قال شير هيفر، عضو في مجلس إدارة منظمة "الصوت
اليهودي للسلام العادل في الشرق الأوسط"،
إن نظرة سريعة على أحد أبرز المرشحين لقيادة
الحرس الوطني المزمع إنشاؤه، وهو
أفينوعام إيمونة، يمكن أن تعطي صورة عن الأجندة التي سينفذها الجهاز.
وأشار في مقاله له بموقع "
ميدل إيست
آي" ترجمته "عربي21"، إلى إن هذه الشخصية معروفة بالاستمتاع في قتل
الفلسطينيين، وتحريض الجنود على القيام بذلك، وهو ضابط سبق له الخدمة في وحدة سيئة
السمعة للمظليين بجيش الاحتلال.
وفيما يلي النص الكامل للمقال:
وافقت الحكومة
الإسرائيلية في وقت سابق من هذا
الشهر على خطة لإنشاء "حرس وطني" تحت القيادة المباشرة لوزير الأمن
القومي اليميني المتطرف، إيتمار
بن غفير.
ويقول الفلسطينيون إن القوة التي ستركز على
العمل ضد "أعمال الشغب" أو "الجريمة" في المناطق الفلسطينية
داخل "إسرائيل"، ستستخدم لاستهدافهم.
وستبلغ ميزانية القوة، التي عارضتها شخصيات
أمنية إسرائيلية بارزة، مليار شيكل (حوالي 277 مليون دولار) وتوظف حوالي 2000 حارس
ستكون لديهم السلطة ذاتها التي يتمتع بها ضباط الشرطة.
وبدأ بن غفير بالفعل في التفكير في المرشحين
المحتملين لقيادة القوة؛ للتأكد من أن أجندتها تتماشى مع جدول أعماله.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية،
فإن أفينوعام إيمونة يعدّ أبرز المرشحين، وهو كولونيل متقاعد معروف بتشجيع جنوده
على الاستمتاع بقتل الفلسطينيين، ورفضه العمل مع النساء، فضلا عن آرائه الدينية
المتشددة. وألقى موقع "ميدل إيست آي" نظرة فاحصة على حياته المهنية وما يمكن أن يعنيه تعيينه المحتمل في
"الحرس الوطني" لبن غفير.
مسيرته العسكرية
من بين الأدوار المختلفة التي لعبها إيمونة في
الجيش، أنه خدم بشكل خاص في وحدة نخبة المظليين 101 سيئة السمعة وترقى لقيادتها؛
حيث تعد الوحدة 101 واحدة من أكثر الوحدات العسكرية الإسرائيلية شهرة، والتي تأسست
سنة 1953 بقيادة الجنرال ورئيس الوزراء السابق أرييل شارون، الذي أمرها بترويع
المجتمعات المدنية الفلسطينية والأردنية والمصرية خارج حدود "إسرائيل"،
ونفذت الوحدة ضربات عقابية مرتجلة ضد المدنيين، وكثيرًا ما اتهمت بابتداع مهام
خاصة بها بدلًا من اتباع تعليمات رئيس الأركان العسكرية.
وتضمنت مهام إيمونة في الوحدة 101 قتالًا
عنيفًا وحملات قمع واسعة النطاق ضد الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية، وغزو
لبنان في سنة 2006، والحرب على غزة في سنة 2014.
ووضعته مسيرته المهنية العسكرية، التي بلغت
مدتها 43 سنة، على طريق التقدم السريع، وقد تم إيقافه عن العمل لمدة سنتين كجزء من
التوبيخ الذي تلقاه في أثناء قيادته لوحدة ماجلان؛ حيث أصيب جندي في الوحدة بجروح
خطيرة تحت إشراف إيمونة، بعد أن قفز من سيارة جيب متحركة نحو الأدغال كجزء من حفل
افتتاح تقليدي للوحدة. ومع ذلك، أصبح إيمونة قائد مدرسة القيادة التكتيكية للجيش
الإسرائيلي، وقاد فرقة حرمون في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
الالتزام الديني
يُعرف إيمونة أيضًا بآرائه الدينية المتدينة
والأرثوذكسية المتشددة، وعلى الرغم من أنه ينحدر من عائلة علمانية، إلا أنه أصبح
يهوديًا متزمتًا بشكل صارم.
ودخل القائد بالجيش الذي دعا جنوده يومًا لقتل
الفلسطينيين في أثناء هروبهم الآن السباق لتولي قيادة وحدة أمنية جديدة مثيرة للجدل.
في الجيش، أصر إيمونة على قضاء معظم وقته في
الصلاة ودراسة النصوص المقدسة، إلى جانب المهمات العسكرية، حتى لدرجة أنه تعرض
لانتقادات لإصراره على البقاء مستيقظًا ليلًا لدراسة النصوص الدينية قبل مُباشرة
المهام المهمة والخطيرة.
وفي أثناء قيادته لثكنة في هضبة الجولان السورية
المحتلة، رفض قبول أن تكون امرأة الناطقة باسمه، متذرعًا بأسباب دينية. وبعد 24
سنة من الخدمة العسكرية، ترك إيمونة الجيش السنة الماضية، عندما تم رفض ترقيته
لقيادة فرقة المظليين.
وبحسب ما ورد، قالت مصادر في الجيش إن حماس
إيمونة لاستخدام القوة كقائد، وليس حماسه الديني، كان السبب وراء حرمانه من
الترقية، بحسب صحيفة "أروتز شيفا" الدينية اليمينية.
ابتسم اقتل واستمتع
وبحسب المصادر، عاقب إيمونة جنوده الذين لم
يستخدموا ما يكفي من العنف في قطاع غزة؛ حيث أظهر مقطع فيديو تم تصويره خلال حرب
2014 على غزة إيمونة وهو يخبر جنوده أن "حمل الجنسية العربية لن يكون أمرًا
ممتعًا للغاية. في كثير من الأحيان، ستشاهدونهم يفرون، لذلك اقتلوهم في أثناء فرارهم.
ابتسموا يا رفاق. عليكم الاستمتاع باللحظة. حاولوا الاستمتاع بها"، كما نعت
المقاتلين الفلسطينيين بـ"الجرذان".
وفي مقال نُشر سنة 2015 في مجلة عسكرية، أُشير
إلى شعار "ابتسم اقتل واستمتع"، باعتبار أنه "خطاب لتحفيز"
القوات، وذلك وفقًا لصحيفة "هاآرتس". وقد شهد بنحاس هوشن، أحد جنود
إيمونة، أن القائد تفاعل عاطفيًّا وبقوة ضد التهديدات الموجهة للإسرائيليين في
الضفة الغربية المحتلة. ومع ذلك، لم يقر قط أن واجبه كضابط في جيش الاحتلال وبموجب
القانون الدولي يتمثل في حماية السكان الفلسطينيين المحتلين قبل كل شيء.
وعندما ترك إيمونة الجيش، أشاد به النائب
المعارض، ماتان كاهانا، في خطاب مفتوح. ومع ذلك، يخشى البعض أن كلماته، كعضو في
المعارضة، يمكن أن تبرئ مشاعر إيمونة المعادية للفلسطينيين للجمهور الإسرائيلي، وتجعل الاعتراضات على تعيينه معقدة. وقد أعرب الكثيرون بالفعل عن مخاوفهم من أن بن
غفير -الذي يشتهر بالتحريض على العنف ضد الفلسطينيين ودعم جماعة مصنفة بالإرهاب-
سوف يسيّس قيادة القوة، ويستخدمها كـ"مليشيا خاصة" خاصة به.