قالت
صحيفة وول ستريت جورنال، إن الولايات المتحدة، تفكر في نشر تقرير استخباراتي، يكشف
إمكانية تقديم مساعدات عسكرية صينية لروسيا.
وأوضحت
الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن التقرير الاستخباري، يكشف حسب
التفكير الأمريكي عن نقاشات داخل المؤسسة
الصينية الحاكمة وإن كانت ستزود أسلحة
لحرب
روسيا في أوكرانيا. وتضيف الصحيفة أن النقاش بشأن الكشف عن التقرير
الاستخباراتي يأتي في ظل اجتماع مجلس الأمن الدولي الجمعة في الذكرى الأولى على شن
الحرب.
كما أنه يعقب عددا من المناشدات للصين والتي نسقها
حلف الناتو ووصلت ذروتها بتحذير لوزير الخارجية الصيني وانغ يي في نهاية الأسبوع
وأثناء مشاركته بمؤتمر ميونيخ الأمني، ومن عدة مسؤولين غربيين، كان أحدهم وزير
الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي.
وخرج
بلينكن على العلن بعد اجتماعه مع المسؤول الصيني وقال في مقابلة مع شبكة "سي
بي أس" إن الصين تفكر بجدية في تزويد السلاح لروسيا.
وانتهى
لقاء بلينكن- وانغ على هامش المؤتمر الأمني في ميونيخ بدون أي توافق حول القضايا
الرئيسية، وذلك حسب وصف الأشخاص العارفين
بما جرى في اللقاء. ووصفه مصدر بأنه كان "متوترا" وخيم عليه موضوع
المنطاد الصيني الذي أسقطته مقاتلة عسكرية أمريكية. وسيلقي بلينكن خطابا أمام مجلس
الأمن الدولي في الذكرى الأولى على الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل عام.
واتصل
بلينكن مع المجلس وشاركه بالمعلومات الأمنية التي يملكها الأمريكيون عن الغزو
الروسي. ورفض البيت الأبيض ومجلس الأمن التعليق. وبحسب مسؤولين أمريكيين وغربيين فإن أجهزة الاستخبارات الغربية التقطت في الأسابيع الماضية إشارات تشي بأن
الصين قد تنهي القيود التي فرضتها على نفسها وتبدأ بمساعدة روسيا عسكريا، مع أن
الصين لم تتخذ بعد قرارا نهائيا. ومنذ بداية الحرب التزمت بيجين بالحذر، وحاولت
قصر دعمها لروسيا اقتصاديا وشراء النفط الروسي، إلا أن التقييمات الغربية تظهر تحولا
في التفكير الصيني من الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي بارز قوله: "حتى هذا الوقت" "ظل هناك
قدر من الغموض حول ما يمكن أن تقدمه الصين من دعم عملي لروسيا"، وأضاف أن
المعلومات الاستخباراتية الأخيرة تبدو "أقل غموضا".
في
المقابل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبن عندما سئل يوم الأريعاء حول تزويد
الصين أسلحة فتاكة لروسيا، إن "هناك حقيقة معروفة أن دول الناتو بمن فيها
الولايات المتحدة، هي من أكبر مصادر السلاح للمعركة في أوكرانيا، ولكنهم يظلون
يزعمون أن الصين قد تمد روسيا بالسلاح".
ولا توجد
خطط لعقد لقاءات لاحقة بين المسؤولين الصينيين والأمريكيين البارزين في الاجتماع
الدولي القادم، إلا أن المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، قال يوم الأربعاء إن
الولايات المتحدة تراقب عن كثب للتأكد فيما إن كانت الصين زودت أسلحة فتاكة لروسيا. ومع
مرور عام على الحرب في أوكرانيا عملت واشنطن مع الحلفاء الأوروبيين على تقوية
العزيمة بدعم أوكرانيا وتحذير الصين من انخراط أكبر في دعم موسكو. وزار الرئيس جو
بايدن كييف يوم الإثنين حيث وعد بتقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
وتشير
الصحيفة لإمكانية مواجهة أمريكية مع الصين وسط التصعيد بين واشنطن وبيجين بشأن
الحملة الغربية للضغط على روسيا التي شنت الحرب العام الماضي.
وعلى مدى
2022 دعمت الصين روسيا بشراء نفطها وتقديم الرقائق الإلكترونية وبيعها المسيرات
التجارية التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية. ولم يكشف المسؤول الأمريكي عن فحوى
التقرير الاستخباراتي، إلا أن تفكير الصين بتقديم معدات قتالية لروسيا هو تحول عن
تقديم البضائع العامة ذات الاستخدام المزدوج والتي ترسلها الشركات الصينية منذ
العام الماضي.
ويؤكد
التقرير القلق الصيني من إمكانية لجوء روسيا إلى السلاح النووي والذي هدد الرئيس
فلاديمير بوتين باستخدامه. وهذا هو الموقف المشترك الوحيد بين الصين والغرب إزاء
الحرب في أوكرانيا.
وفي
الوقت الذي تخاف فيه الصين من روسيا قوية إلا أنها تخشى من التداعيات السياسية
والاقتصادية لتحول روسيا لدولة فاشلة.
وكشفت
إدارة بايدن وقبل الغزو عن كم من التقارير الاستخباراتية المتعلقة بالحرب وعلاقات
موسكو العسكرية مع طهران. ومع أن إدارة بايدن تعمل على رفع السرية عن التقرير إلا
أن القرار النهائي لم يتخذ بعد ولا توقيته.
وتظل
صفقات السلاح الصينية مغلفة بالسرية، ولا يعرف أي نوع من السلاح ستحصل عليه روسيا.
وتعتبر الصين رائدة عالمية في إنتاج الأسلحة المستخدمة بشكل كبير في أوكرانيا، بما
فيها أنظمة المدافع طويلة المدى وراجمات الصواريخ المتعددة والدقيقة والصواريخ
المضادة للدبابات وأرض- أرض ومسيرات صغيرة.
ويعاني
الجيش الروسي من نقص في الذخيرة والمعدات ومن مشاكل في القيادة على مستوى القمة
والقاع، بحسب الصحيفة، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون والغربيون أن الصين قد لا تمد
روسيا بأسلحة متقدمة ولكنها قد تعوض النقص في المعدات التي خسرتها روسيا، أو تسد
الثغرة في إنتاج الأسلحة نظرا للعقوبات
الغربية على تصدير المعدات الإلكترونية.
وقال فاسيلي
كاشين، المتخصص بالصين ومدير مركز الدراسات الدولية والأوروبية الشاملة في الكلية
العليا للدراسات الاقتصادية في موسكو: "المسألة ليست متعلقة
بالتكنولوجيا" و"لكنها مشكلة قدرة إنتاج. وفيما يتعلق بالقدرات
الإنتاجية فالصين، ولو أخذنا بعين الاعتبار أسلحة القوات البرية، قد تكون أقوى من
روسيا ومن دول الناتو".