دعت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم
المتحدة إلى "التحقيق في مزاعم الانتهاكات الجسيمة التي تم الكشف عنها مؤخرا
في
سجن بدر سيئ السمعة".
وأشارت إلى أن ثلاث رسائل مسربة من معتقلين داخل جناح سجن بدر
3، تم التحقق منها من قبل منظمة (DAWN) في مقابلة مع مصدر له أصدقاء وأقرباء معتقلون داخل سجن بدر، فضلا عن
التقارير التي تفيد بوجود إساءة معاملة واسعة النطاق ومحاولات
انتحار في المجمع.
وحثت المنظمة الدولية، في بيان لها، الثلاثاء،
وصل "عربي21" نسخة منه، على "إجراء تحقيق محايد ومستقل في مزاعم
الانتهاكات التي تحدث داخل سجن بدر، بما في ذلك إجراء زيارة للمجمع".
وقالت: "يجب على مجلس حقوق الإنسان التابع
للأمم المتحدة تنظيم تحقيق لقيادة هذا الجهد، وإجراء تحقيق شامل في الانتهاكات
الواسعة النطاق والممنهجة التي تحدث داخل السجون في جميع أنحاء
مصر".
من جهته، قال مدير الأبحاث في منظمة (DAWN) جون هوفمان: "الرسائل المُسربة من سجن بدر، والتي توضح بالتفصيل
الانتهاكات المروعة، هناك تسلط الضوء على اليأس المتزايد الذي يشعر به السجناء
والفشل الذريع لإصلاحات السيسي المزعومة في السجن"، مضيفا أنّ "الكشف
عن الأوضاع الجسيمة داخل المجمع هو دلالة على انتهاكات منهجية أوسع مستمرة في
السجون في جميع أنحاء مصر وتستدعي التحري الدقيق".
وأضاف هوفمان: "سجن بدر يشير إلى إخفاقات
حكومة السيسي وتجاهلها الصارخ لحقوق الشعب المصري وحياتهم. السجناء الذين يعانون
من أسوأ أشكال الحرمان يخاطرون بحياتهم ويتعرضون للتعذيب والانتقام الوحشي من أجل
إبلاغ العالم بأنهم يعانون. أقل ما يمكننا فعله هو المطالبة بإجراء تحقيق دولي".
وظهرت أول رسالة من محتجز غير مؤرخة تم تهريبها
من جناح سجن بدر 3 في أواخر شباط/ فبراير وتوضح بالتفصيل العديد من الانتهاكات
الجارية داخل مجمع السجن، بما في ذلك الحظر المطول للزيارات للمحتجزين وعدم كفاية
التغذية وتدهور الأوضاع الصحية والحرمان من الخدمات الطبية.
وبحسب المذكرة المسربة، ففي أعقاب مداهمة
لزنزانة من قبل قوات أمن السجن، قام السجين حسام أبو شروق بشنق نفسه، وحاول اثنان
آخران -محمد ترك أبو يارا وعوض نعمان- الانتحار بقطع شرايين معصميهما، لكن تم
إسعافهما ونقلهما إلى مستشفى السجن.
بالتزامن مع إطلاق الرسالة المسربة، نشر أفراد
من عائلة المعتقل في سجن بدر، عوض نعمان، على مواقع التواصل الاجتماعي، ما تردد عن
محاولته الانتحار في السجن، حيث ذكرت زوجة نعمان أنها ذهبت إلى سجن بدر بعد أنباء
عن محاولته الانتحار وسألت مديري السجن عن حالته. وقالت إنهم نفوا محاولته
الانتحار لكنهم منعوها من تأكيد ذلك أو التواصل معه.
وظهرت رسالتان إضافيتان مسرّبتان، بتاريخ 1
آذار/ مارس و 2 آذار/ مارس، على التوالي تؤكدان على استمرار الانتهاكات الجارية
داخل السجن. وجاء في الرسالة الثانية أن سلطات السجن تواصل حرمان المحتجزين من
الخدمات الطبية على الرغم من تدهور الحالة الصحية للعديد من السجناء، وخاصة كبار
السن.
وتوضح الرسالة الثالثة أن إدارة السجن بدأت بنقل بعض المعتقلين إلى مجمعات مختلفة في محاولة لكسر مثل هذه الأعمال الاحتجاجية.
يذكر أن سلطات السجن تواصل رفض توفير الرعاية
الطبية للمحتجزين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الطبية. وردا على ذلك، يحرق
السجناء الآن بطانياتهم احتجاجا على الانتهاكات المستمرة"، وفقا للرسالة
الثالثة.
يشار إلى أنه في عام 2021، أعلن السيسي عن إطلاق
"الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" الجديدة، والتي تضمنت خططا لـ"تحديث" السجون في مصر. وفي إطار هذه الجهود، أعلن عن افتتاح سجون جديدة
في جميع أنحاء مصر على غرار "النموذج الأمريكي" بحيث تضمن "حماية
صحة ورفاهية السجناء" كما تزعم السلطات المصرية، واعتبرت أن سجن بدر هو أحد
هذه المجمعات الجديدة.