نشر المراسل والمحلل العسكري في صحيفة "
إسرائيل اليوم"، الداد باك، تقريرا عن زيارته مؤخرا إلى
السعودية، مشيرا إلى أنها لم تعد كما كانت في السابق.
وقال الصحفي الإسرائيلي، إنه بخلاف مكة التي لا يزال الدخول إليها محظورا بشكل مطلق على غير المسلمين، فإن
المدينة المنورة، باستثناء المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي، فتحت قبل نحو سنتين للزوار غير المسلمين".
ولفت إلى أن المواطنين السعوديين الذين التقوا به سألوه عن ديانته، مشيرا إلى أنه أجاب عن انتمائه الديني، وفي حوار مع سيدة اسمها "فايزة"، أقرت بالتغييرات السريعة التي حدثت في المملكة مؤخرا.
ولفت إلى أنه جلس في السعودية عشرة أيام، قبل بدء شهر رمضان، موضحا أن السعودية شهدت إحدى أهم الثورات التي وقعت في العقود الأخيرة في الشرق الأوسط، وتحولت من دولة محافظة متطرفة، كثيرة المحظورات، وقامعة للحرية الشخصية، إلى دولة متفتحة.
وأضاف: "لم ألتقٍ أبدا في أي مكان ما بـ"الشرطة الدينية"، التي اسمها الكامل هو "لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". والتي توقفت عن مهامها منذ بدء الإصلاح الذي وضعه ولي العهد محمد بن سلمان، وقد تقلصت صلاحياتها الواسعة، وانحصرت بسرعة في السنوات الأخيرة، بالتوازي مع إلغاء الكثير من المحظورات التي كانت متبعة في المملكة، مثل حظر قيادة المرأة السعودية السيارة".
ولفت إلى أنه في المدينة المنورة رأى نساء يقدن السيارات أقل منها من
جدة، وهي محافظة أكثر من المدن الأخرى في المملكة".
وتابع: "جدة، بسبب كونها مدينة فيها ميناء، كانت دوما كوزموبوليتية، منفتحة على العالم، بشوشة الوجه للأجانب".
ونقل المراسل الإسرائيلي عن سيدة اسمها هند، أنه "على مدى مئات السنين، وصل غير قليل من الحجاج إلى جدة مع ما تبقى معهم من أموالهم، فبقوا بلا قدرة على العودة إلى بيوتهم، واستقروا في المدينة، ما خلق خليطا من الثقافات".
وأشارت إلى أن "جدة في السنوات الأخيرة أنشأت ساحة الثقافة والفن، والتي كانت تعقد فيها الحفلات قبل فترة كورونا".
وذكر المراسل الإسرائيلي أن المشروع الأكثر طموحا في السعودية المتجددة هو بلا شك مدينة المستقبل نيوم على شاطئ البحر الأحمر.
وتابع بأن خطط المدينة الجديدة تبدو مأخوذة من أفلام عالم الخيال، وفيها الآن مطار صغير يخدم بعض الرحلات الجوية الداخلية ورحلات إلى دبي، بالإضافة لتجمعين سكانيين مؤقتين يفترض أن يقطنهما جيش هائل من العمال.
وأضاف أن الرقمنة تنتشر في المدن الرئيسية في السعودية على نطاق واسع للغاية، وتوجد في كل مكان تقريبا. ومحطات القطار في جدة والمدينة المنورة كبيرة وواسعة ومكيفة، وتجمع بين الزخارف المعمارية الإسلامية والغربية.