أعلن رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف أنه لا يرى أيّ مؤشّر على أن
الصين تعتزم إمداد
روسيا بأسلحة، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الكرملين هجومها في شرق أوكرانيا وتحاول محاصرة مدينة باخموت الصغيرة الشهيرة بالتعدين والتي شهدت جانبا من أكثر المعارك ضراوة في
الحرب.
وفي معرض حديثه عن التصريحات التي صدرت عن مسؤولين أمريكيين أخيراً ومفادها أنّ الصين تعتزم تزويد الجيش الروسي بأسلحة لمساعدته في غزوه لأوكرانيا، في اتّهامات نفتها بكين بشدّة، قال بودانوف: "أنا لا أشاطر هذا الرأي".
جاء ذلك في مقابلة مع إذاعة "صوت أمريكا"، إذ قال المسؤول الأوكراني: "في الوقت الحالي، لا أعتقد أنّ الصين ستوافق على نقل أسلحة إلى روسيا... لا أرى أيّ مؤشّر على أنّ مثل هذه الأمور يتمّ حتّى البحث فيها".
وبعدما ألحّت عليه "صوت أمريكا" بالسؤال عن الاتهامات الأمريكية، قال بودانوف: "أنا رئيس جهاز الاستخبارات وأنا، مع كلّ الاحترام الذي أكنّه لكم، لا أستند على آراء أفراد بل على حقائق فقط. أنا لا أرى حقائق من هذا القبيل".
وأجريت المقابلة مع المسؤول الأوكراني عشيّة تصريحات أدلى بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز في مقابلة بثّتها شبكة "سي بي إس" مساء الأحد، اتّهم فيها الصين بالتفكير في إمداد روسيا بأسلحة فتّاكة.
وقال بيرنز للشبكة الأمريكية: "نحن واثقون من أنّ المسؤولين الصينيين يدرسون تزويد روسيا بأعتدة فتّاكة".
وفي مقابلته مع الإذاعة الأمريكية أكّد بودانوف أنّ إيران هي "عملياً الدولة الوحيدة التي تنقل أسلحة خطرة إلى روسيا".
وأضاف: "كانت هناك معلومات تفيد بأنّ شيئاً ما جاء من كوريا الشمالية، لكن ليس لدينا تأكيد على ذلك. ليست هناك أيّ حالة رصدنا فيها هنا سلاحاً من كوريا الشمالية".
إلى ذلك، فقد واصلت القوات الروسية هجومها في شرق أوكرانيا وتحاول محاصرة مدينة باخموت الصغيرة الشهيرة بالتعدين والتي شهدت جانبا من أكثر المعارك ضراوة في الحرب.
وتكافح روسيا لقطع خطوط الإمدادات عن القوات الأوكرانية التي تدافع عن المدينة وإجبارهم على الاستسلام أو الانسحاب، الأمر الذي من شأنه أن يمنح روسيا أول انتصار واضح منذ أكثر من نصف عام ويمهد الطريق للاستيلاء على آخر المراكز الحضرية في منطقة دونيتسك.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الاثنين: "العدو يدمر دون هوادة كل ما يمكن استخدامه لحماية مواقعنا... جنودنا الذين يدافعون عن المنطقة المحيطة بباخموت هم أبطال حقيقيون".
وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا عززت قواتها في منطقة باخموت وقصفت نقاطا حول المدينة.
وذكر الجيش في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء أنه "خلال اليوم السابق، تصدت قواتنا لأكثر من 60 هجوما للعدو" على صلة بباخموت والمناطق المجاورة في الشرق، وأوضح أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية على قريتي يادخد وباركييفكا على المداخل الشمالية لباخموت.
وتتحصن القوات الأوكرانية في دونيتسك في خنادق موحلة بعد أن أدى الطقس الدافئ إلى ذوبان الجليد على الأرض.
وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن روسيا، التي عززت قواتها بمئات الآلاف من المجندين، كثفت هجماتها على طول الجبهة الشرقية لكن هجماتها تكلفها الكثير.
وأعلنت روسيا أن قواتها دمرت مستودع ذخيرة أوكرانيّا قرب باخموت وأسقطت صواريخ أمريكية الصنع وطائرات مسيرات أوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الولايات المتحدة تخطط لعمليات استفزازية في أوكرانيا باستخدام مواد كيميائية سامة. ولم يصدر حتى الآن رد عن الولايات المتحدة.
وعلى صعيد آخر، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الاثنين، إن الولايات المتحدة ترحب بإعلان السعودية تقديم 400 مليون دولار مساعدات إنسانية لأوكرانيا.
والتقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار المسؤولين الأوكرانيين في زيارة مفاجئة إلى كييف في مطلع الأسبوع.