قررت حركة المقاومة الإسلامية
حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، عدم المشاركة في مؤتمر فصائلي كان يتم التجهيز له في مخيم
جنين، بمشاركة من حركة
"فتح"، وذلك بسبب اعتداء أجهزة السلطة على مشيعي جنازة الشهيد عبد الفتاح
خروشة.
وكان من المفترض أن يعقد المؤتمر
بمبادرة من شخصيات في المخيم، كأول نشاط فصائلي سياسي، كإشارة إلى وحدة الميدان
ورمزية المخيم في المقاومة.
وكان المؤتمر سيشهد مشاركة عدد من
فصائل المقاومة.
في سياق متصل، اعتبرت حماس اعتداء
أجهزة السلطة
الفلسطينية على مسيرة التشييع "اعتداء صارخا" على القيم
الوطنية والدينية والأخلاقية، ودعت لمحاسبة المتورطين.
وجاء في بيان للحركة أن قيام أجهزة
السلطة في نابلس بقمع مسيرة تشييع "الشهيد القسامي" عبد الفتاح خروشة،
"سقوط أخلاقي" يضاف إلى السجل الأسود للسلطة في القمع والتنكيل بالشعب
الفلسطيني، ورموزه الوطنية، بحسب تعبيرها.
وشددت على أن "مشهد سقوط جثمان الشهيد خروشة في نابلس يعيد إلى الذاكرة حادثة سقوط جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال خلال تشييعها في القدس".
ودعت الكل الفلسطيني إلى "الوقوف بقوة" مع خيار الشعب الفلسطيني، وحقه في المقاومة الشاملة ضد الاحتلال وجرائمه.
بدورها، استنكرت حركة الجهاد الإسلامي اعتداء أجهزة أمن السلطة على موكب الشهيد، وقالت في بيان لها، إنها تدين هذا "السلوك المشين الخارج عن التقاليد الوطنية الأصيلة، الذي نعتبره انحطاطا أخلاقيا".
فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنها تدين الاعتداء، واصفة إياه بـ"البلطجة" التي لا يمارسها إلا من يدير الظهر لمقاومة الشعب الفلسطيني.
من
جانبها، قالت "لجنة التنسيق الفصائلي" في
محافظة نابلس، إنه منذ لحظة وصول جثمان الشهيد خروشة من جنين، وضعت اللجنة وأسرة
الشهيد والمؤسسة الصحية والأمنية نفسها في حالة انعقاد وعمل، لتنظيم جنازته بما
يليق بمكانة الشهداء.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية
"وفا"، فقد أضافت اللجنة في بيان لها، أن "المسيرة انطلقت كما خطط
لها، يتقدمها أبناء شعبنا، إلا أن البعض لم يَرق لهم سلامة مسيرتها، محاولين أكثر
من مرة إخراج الجثمان من المركبة التي كان مُسجى بها، وتم التصدي لهم من أبناء
عائلة خروشة، كما تدخلت الأجهزة الأمنية لإبعادهم تلبية لرغبة العائلة، ليتم المضي
بالمسيرة كما هو متفق ومخطط له".
وأكدت اللجنة أن الموكب واصل مسيرته
بوجود منسق وأعضاء لجنة التنسيق الفصائلي، الذين عملوا على تذليل أي معيقات خلال
المسير، إلا أن هناك عددا من الأفراد حاولوا أكثر من مرة التدخل وتأزيم الموقف،
وقاموا بالصراخ والشتائم على فصائل العمل الوطني وقادته، ومنسق اللجنة بشكل مباشر
وعناصر الأمن.
وعلى إثر
ذلك، قالت اللجنة إن منسقها أعلن تقديم استقالته.
ونقلت
الوكالة عن المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي
للمؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات، تعقيبا على ما جرى في أثناء تشييع جنازة الشهيد خروشة، أنه تم الاتفاق مع عائلة الشهيد على خط سير الجنازة، متهما "مجموعة لا علاقة
لها بالعائلة" باختطاف الجثمان وإنزاله من سيارة الإسعاف، واشتبكت مع الأجهزة
الأمنية التي أعادت الجثمان إلى السيارة.