلقها مجلس الوزراء تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية
والتنمية المجتمعية لتقديم العون والإغاثة العاجلة للمتضررين في تركيا وسوريا.
وقال الكاتب الكويتي
ناصر بدر العيدان: "نحن بحاجة لفزعة حكومية وشعبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من
ضحايا أنقاض
زلزال تركيا-سوريا".
ودعا العيدان إلى
تقديم "دعم طبي ودوائي ومعونات غذائية ولوجستية وتبرع بالدم، وفرق بحث تطوعية وخبراء كوارث.. الكارثة إنسانية
وخطيرة والمنظمات العالمية تتوقع ضحايا بعشرات الآلاف".
وبالتوازي هرعت جمعية
قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري إلى إرسال مساعدات وفرق ميدانية إلى تركيا
وسوريا للمشاركة في عمليات الإنقاذ.
ودعا تلفزيون قطر
الرسمي، إلى المشاركة في الحملة الإغاثية، لمساندة منكوبي الزلزال، وبثت التلفزيون
إعلانات بتلقي التبرعات بالشراكة مع العديد من المؤسسات وهي تلفزيون قطر، وهيئة
تنظيم الأعمال الخيرية، والهلال الأحمر القطري، ومؤسسة قطر الخيرية.
وجاء في تغريدة للتلفزيون:
"شاركونا حملتنا الإغاثية ’عون وسند‘ لمساندة أهلنا في سوريا وتركيا يوم الجمعة
الساعة الخامسة والنصف مساءً على شاشة تلفزيون قطر".
وبرزت دعوات، عبر
"تويتر"، إلى جمع التبرعات لتقديم الإغاثة للضحايا من خلال الجمعيات
الأهلية نظرا لحجم ما ألم بالمنكوبين من دمار.
وضمن المبادرات
الاجتماعية، قررت "دار الشرق" الإعلامية التبرع بإيرادات بيع صحفها
الأربع (الشرق - العرب - لوسيل - البننسولا) اعتبارا من الخميس 9 فبراير/ شباط
الجاري ولمدة أسبوع لشعبي البلدين.
وقررت مؤسسة
"دوري نجوم قطر" الرياضية، الأربعاء، تخصيص عائدات تذاكر مباراتي نصف
نهائي كأس قطر لكرة القدم لصالح المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.
البحرين
وفي البحرين دعت
المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الشعب إلى التبرع لصالح الحملة الوطنية لدعم
متضرري الزلزال.
وحثت المؤسسة جميع
المؤسسات وشركات القطاع الخاص والأفراد على الإسهام في الحملة، واستجابة لنداء
السفارة التركية في المنامة قام بحرينيون بتسليم مساعدات عينية لصالح المنكوبين.
الإمارات
الهلال الأحمر
الإماراتي دعا للانضمام إلى حملة "جسور الخير" لدعم المتضررين في سوريا
وتركيا، وتشمل الحملة تعبئة المساعدات الأولية في إمارتي أبوظبي ودبي.
ويستمر جمع التبرعات
النقدية والعينية لمدة أسبوعين عبر هيئة الهلال والمؤسسات الإنسانية والخيرية
الإماراتية المشاركة في المبادرة.
وأعلنت شركة الأنصاري
للصرافة عن تبرعها بـ3.67 مليون درهم إماراتي (مليون دولار أمريكي) دعما لجهود
إغاثة المتضررين من الكارثة.
فلسطين
وفي فلسطين أطلقت
وزارة الأوقاف الفلسطينية، حملة "أغيثوهم" لتقديم المساعدات العاجلة
لمنكوبي الزلزال في سوريا وتركيا.
وقال وزير الأوقاف الفلسطيني حاتم البكري، إن
الحملة جاءت بتوجيهات من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لإغاثة منكوبي
الزلزال، وتبدأ الجمعة، من خلال جمع التبرعات في المساجد، بعد صلاة الجمعة، وعبر
الرقم الخاص لحساب الحملة في البنوك.
ودعا وزير الأوقاف إلى
أوسع مشاركة في الحملة، وفق الإمكانيات، لمساندة المتضررين، في ظل الأوضاع الكارثية
التي خلفها الزلزال المدمر.
ولفت البكري إلى أن
وزارته ستقدم مبلغ 100 ألف دولار لصالح الحملة، وشكلت لجنة لترتيب وصول التبرعات
عبر سفارتي فلسطين في سوريا وتركيا.
وفي قطاع غزة تضامن
عشرات الأطفال الأيتام الخميس، مع المتضررين من الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا.
جاء ذلك في فعالية
تضامنية نظمتها جمعية "طريق الحياة" التركية، بمدينة دير البلح وسط
القطاع، تخللها عدد من الأنشطة، ورفع الأطفال على هامش الفعالية الأعلام التركية
ولافتات كُتب على بعضها باللغتين العربية والتركية "أهلنا في تركيا وسوريا
تعازينا وصلواتنا من أجلكم".
ورسم عدد من
الأطفال علم تركيا على لوحة كبيرة من القماش الأبيض، وعبارات مثل "قلوبنا
معكم".
وقالت مديرة فرع
الجمعية في غزة، ولاء أبو مصبح: "هذه الفعالية للتعبير عن تضامننا وحزننا في
غزة، لما حدث في تركيا وسوريا من زلازل أودت بحياة الآلاف ودمرت آلاف المساكن
أيضا".
وأضافت:
"باسم أطفال غزة الأيتام نرسل رسالة تضامن لشعوب تركيا وسوريا بأن قلوبنا
معكم".
العراق
وأرسل العراق
أول طائرة مساعدات إلى تركيا، من خلال الجسر الجوي الذي أنشأته الحكومة العراقية.
وقال المتحدث
باسم أمانة مجلس الوزراء العراقي حيدر مجيد، إن بلاده أرسلت طائرة مساعدات إلى
تركيا بناء على تعليمات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وأضاف أن
بلاده ستواصل إرسال المساعدات إلى متضرري الزلزال في تركيا وسوريا، بمعدل طائرتين
يوميا.
وعلى مدار يومي
الاثنين والثلاثاء واليوم الأربعاء، أعلنت 13 دولة عربية عن إنشاء جسور جوية وتقديم
مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، وفق بيانات رسمية.
وبلغت حصيلة قتلى الزلزال
حتى الآن في تركيا وسوريا، أكثر من 17,100 قتيل الخميس، مع مضي وقت طويل على حصار
الكثيرين تحت الأنقاض وتلاشي الآمال بالعثور على ناجين، في ظل طقس شديد البرودة.
وأعلن مسؤولون ومسعفون
أن 14,014 شخصا قضوا في تركيا و3,162 في سوريا، جراء الزلزال العنيف الذي ضرب
الاثنين وبلغت شدته 7.8 درجة.