قدمت وثيقة سرية أمريكية ضمن وثائق البنتاغون المسربة مؤخرا، أربعة
سيناريوهات افتراضية بشأن مستقبل
الصراع والحرب الروسية في أوكرانيا، على ضوء استمرار الأزمة التي بدأت بإعلان موسكو عمليات عسكرية في شباط/ فبراير من العام الماضي.
وحصلت صحيفة "
نيويورك تايمز" على وثيقة استخباراتية سرية تكشف أن التحليل الذي أجرته وكالة الاستخبارات الأمريكية حددت أربعة سيناريوهات "غير متوقعة" يمكن أن تؤثر على مسار الصراع في أوكرانيا، وتشمل مقتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإزاحة القيادة داخل القوات المسلحة الروسية، وضربات أوكرانية على الكرملين.
وتقول الوثيقة إن
الحرب ستظل على الأرجح مطولة، لكنها تصف كيف يمكن أن يؤدي كل سيناريو "غير متوقع" إلى تصعيد في أوكرانيا، أو إنهاء تفاوضي للصراع أو ليس له تأثير جوهري على مسار الحرب.
الوثيقة عبارة عن منتج نموذجي إلى حد ما تم إنشاؤه بواسطة وكالات الاستخبارات، ومصمم لمساعدة ضباط الجيش أو صانعي السياسات أو المشرعين على التفكير في النتائج المحتملة للأحداث الكبرى أثناء تقييمهم لخياراتهم.
الوثيقة تحمل علامة "RELIDO"، مما يشير إلى أن قرار الإفراج عن المعلومات لشركاء أجانب، على سبيل المثال يقع على عاتق بعض كبار المسؤولين.
ويعود تاريخ الوثيقة إلى 24 شباط/ فبراير وتحمل علامة "سنة واحدة"، مما يشير إلى أن التحليل كان يجري بعد عام من بداية الغزو.
واحد من أربعة سيناريوهات افتراضية يوضح ما يمكن أن يحدث إذا ضربت أوكرانيا الكرملين، وما يمكن أن يؤدي الحدث إلى تصعيد، مع استجابة بوتين للاحتجاج العام من خلال إطلاق تعبئة عسكرية واسعة النطاق والنظر في استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. أو أن مخاوف الجمهور قد تدفعه إلى التفاوض على تسوية للحرب.
وكانت إدارة بايدن قلقة بشكل خاص من توجيه ضربة محتملة لموسكو من قبل أوكرانيا لأن مثل تلك الضربة قد تؤدي إلى تصعيد دراماتيكي من قبل
روسيا، وإن مخاطر مثل هذا الهجوم من قبل أوكرانيا هي أحد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة مترددة في تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى. وفقا للصحيفة.
وامتنع مسؤولون أمريكيون عن الإفصاح عما إذا كانت الوثيقة حقيقية لكنهم لم يشككوا في صحتها، والوثيقة مشابهة لتلك التي أنتجها فريق البنتاغون المشترك والتي أقر المسؤولون بأنها حقيقية.
كما حذر المسؤولون الأمريكيون من أن الوثائق المسربة قديمة، وفي كثير من الحالات لا تمثل التقييمات الحالية لوكالات المخابرات المختلفة.
وتتضمن الوثيقة الثانية شديدة السرية التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز تفاصيل عن المفاوضات بشأن أسعار الوقود الروسي في أفريقيا.
وفقا للوثيقة، المؤرخة في 17 شباط/ فبراير، كانت السلطات المالية في ذلك الوقت غير راضية عن أسعار الوقود وكانت تواصل التفاوض مع وزارة الطاقة الروسية وممثلي Africa Politology، وهي كيان مرتبط بشركة فاغنر العسكرية الخاصة.
ويأتي هذا التراجع الواضح للأسعار في وقت أصبحت فيه السوق الأفريقية للوقود ذات أهمية متزايدة لروسيا لأن فرض الغرب حد أقصى للأسعار، واستمرار حظر الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات النفطية الروسية المكررة يتسببان في تقليص تدفقات الإيرادات المتاحة.