وضعت مصادر سورية حديث النظام السوري عن ضمانات قبل المشاركة في اجتماع موسكو الرباعي الذي يعقد على مستوى معاوني وزراء الخارجية الروسي والتركي والإيراني والنظام السوري، في إطار رفع سقف المطالب.
وكانت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام قد استبعدت عقد الاجتماع الرباعي وفق الموعد المحدد، مرجعة ذلك إلى عدم حصول دمشق بعد، على ضمانات كانت قد طلبتها للسير قدماً في تطبيع علاقاتها مع أنقرة، ومنها "جدولة انسحاب القوات التركية من
سوريا".
وحول الضمانات التي يطالب بها النظام يقول المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام عمر رحمون، لم تحصل دمشق للآن على ضمانات من الجانب التركي، وعلى رأسها الانتهاء من الوجود العسكري التركي في الشمال السوري.
ويضيف لـ"عربي21" أن من الشروط التي تطالب بها دمشق، وقف أنقرة دعم التنظيمات "الإرهابية" ودفع تعويضات، وللآن لم تحصل دمشق على تعهدات خطية تركية.
من جانبه، يشير الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان إلى أصابع
إيرانية وراء حديث النظام السوري عن شروط، ويقول لـ"عربي21" إن إيران تريد أن تدمج مسار المفاوضات التركية مع النظام السوري بمسار أستانا.
ويضيف أن إيران لا تريد لهذا المسار أن يخطو خطوات جادة وأن لا يكون هناك أي مكاسب لروسيا وتركيا، دون أن يكون هناك مراعاة لمصالحها.
وبحسب علوان، فإن مصالح إيران تقتضي عدم وجود حلول في سوريا، بخلاف روسيا التي تريد جني مكاسب تدخلها في سوريا، وهذا لن يتحقق دون الدخول في مرحلة إعادة الإعمار، وتركيا التي تستعجل إيجاد حلول لضمان أمنها القومي وحل مشكلة اللاجئين.
وتابع علوان بأن إيران التي تستثمر بالفوضى، تضغط على النظام بشكل كبير، في حين يحاول النظام الموازنة بين روسيا وإيران.
ولذلك يتوقع الباحث أن لا ينجم عن مسار التطبيع التركي مع النظام السوري أي تطورات ملموسة، حتى لو تم عقد الاجتماعات.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي أنه ليس بمقدور النظام رفض المطالب الروسية، ويقول لـ"عربي21": "ما نشاهده هو أن النظام يحاول رفع سقف التفاوض، وتحقيق مكاسب سياسية".
ووفقاً لعلاوي، فإن النظام يعتقد أنه الطرف المنتصر، وهو يحاول تسويق ذلك.
قيد البحث
وبحسب صحيفة "الوطن" الموالية فإن مسألة مشاركة النظام في الاجتماع المرتقب "لا تزال قيد البحث"، مضيفة أن "المداولات تتواصل بشأن الاستجابة لموقف دمشق المتمثل بضرورة الحصول على ضمانات من
تركيا بالانسحاب من الأراضي التي تحتلها قبل حصول أي لقاء سياسي يجمع الطرفين على طاولة مباحثات واحدة".
بدورها نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، قوله رداً على سؤال عن ما إذا كان النظام سيشارك في الاجتماع: "نبحث في الموضوع".
ومن المقرر بحسب مصادر تركية وروسية أن تستضيف العاصمة الروسية موسكو يومي 15 و16 آذار/مارس الجاري، اجتماعاً حول سوريا، ويبدو أن حسم ذلك سيتم خلال لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي يزور موسكو.