نشرت مجلة "
إيكونوميست" تقريرا عن التطورات
في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، قالت فيه؛ إن جماعات مسلحة جديدة ظهرت، ومن الصعب
على
السلطة الوطنية والاحتلال الإسرائيلي التعامل معها.
وجاء في تقرير المجلة، أنه بمعايير العنف في النزاع
الإسرائيلي- الفلسطيني، فقد كانت ليلة 26 شباط/ فبراير غير مسبوقة، حيث قام مئات
من المستوطنين الإسرائيليين بعملية تخريب وتدمير في بلدة حوارة، التي يعيش فيها
7.000 فلسطيني في جنوب نابلس. وقالت؛ إن هيجانهم نبع من مقتل مستوطنين قرب البلدة
في بداية ذلك اليوم، وقاموا على مدى أربع ساعات بحرق بيوت وسيارات الأهالي، وقتل فلسطيني. ووقف الجيش الإسرائيلي في معظم
الوقت متفرجا.
وقال فلسطيني وهو يتفقد المدخل المسود لبيته:
"لقد أطلقوا القنابل المسيلة للدموع على الفلسطينيين الذين جاؤوا
للمساعدة". ولم يتم تحديد هوية المسلح الذي قتل المستوطنين، ويعتقد أنه مرتبط
بجماعة "عرين الأسود"، وهي حركة مسلحة جديدة مقرها في نابلس. وظهرت في
مرحلة ما بعد المداهمة الإسرائيلية في الوقت نفسه العام الماضي، وقتلت فيها القوات
الإسرائيلية إبراهيم النابلسي، 18 عاما، الذي قاد المجموعة التي لم يكن لها اسم في
ذلك الوقت، في سلسلة عمليات خاطفة ضد أهداف إسرائيلية.
وأعلنت حركة "عرين الأسود" منذ ذلك الوقت
مسؤوليتها عن سلسلة من العمليات، بما في ذلك قتل جندي إسرائيلي في تشرين الأول/ أكتوبر.
والدعم للحركة يتزايد، وفق تقرير المجلة، وتنتشر
ملصقات الأعضاء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في سوق نابلس. وتبيع محلات الضفة
الغربية، عصابات عليها صورة النابلسي. وتمثل الحركة نوعا جديدا من جماعة فلسطينية.
وعلى خلاف
الحركات الأخرى، فالجماعة لا ترتبط بأي من الأحزاب الفلسطينية. وظهرت وسط عدم الرضا
بالسلطة الوطنية التي تتبنى المقاومة السلمية في وسط الهجمات الإسرائيلية القاتلة
والانقسام بين الفصائل الفلسطينية.
وتقاوم الجماعة الأجندات المدروسة لحركة حماس وفتح،
كما يقول مازن دنبق، الزعيم السابق لكتيبة شهداء الأقصى، وهي جماعة مرتبطة بحركة
فتح و"هدفهم الرئيسي هو مقاومة
الاحتلال".
ولكن الإسرائيليين والفلسطينيين يجدون صعوبة في
التعامل مع الحركة الجديدة؛ نظرا لطبيعتها المتنوعة وديناميتها. فلا توجد قيادة
للتفاوض معها في وقت لا يعمل فيها بعض أفرادها مع الجماعات الأخرى. وقال دنبق:
"من المستبعد قيام السلطة الوطنية بتنظيم أي عمليات ضدهم"، و"هم صوت
الشارع الفلسطيني وصوت الشعب، ولا يمكنك السباحة ضد التيار".
وتملأ جماعة "عرين الأسود" فراغا في القيادة
داخل السلطة الوطنية، كما تقول تهاني مصطفى، المحللة في الضفة الغربية لمجموعة
الأزمات الدولية ببروكسل. وقالت: "فتح أصبحت مغلقة بشكل كبير وتقف مع كل شيء
ولا شيء"، وفقدت الجماعات المحلية ذات الدعم المحلي القليل السيطرة. ولكن
عندما تدعو جماعة عرين الأسود للعمل يرد الشعب.
ويخشى المراقبون في الخارج من تصاعد العنف، وفي أثناء
الهجوم على حوارة كان المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون يتناقشون في مدينة
العقبة، بحضور أردني ومصري وأمريكي لتخفيض التوتر قبل بدء رمضان نهاية الشهر الحالي.
وتحاول السلطة أداء دور وتدجين الجماعات المسلحة، من
خلال عرض رواتب مقابل تسليم السلاح وتوفير حماية للمطلوبين لإسرائيل في سجون
فلسطينية، ووافقت قلة وواصل الآخرون القتال.
وكلما زادت الغارات الإسرائيلية، تفاقم التوتر كما
تقول مصطفى. وفي الوقت نفسه، تعمل حكومة بنيامين نتنياهو التي تعتمد على المتطرفين
الدينيين على زيادة التوتر، ولم يشجب نتنياهو العنف في حوارة، بل دعا إلى عدم أخذ
القانون باليد.
وفوق هذا، فهناك أعضاء في تحالف نتنياهو يصطفون علنا
مع المخربين، وكان هناك أحد أعضاء الكنيست من "القوة اليهودية" الذي
يتزعمه وزير الأمن إيتمار بن غفير في حوارة. ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريش إلى "محو" حوارة. وفي
اليوم التالي قاطع نواب الحزب جلسة في الكنيست، وانضموا بدلا من ذلك لمستوطنين في
بؤرة استيطانية يحاول الجيش هدمها، ودعوا إلى إجراءات متشددة ضد الفلسطينين. وقال
أحد أعضاء الحزب: "يجب أن يكون نتنياهو جديا" "لو أراد ألا يرى
أحداثا مثل حوارة".
.