اتهم مسؤول إسرائيلي رفيع، الحكومة السابقة برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد بالمسؤولة عن التقارب بين
إيران والسعودية، وتوقيع الطرفين اتفاقا يقضي بعودة العلاقات والسفراء.
لكن لابيد قال إنه خلال فترة حكومته تم توقيع اتفاقية الطيران، والاتفاقية الأمنية الثلاثية مع
السعودية ومصر، واتفاقية رحلات الحج المباشرة لفلسطينيي 48 للسعودية، كما أنه أقلع الرئيس جو بايدن مباشرة من تل أبيب إلى الرياض لمواصلة تعزيز العلاقات".
وأكد لابيد أن "كل هذا توقف بشكل صارخ عندما تم تشكيل الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ اسرائيل، واكتشف السعوديون أن
نتنياهو كان ضعيفًا، وتوقف الأمريكيون عن الاستماع إليه، ولذلك ربما حجب النبيذ الإيطالي ذاكرته (يزور إيطاليا حاليا)، فيما تحدثت أوساط إسرائيلية أخرى عن أن هجوم الطائرات بدون طيار والصواريخ على منشآت أرامكو السعودية النفطية في أيلول/ سبتمبر 2019 خلال حقبة نتنياهو، والهجمات الإيرانية على دولة الإمارات، لم يكن الموقف الإسرائيلي قويا بما فيه الكفاية في ذلك الوقت".
وردّا على سؤال حول تداعيات تقارب إيران والسعودية على العلاقات مع إسرائيل، وإمكانية
التطبيع مع الرياض، فقد نقلت صحيفة "
يديعوت أحرونوت" عن المسؤول الكبير قوله، إنه "لا يمكنني التحدث عن أشياء كثيرة تحدث تحت السطح، الاتصالات مع دول المنطقة متكررة ومستمرة للغاية، هذا لا يغير صورتنا الأساسية، ما يتغير حقيقة أن السعوديين، على الأقل في الأحداث التي بدأت قبل عام، شعروا بانكشاف شديد، وسعي لتحقيق التوازن، وكلما كان الموقف الغربي أقوى، وكان هناك تهديد عسكري موثوق به لإيران أكثر وضوحًا، كانت علاقات إيران والسعودية أقل أهمية".
في الوقت ذاته، فإن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت هاجم حكومة نتنياهو، مدعيا أنها "حققت فشلا ذريعا من جانبها ناتجا عن مزيج من الإهمال السياسي مع الضعف العام والصراع الداخلي في البلاد، لأن تجديد العلاقات بين السعودية وإيران تطور خطير لإسرائيل، وانتصار سياسي لإيران، وضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضدها، العالم والمنطقة يراقبون إسرائيل وهي تخوض صراعا مع حكومة مختلّة تعمل في تدمير الذات بشكل منهجي، وتحقق فشلا اقتصاديا وسياسيا وأمنيا مدويا، وكل يوم تعرّض الدولة للخطر".
أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، فأكد في تصريحات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمتها "عربي21" أن "العالم لا يتوقف، نحن هنا مشغولون بالصراعات على السلطة والاشتباكات، وإيران والسعودية اتفقتا على تجديد علاقاتهما، وهو أمر سيئ للغاية لإسرائيل، وقد حان وقت الجلوس والحديث، وحل خلافاتنا للتوحد في وجه التهديد الوجودي لنا".
فيما تحدثت محافل سياسية إسرائيلية عن أن "تجديد العلاقات بين الرياض وطهران يمكن أن يلحق ضرراً شديداً بالجهود المبذولة لتوسيع اتفاقيات التطبيع، ويأخذ من نتنياهو الهدف الكبير الذي حدده عند عودته لمكتب رئيس الوزراء، ويبدو أن السعوديين أصبحوا مقتنعين بأن إسرائيل لا تملك حاليًا جيشًا موثوقًا به، وقرروا المصالحة مع إيران، والتوصل لتفاهم معها، ما يجعل القرار السعودي بصقة في وجه إسرائيل".
والتقارب الذي وقعته السعودية وإيران بوساطة الصين، خطوة دراماتيكية تعبيرا عن عدم الثقة السعودية في القيادة الأمريكية أولا وقبل كل شيء، وعن عدم الثقة برؤية نتنياهو لعزل إيران، رغم إعلان البيت الأبيض أن السعوديين أبلغوه بمحادثات تجديد العلاقات مع إيران، لكن الولايات المتحدة لم تكن منخرطة بشكل مباشر فيها، ما يعني أن نتنياهو تعرض لضربة لجهوده، لأنه نظر للسعودية كدولة في المعسكر المعارض لإيران، وهو السر السحري لعلاقة تل أبيب مع الرياض، التي رأت في إسرائيل حليفا يمكن أن يواجه إيران.
إن الخطوة السعودية شكلت مصدر قلق إسرائيلي، فهم يفضلون التعامل مع إيران، والتوصل لتفاهم معها، ما يعني تبدد رؤية نتنياهو بشأن ربط السكك الحديدية في السعودية وشبه الجزيرة العربية عبر الأردن بميناء حيفا، وإذا تم تنفيذ اتفاق السعودية وإيران بالفعل، فسيؤدي ذلك لإلحاق أضرار جسيمة بجهود نتنياهو بتوسيع اتفاقيات التطبيع مع السعودية كهدف رئيسي وجائزة كبرى، بزعم أنه سيحلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.