أعلن رئيس حزب الدعوة الحرة "هدى- بار"، زكريا
يابيجي أوغلو، أنهم سيدعمون مرشح تحالف الجمهور، رئيس الجمهورية التركي رجب طيب
أردوغان، في
الانتخابات الرئاسية المقرر إجرؤها في 14 أيار/ مايو
القادم. وأثار هذا الإعلان ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية في
تركيا.
شعبية "هدى- بار" تتراوح ما بين 0,5 و1 في المائة، إلا أن أهميته
أكبر من هذه الأرقام، لأنه ينشط بالدرجة الأولى في المناطق ذات الأغلبية الكردية،
وأن معظم مؤيديه هم من
الأكراد المتدينين الذين يعادون حزب العمال الكردستاني.
حزب الشعوب الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني لا يمثل كافة
الأكراد في تركيا، بل هناك حضور قوي لحزب العدالة والتنمية في صفوف الناخبين
المنتمين إلى المكون الكردي. ومن المؤكد أن دعم "هدى- بار" لأردوغان سيعزز معسكر الرافضين لإرهاب
حزب العمال الكردستاني في مقابل المتحالفين معه في المناطق ذات الأغلبية الكردية،
كما سيخدم حماية وحدة تراب البلاد ضد مشاريع التقسيم والانفصال.
حزب الشعوب الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني لا يمثل كافة الأكراد في تركيا، بل هناك حضور قوي لحزب العدالة والتنمية في صفوف الناخبين المنتمين إلى المكون الكردي. ومن المؤكد أن دعم "هدى- بار" لأردوغان سيعزز معسكر الرافضين لإرهاب حزب العمال الكردستاني في مقابل المتحالفين معه في المناطق ذات الأغلبية الكردية
خوض "هدى- بار" الانتخابات الرئاسية والبرلمانية كمنافس لحزب الشعوب الديمقراطي
سيؤدي أيضا إلى تعزيز أمن العملية الانتخابية، وسيحول دون سرقة الأصوات من قبل عناصر
حزب العمال الكردستاني. وكانت هناك أنباء حول تسجيل جميع الأصوات في بعض القرى
لصالح حزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات السابقة تحت تهديد السلاح، وفي ظل غياب
منافس من أبناء المنطقة. ومن المتوقع أن يقوم "هدى- بار"
بمراقبة العملية الانتخابية في تلك المناطق إلى جانب قوات الأمن وممثلي الأحزاب
الأخرى لحماية الإرادة الشعبية، وهو ما أزعج حزب الشعوب الديمقراطي وأربك حساباته.
هناك أحزاب، كحزب السعادة برئاسة تمل كاراموللا أوغلو وحزب المستقبل برئاسة
أحمد داود أوغلو، كانت تحلم بالحصول على نسبة من أصوات الناخبين الأكراد
المتدينين، ظنا منها أن هؤلاء منزعجون من تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب
الحركة القومية. إلا أن اصطفاف "هدى- بار" مع
تحالف الجمهور لدعم أردوغان بدد أحلام تلك الأحزاب إلى حد كبير، وأثبت أن قراءتها
للمشهد السياسي الكردي لم تكن صحيحة.
المعارضة التركية بدأت تشن هجوما على "هدى- بار" بعد
إعلان دعمه لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، وتقول إن الحزب امتداد لجماعة
"حزب الله" التركية التي ارتكبت جرائم في تسعينيات القرن الماضي حين
كانت تقاتل ضد حزب العمال الكردستاني. إلا أن هذا الهجوم وفتح ملفات الماضي ليس
لصالح المعارضة، لأنه يؤدي إلى المقارنة بين "هدى- بار" وحزب
الشعوب الديمقراطي الذي يستعد رئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح التحالف المعارض
لرئاسة الجمهورية، كمال كليتشدار أوغلو، لأن يجري مفاوضات معه كي يحصل على دعمه في
الانتخابات الرئاسية.
جماعة "حزب الله" التركية لم تقم بأي عمل مسلح منذ أكثر من عشرين
سنة، ويرى كثير من المراقبين أن الجماعة كانت تخوض "حرب الدفاع عن
النفس" ضد حزب العمال الكردستاني في المناطق ذات الأغلبية الكردية في غياب
سلطة القانون، وأنها لم تقتل أحدا من الجنود ورجال الأمن، وأن بعض الجرائم التي
نسبت إليها ارتكبتها "الدولة العميقة" في تلك الحقبة المظلمة.
هذا الهجوم وفتح ملفات الماضي ليس لصالح المعارضة، لأنه يؤدي إلى المقارنة بين "هدى- بار" وحزب الشعوب الديمقراطي الذي يستعد رئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح التحالف المعارض لرئاسة الجمهورية، كمال كليتشدار أوغلو، لأن يجري مفاوضات معه كي يحصل على دعمه في الانتخابات الرئاسية
وأما "هدى- بار" فحزب سياسي ينشط في إطار الدستور والقوانين،
وولاؤه لتركيا وليس لإيران كما يقال، لأنه لو كان يوالي إيران لكان اليوم يدعم
رئيس حزب الشعب الجمهوري الموالي للنظام السوري.
"هدى- بار" لا يدعو إلى الانفصال، ولا يوالي منظمة إرهابية، ولا
يعادي العَلَم التركي، بل يرفعه في اجتماعاته وفعالياته، بخلاف حزب الشعوب
الديمقراطي الذي يوالي حزب العمال الكردستاني وينزعج من العلم التركي. وكان رئيس
"هدى- بار"، يابيجي أوغلو، ذكر في تعليقه على عملية "غصن الزيتون"
التي قام بها الجيش التركي في منطقة عفرين شمالي سوريا، أن الجيش التركي لا يقاتل
ضد الأكراد، بل ضد مرتزقة الولايات المتحدة، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب
الكردي التابعة لحزب العمال الكردستاني. وإضافة إلى ذلك، قامت أحزاب المعارضة
بزيارات لـ"هدى- بار" وأجرت مباحثات معه قبل إعلان دعمه لأردوغان، وهو
ما يجعل محاولات إثارة الشكوك حول شرعية "هدى- بار" بلا معنى.
انضمام "هدى- بار" إلى تحالف الجمهور لم يتأكد حتى الآن، رغم
إعلان الحزب عن دعمه لأردوغان في الانتخابات الرئاسية. وقد يدعم "هدى- بار" رئيس الجمهورية
التركي دون الانضمام إلى تحالف الجمهور بشكل رسمي. ويقول يابيجي أوغلو إنهم يدعمون أردوغان بلا مساومة، ولا يتحركون من منطلق الرغبة في
الحصول على مقعد أو مقعدين في البرلمان، بل يرون أن مصلحة الأمة والبلاد تقتضي ذلك، في ظل المؤامرة العالمية التي تستهدف
تركيا. ومن المتوقع أن ترفع هذه التصريحات رصيد "هدى- بار" لدى
الناخبين الأتراك الذين يبحثون عن حزب "ذي رؤية إسلامية" لا يتحالف مع
حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي وأعداء الوطن.
twitter.com/ismail_yasa