قالت وكالة رويترز، إن
رئيس النظام السوري بشار
الأسد، وافق على دخول المساعدات إلى مناطق شمال غرب
سوريا، بعد طلب إماراتي.
ونقلت الوكالة عن 4 مصادر
قولها، إن إقناع
الإمارات للأسد بإدخال المساعدات بعد نحو أسبوعين، على مقتل
الآلاف في مناطق المعارضة السورية، "يوحي بأن الدولة الخليجية بدأت تمارس
قدرا من النفوذ على دمشق، رغم استمرار الهيمنة الروسية والإيرانية، هناك".
وقالت إن مصدرا رفيع
المستوى على دراية بتفكير النظام السوري، ومصدرا دبلوماسيا كبيرا، قالا: "إن
وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ناقش مسألة المعابر مع
الأسد في دمشق يوم 12 شباط/فبراير، أي قبل يوم واحد من إعلان موافقة الأسد".
وأضاف المصدر المطلع
على تفكير حكومة النظام، أن "وزير خارجية الإمارات طلب من الأسد أن يقدم
بادرة حسن نية تجاه المجتمع الدولي، وقال له: هذه فرصتك لإظهار التعاون بموضوع
المعابر، الكل الآن يتطلع إلى فتح المعابر أمام المساعدات وهذه ستكون نقطة مفصلية،
ووعده الأسد خيرا وهذا ما حصل".
وقال المصدر
الدبلوماسي الكبير: "إحدى النقاط الرئيسية التي أثارها كانت الحاجة الملحة،
للسماح بوصول المساعدات الإنسانية من أي طريقة كانت بحاجة إلى الوصول إليها".
وأشار وزير الخارجية
الإماراتي إلى أن مارتن جريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة كان من
المقرر أن يزور دمشق في اليوم التالي.
وأعلنت الأمم المتحدة
قرار الأسد بعد ساعات من لقاء جريفيث بالرئيس في دمشق، وقال المصدر
رفيع المستوى القريب من تفكير الحكومة السورية إنه يجب عدم الاستهانة بدور
الإمارات في إقناع الأسد.
وقال مصدر سوري مقرب
من الخليج إن الإمارات استخدمت "قوتها الناعمة" مع الأسد، وقال مسؤول
تركي أيضا إن الإمارات لعبت دورا في إقناعه.
ولم تصدر رئاسة النظام
السوري، أي تصريحات بشأن قرار الأسد الموافقة على استخدام المعابر.
وجاءت موافقة الأسد في
وقت كانت فيه الولايات المتحدة تضغط لإصدار قرار من مجلس الأمن للسماح بإمكانية دخول
أكبر وهو ما لم تكن روسيا حليفة الأسد تعتقد أنه ضروري.
ولطالما احتدم الجدل
بين موسكو ودول غربية في مجلس الأمن بشأن تقديم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا
بحجة أن هذا ينتهك سيادة الدولة.
وقال مصدر دبلوماسي
روسي، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن موسكو كانت ستمنع صدور قرار يسمح بتوسيع وصول
المساعدات من تركيا.
لكن دبلوماسيا غربيا
ومسؤولا بالأمم المتحدة ومصدرا سوريا على دراية بالمناقشات قالوا إن روسيا أبلغت
الأسد بأنها لن تكون في وضع يمكنها من استخدام حق النقض ضد مثل هذا القرار في ظل
الضغط الدولي من أجل إدخال المساعدات.
وقال المصدر
الدبلوماسي الروسي إن موسكو، لم تتحدث مع الأسد بشأن كيفية تصويتها إذا طرح مثل
هذا القرار.
وقال مصدر خليجي إن
الكارثة خلقت "دبلوماسية
الزلزال"، التي دفعت نحو الانفتاح مع دمشق
والتعاون بشأن الأزمة الإنسانية.
وأضاف المصدر: "لقد أمضى الأسد السنوات الإحدى عشرة أو الاثنتا عشرة الماضية موليا وجهه شطر
موسكو وطهران والآن عاد إلى التواصل مع جيرانه العرب".
وعبرت واشنطن عن
معارضتها لأي تحركات تجاه إصلاح أو عودة للعلاقات مع الأسد محتجة بوحشية حكومته
خلال الصراع وضرورة رؤية تقدم نحو حل سياسي، وتشكل العقوبات الأمريكية عقبة كبيرة
أمام الدول التي تسعى إلى تعزيز العلاقات التجارية.
وقالت السعودية التي
ما زالت على خلاف مع الأسد إن اتفاق الآراء يتزايد في العالم العربي على أن عزل
سوريا لم يكن مجديا وأنه يتعين إجراء حوار مع دمشق في مرحلة ما لمعالجة القضايا
الإنسانية على الأقل. وقال المسؤول الإماراتي لرويترز إن هناك
"حاجة ملحة لتعزيز الدور العربي في سوريا".