قتل
نحو 11 شخصا في
سوريا، جراء انفجار مخلفات الحرب في بادية دير الزور شرق سوريا،
جميعهم في أثناء جمعهم فطر "الكمأة".
ويوجه
النظام السوري تهمة زرع الألغام في البادية السورية إلى تنظيم الدولة، في حين تؤكد
مصادر معارضة أن النظام استخدم الألغام الأرضية طوال سنوات الحرب في البلاد عقب
اندلاع الاحتجاجات المناهضة لرئيس النظام بشار
الأسد.
وأعلنت
وكالة "سانا" الرسمية، مقتل 11 شخصا من أبناء قرية الطريف الواقعة بريف
دير الزور الغربي، بانفجار لغم من مخلفات تنظيم الدولة بسرفيس كان يقلهم بعد جمعهم
الكمأة في منطقة جبل البشري ببادية دير الزور الغربية.
وينمو
نبات الكمأة مع بدء موسم الشتاء بالقرب من النباتات الصحراوية على عمق سنتيمترات تحت
الأرض.
ويقبل
الأهالي على جمع الكمأة رغم خطورة الحصول عليه، نظرا لارتفاع سعر بيعه والذي يصل
إلى 150 ألف ليرة سورية.
ويتركز
ظهور الكمأة في البادية السورية، وهي منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري، مع وجود خلايا
لتنظيم الدولة، التي انسحبت من الباغوز آخر معاقل التنظيم في سوريا قبل إعلان
التحالف الدولي القضاء على
داعش.
وحذر الهلال الأحمر العربي السوري من
مخاطر جمع الكمأة في البادية السورية، نظرا لعامل الخطورة الكبير في تلك البادية
مترامية الأطراف والمزروعة بالألغام من مخلفات تنظيم الدولة، ودعا المواطنين إلى
عدم جمع الكمأة في مناطق غير آمنة، فقد تكون الأرض مزروعة بالألغام ومخلفات الحرب
غير المنفجرة، وهو ما يعرض حياة المواطنين للخطر.
وقدرت وسائل إعلام مقربة من النظام
السوري، مقتل وإصابة أكثر من 200 شخص منذ بدء موسم جمع الكمأة، نتيجة انفجار
مخلفات الحرب.
واتهمت صحيفة الوطن شبه الرسمية تنظيم
الدولة بقتل 105 أشخاص أثناء عبورهم بالبادية أو خلال عملهم بجمع الكمأة، خلال
الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
بالمقابل، قالت الشبكة السورية لحقوق
الإنسان في تقرير صادر بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام إنها وثقت
انتشار الألغام الأرضية ضمن مساحات واسعة في سوريا مما يهدد حياة الملايين، مشيرة
إلى توثيق مقتل 3353 مدنيا بسبب الألغام ومخلفات الحرب منذ عام 2011.
وأوضح التقرير أن النظام السوري استخدم
الألغام قبل عام 2011، ولكن استخدامها تضاعف بعد الحراك الشعبي في آذار/ مارس 2011
والذي تحول إلى نزاع مسلح داخلي.
وقام النظام السوري منذ نهاية عام 2011 بزراعة
ألغام على طول الحدود مع لبنان وتركيا. كما أن العديد من أطراف النزاع والقوى
المسيطرة قد استخدمت الألغام الأرضية المضادة للأفراد.
وبخصوص مخلفات الذخائر العنقودية فقد سجل
التقرير استخدام الذخائر العنقودية من قبل النظام السوري والقوات الروسية.
وسجل التقرير منذ آذار/ مارس 2011 حتى
4 نيسان/ أبريل 2023، مقتل ما لا يقل عن 3353 مدنياً بينهم 889 طفلاً، و335 سيدة
(أنثى بالغة)، و8 من الكوادر الطبية، و7 من كوادر الدفاع المدني، و9 من الكوادر
الإعلامية، قتلوا عبر المئات من حوادث انفجار الألغام الأرضية المضادة للأفراد في
سوريا.
وطبقا للتقرير فإن الألغام تسببت في
تشويه المدنيين وتحقيق إصابات بليغة في صفوفهم، مقدرا أن ما لا يقل عن 10400 مدني
تعرضوا للإصابة، عدد كبير منهم تعرض لبتر في الأطراف ويحتاجون أطرافا صناعية
وسلسلة من عمليات إعادة التأهيل والدعم.