قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن المجتمع الدولي
فشل فشلًا ذريعًا في الاستجابة السريعة للكارثة الإنسانية التي ضربت الشمال السوري
نتيجة
الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.
وأضافت المنظمة، في
بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ
"عربي21"،
أنه على الرغم من المناشدات العديدة لتقديم العون في الأيام الثلاثة الأولى لإنقاذ
العالقين تحت الركام فإنها لم تصل أي من فرق الإنقاذ والمعدات اللازمة لإزالة الركام
وذهبت المناشدات أدراج الرياح وتضاءل الأمل أكثر في انتشال الناجين في ظل ظروف
جوية قاسية.
وبينت المنظمة أن عدم وصول فرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية في
الوقت المناسب فاقم الكارثة ورفع أعداد الضحايا إلى أكثر من ثلاثة آلاف قتيل إضافة إلى
أن الآلاف هائمون في العراء منهم أطفال ونساء وشيوخ.
وأشارت المنظمة إلى أن المجتمع الدولي الذي انشغل في مناقشات سياسية
لا طائل منها في ظل وجود كارثة إنسانية تحتاج إلى استجابة سريعة مسؤول عن تفاقم
هذه الكارثة ويتحمل المسؤولية عن مصير أولئك الذين تضرروا من الزلزال ويحتاجون إلى
الغذاء والدواء ومراكز الإيواء.
وشددت المنظمة على ضرورة كسر الحصار عن المناطق التي ضربها الزلزال
في الشمال السوري، وطالبت منظمات الإغاثة الإنسانية حول العالم بضرورة التحرك
سريعًا بعيدًا عن المستوى الرسمي الدولي لإيصال المساعدات اللازمة منعًا لتفاقم
الكارثة.
ودخلت اليوم أول قافلة مساعدات إنسانية، إلى مناطق المعارضة السورية،
من خلال المعبر الحدودي بين
سوريا وتركيا، بعد 4 أيام على وقوع الزلزال المدمر في
سوريا وتركيا.
وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى، بين سوريا وتركيا، مازن
علوش، إن القافلة عبارة عن مساعدات من الأمم المتحدة، وكان متوقعا وصولها قبل وقوع
الكارثة.
وتتكون القافلة من ست شاحنات فقط، تضم بشكل أساسي خيما وأدوات تنظيف.
وكانت الأمم المتحدة، قالت إنها حصلت على ضمانات بأن جزءا من
المساعدات الطارئة "سيمر الخميس" عبر المعبر الحدودي الوحيد المفتوح بين
تركيا وشمال غرب سوريا، وفق ما جاء على لسان المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسن.
وقال بيدرسن لصحافيين في جنيف: "حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا
تمرير المساعدات الإنسانية الأولى" عبر معبر باب الهوى، داعيًا إلى "عدم
تسييس" المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدة من جراء زلزال الاثنين.
وتنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا
عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول
المساعدات العابرة للحدود.
لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر مؤقتا على
قدرة الأمم المتحدة على استخدامه، وفقا لتصريحات مسؤولة أممية.
وتعيش مناطق الشمال السوري، والشمال الغربي، أوضاعا كارثية نتيجة
الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، بالمنطقة فجر الاثنين.
وأكدت جهات محلية سورية أن عدد الأبنية المدمرة بشكل کلي بلغ 600
بناء، فيما بلغ عدد الأبنية المدمرة بشكل جزئي 1627 بناء، لافتةً إلى أن عدد
العائلات المتضررة من هذا الزلزال بلغ أكثر من 11 ألف عائلة باتت بلا مأوى.
ويهدد نقص المعدات، وقلة خبرة المتطوعين في التعامل مع مثل هذه
الكوارث، بتسجيل مزيد من الضحايا.
وأظهرت مشاهد متداولة وضعا صعبا للغاية في الشمال السوري، بسبب نقص
المعدات والآليات، إذ تتم محاولة انتشال الجثث من داخل البنايات المدمرة بواسطة
معدات أولية، وجرافات، غالبا ما يتم قيادتها من قبل الأهالي الذين يساعدون الدفاع
المدني “الخوذ البيض” في عملهم.
وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، إلى 17,176 حتى
الآن، وقالت المصادر الطبية إن 14,014 شخصا قضوا في تركيا و3,162 في سوريا، جراء
الزلزال العنيف الذي ضرب الاثنين وبلغت شدته 7.8 درجة.
إقرأ أيضا: تعرف إلى أبرز المساعدات الدولية لمتضرري الزلزال في تركيا وسوريا