جاءت أصداء زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي
كوهين إلى أوكرانيا غاضبة في
روسيا، وتمثل أول رد فعل لها برفض القضاء الروسي لأول مرة طلب تأجيل جلسة دعوى إغلاق
الوكالة اليهودية، مما زاد من قلق الوكالة.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت وصف الإجراء الروسي بأنه "تطور مقلق، لأنه لأول مرة منذ بدء المحاكمة، رفض قاض في محكمة بموسكو الاستجابة لطلب محامي الوكالة اليهودية تأجيل الجلسة شهرين آخرين، وأمر باستئنافها بعد غد الاثنين، مع العلم أن ذات القاضي أخذ استراحة ربما باتباع التعليمات التي يتلقاها من المستوى السياسي الروسي، ولذلك قرر القاضي استئناف الحكم في غضون ثلاثة أيام، ولأول مرة قدم ممثلو وزارة القضاء الروسية مواقف جوهرية بشأن مطالبهم بإغلاق مكاتب الوكالة في البلاد".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مسؤولين إسرائيليين يخشون أن يكون هذا الأمر تحولاً في الموقف الروسي، وربطوه بتوقيت زيارة كوهين لأوكرانيا، معتبرين الإجراء ردا روسيا على دفء العلاقات بين تل أبيب وكييف، ولذلك فإن استئناف المحاكمة يوم الاثنين يخلق توترًا وخوفًا في الوكالة اليهودية، من أن السلطات في روسيا هذه المرة مصممة على إغلاقها، لأنه في جميع الطلبات السابقة للوكالة اليهودية بتأجيل الجلسات تمت الاستجابة لطلباتها، والسماح لها باستكمال الخطوات اللازمة لتصحيح المشاكل التي أدت للمطالبة بإغلاق مكاتبها".
تجدر الإشارة إلى أن الوكالة اليهودية في روسيا تعمل منذ سنوات طويلة لتشجيع الهجرة، وتدير معسكرات صيفية ومؤسسات تعليمية، وقبل المطالبة بإغلاقها، كثفت الحكومة الروسية مطالبها من الوكالة، وطلبت معلومات خاصة عن اليهود الذين يرغبون في الهجرة لإسرائيل، لكنها رفضت خوفا على سلامتهم.
في سياق متصل، ومن أجل تخفيف حدّة الغضب الروسي، فقد تجاهل وزير الحرب يوآف غالانت خلال حديثه في مؤتمر أمني مركزي الحديث عن روسيا بالاسم حين زعم أن "المجتمع الدولي مدعو للتكاتف ضد جهود إيران، والعمل على تنظيم آلية بديلة للحظر المفروض على صواريخ أرض- أرض والطائرات بدون طيار، لأن الآثار السلبية لإيران تنتشر عبر القارات والدول، وأصبحت مُصدِّرًا عالميًا للأسلحة الفتاكة، وتجري محادثات لبيع 50 دولة حول العالم لتزويدها بطائرات بدون طيار، يبلغ مداها ألف كيلومتر، في أيدي دول في أوروبا الشرقية مثل بيلاروسيا، وأمريكا الجنوبية إلى فنزويلا".
وذكرت صحيفة
يديعوت أحرونوت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "حديث غالانت لم يذكر أهم مستورد للأسلحة الإيرانية وهي روسيا التي استُخدمت طائراتها بدون طيار في العديد من الهجمات في كييف ومدن أوكرانية أخرى خلال الحرب، وقد ذكر غالانت المرة الوحيدة اسم روسيا في الإعراب عن أمله في نهاية الحرب، وهو ما تكرر في حديث كوهين مع رئيس أوكرانيا، حيث تجنب في تصريحاته العلنية إدانة روسيا أو ذكرها على الإطلاق".
وتكشف الخطوة الروسية فيما يتعلق بإغلاق الوكالة اليهودية في أراضيها عن غضب حقيقي من زيارة كوهين إلى أوكرانيا، في ضوء تقديرها أن دولة الاحتلال أجرت تغييرا في موقفها بالنسبة للحرب المستمرة منذ عام، مما قد يجعل من هذه الخطوة واحدة من خطوات قادمة تجاه الاحتلال، وفي هذه الحالة سنكون أمام تغيرات واسعة النطاق فيما يتعلق بعدوان الاحتلال المتواصل على سوريا من جهة، وإمكانية مزيد من الانحياز الروسي إلى إيران من جهة أخرى.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين وصل الخميس إلى كييف في أول زيارة لوزير إسرائيلي لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي قبل نحو عام.
وكتب كوهين على تويتر: "جئت لأقول: إسرائيل تقف إلى جانب أوكرانيا وإلى جانب الأوكرانيين في هذه الأوقات الصعبة".