كان لافتاً حديث
النظام السوري عن نية وفد النظام الذي سيشارك في اجتماع
موسكو الرباعي الذي سيعقد على مستوى نواب وزراء خارجية
روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في 4 نيسان/ أبريل، عقد مشاورات ثنائية مع الجانبين الروسي والإيراني، قبل المشاركة في الاجتماع.
حديث النظام عن اجتماعات ثنائية، لم يتم الكشف عنه من الجانب الروسي والإيراني، وهو ما أثار تساؤلات عن هدف النظام من ذلك، والرسائل التي أراد إيصالها.
والأحد وصل وفد النظام برئاسة معاون وزير خارجية النظام أيمن سوسان إلى موسكو للمشاركة في الاجتماع، الذي جرى تأجيله بسبب أنباء متداولة عن اشتراط النظام جدولة الانسحاب التركي من الشمال السوري قبل الموافقة على المشاركة في الاجتماع، الذي يمهد الأرضية للقاء رباعي على مستوى وزراء الخارجية (روسيا،
تركيا،
إيران، النظام السوري).
ونقلت وكالة أنباء النظام عن سوسان قوله، إن "الوفد سيعقد مشاورات ثنائية مع الجانبين الروسي والإيراني يوم 3 نيسان/ أبريل، قبل أن يشارك الثلاثاء، في الاجتماع الرباعي، حيث سيركز الوفد بالتحديد على إنهاء التواجد العسكري التركي على الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية".
وتعليقاً، يقول الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد لـ"عربي21" إن النظام يريد من خلال الحديث عن مشاورات ثنائية مع الروس والإيرانيين، أن يعطي نظامه قيمة، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن النظام يتلقى الأوامر من موسكو وطهران.
ويرى أن النظام يحاول اللعب على العلاقات بين روسيا وإيران، وقال: "ربما يريد وفد النظام إعطاء أهمية خاصة للمحادثات، وأن موقفه يستطيع الدفاع عنه، في حين أن أجندة الاجتماع واضحة، لأنه منذ قرابة الشهر وموضوع الاجتماع يجري بحثه".
وبذلك يرى عبد الواحد أن الغرض من كل ذلك هو استماع وفد النظام للمطلوب منه من روسيا وإيران مجدداً، بمواجهة تركيا.
أما الخبير بالشأن الروسي بسام البني، فيعتبر أن من الطبيعي أن يجتمع وفد النظام بالحلفاء (روسيا، إيران) قبل الاجتماع بالخصم (تركيا)، ويقول لـ"عربي21" إن "أهمية هذه المشاورات تأتي من التنسيق بين الحلفاء، حيث سيتم تدارس النقاط المشتركة للتأكد من جدية تركيا، وخاصة النقطة المتعلقة بالانسحاب التركي من سوريا".
وبحسب البني، فإن النظام السوري يريد ضمانات وخاصة أن الثقة بالجانب التركي معدومة، حيث يعتبر النظام أن الوجود التركي احتلال، وبالتالي فإنه يجب التعامل مع هذه النقاط.
ما المنتظر من اللقاء؟
وفي رأي البني، فإن المنتظر من اللقاء عودة العلاقات الطبيعية بين أنقرة ودمشق، واتفاق الجانبين على عدم دعم الجماعات المعادية، وربما سيتم الاتفاق على عقد لقاء على مستوى وزراء الخارجية، يمهد للقاء بين الرئيس التركي رجب أردوغان وبشار الأسد.
في المقابل، يقول المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية الشيخ مضر حماد الأسعد، إن "النظام لا يتحرك إلا وفق توجيهات روسية وإيرانية، ولا شك أن الجانبين يريدان استغلال حاجة تركيا (الانتخابات) إلى تحسين علاقاتها مع دول الجوار".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "تركيا ليست في وارد تقديم تنازلات للنظام وخاصة في موضوع الانسحاب العسكري، قبل التوصل إلى حل من شأنه خروج كل القوى المتواجدة في سوريا، وتفكيك مليشيا قوات سوريا الديمقراطية".
وتأسيساً على ما سبق فإن الأسعد يستبعد حدوث اختراق كبير في الاجتماع الرباعي القادم، ويقول: "لم يبد النظام السوري أي تجاوب مع مطالب تركيا وخاصة ملف اللاجئين".
واستضافت روسيا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لقاء ضم وزراء دفاع روسيا وتركيا والنظام السوري وتركيا، وكان بذلك أول لقاء رسمي يعقد على مستوى وزاري بين تركيا والنظام السوري منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، وفي الاجتماع القادم تنضم إيران إلى هذا المسار.