تمر اليوم السبت، الذكرى الـ75 لاستشهاد القائد
الفلسطيني البارز عبد القادر الحسيني، الذي ارتقى في معركة القسطل قرب القدس المحتلة.
ويملك الحسيني مسيرة حافلة على مستويات مختلفة، إذ ولد عام 1910، وبدأ حياته بتعلم القرآن الكريم، ثم توجه نحو التعليم الأكاديمي، ودرس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بتخصص الكيمياء، ثم حاز شهادة من كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية ببيروت.
الحسيني، ابن القدس المحتلة، التحق بدورة لضباط الاحتياط في الكلية العسكرية، وشغل عدة وظائف في حياته من بينها: سكرتير في الحزب العربي الفلسطيني بالقدس، ومأمور لتسوية الأراضي، ومدرس لمادة الرياضيات في المدرسة العسكرية في معسكر الرشيد.
ويعد عبد القادر الحسيني، من أوائل القادة الذين أشعلوا الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، حيث أطلق النيران على ثكنة عسكرية بريطانية في قرية بيت سوريك بمحافظة القدس، ما أدى إلى تحرك خلايا الثورة الفلسطينية في كل مكان، وانضم إليها رجال المقاومة في ذلك الوقت من كل حدب وصوب.
واستشهد الحسيني في صبيحة الثامن من نيسان/ أبريل عام 1948، في قرية القسطل التابعة للقدس المحتلة، خلال معركة بين قوات "الجهاد المقدس" التي كان يقودها الحسيني، وقوات من العصابات الصهيونية بقيادة إسحاق رابين، الذي أصبح رئيسا لوزراء الاحتلال بعدها بعقود.
وعقب انتهاء المعركة، عثر على الحسيني شهيدا، ونقل إلى مدينة القدس وشيعته جماهير حاشدة من الفلسطينيين، ودفن بجانب ضريح والده قرب باب الحديد بالأقصى.
22 كلمة للجامعة العربية
مع مطلع حرب 1948، بعث عبد القادر الحسيني برسالة تاريخية إلى جامعة الدول العربية، اختصرت مأساة فلسطين وكشفت بعضا من تفاصيل وشظايا ما جرى في النكبة.
وقال الحسيني: "السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية... القاهرة...
إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح.
عبد القادر الحسيني".
أسرة عريقة
يشار إلى أن الحسيني ينحدر من أسرة الحسيني المقدسية العريقة، ووالده هو موسى كاظم (باشا) الحسيني الذي تقلد مناصب عديدة في عهد الدولة العثمانية كان آخرها رئيس بلدية القدس عندما دخلتها القوات البريطانية.
ومن موقعه ترأس "الحسيني الأب" الحركة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، حتى وفاته عام 1934.