تواصل دولة الاحتلال مدّ نفوذها على عدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وآخرها جمهورية
تركمانستان الصغيرة، التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الاحتلال منذ 1991، وهي واحدة من أكثر الدول المنغلقة في العالم، حيث زارها وزير الخارجية إيلي كوهين، بغرض إضفاء الطابع الرسمي على العلاقة، وإطلاق مبنى سفارة جديد في العاصمة عشق أباد.
تال شنايدر المراسلة السياسية لموقع "
زمن إسرائيل"، ذكرت أن "الوصف الأكثر ملاءمة لسفارة الاحتلال في تركمانستان هو "فتح نافذة" على
إيران، لأن السفارة تبعد 17 كم عن حدودها، ومن كل نقطة في العاصمة عشق آباد يمكن رؤية سلسلة الجبال التي تفصل إيران عن تركمانستان، لأن النوافذ في السفارة
الإسرائيلية من الخطورة جدًا بحيث لا يمكن فتحها، مع العلم أن مجمع السفارة الإيرانية يحتل شارعين كاملين في ذات العاصمة، ويتجول الإيرانيون في شوارعها، وحدود البلدين مفتوحة، ويمكن الوصول إليها".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "قوات الأمن الإسرائيلية غير موجودة في عشق آباد، ولا علاقة بين الجيشين، ولم تكن هناك أي علاقة في العقود الماضية، والمحاولات الإسرائيلية للتقدم في الاتصالات الأمنية مع تركمانستان، تم مواجهتها بجدران مغلقة، ويبدو أن الدولة لن تستخدم كقاعدة ينطلق منها عملاء الموساد لجميع أنواع الأهداف في إيران".
وأشارت إلى أنه "على عكس العلاقات العسكرية العميقة بين إسرائيل وأذربيجان، فإن تركمانستان ليست مدرجة في قائمة المشتريات العسكرية الإسرائيلية، حتى لو وصلت إسرائيل وإيران إلى أزمة عسكرية متطورة، فلن تقدم تركمانستان دعما من أي نوع، وربما تأمل إسرائيل ألا تكون على الأقل دعما لإيران، ربما لأنها دولة محايدة من بين عشرين دولة محايدة في العالم".
وأوضحت أن "مصدر الإحباط الإسرائيلي يعود لأن جيش تركمانستان مسؤول عن الدفاع ضد التهديدات الخارجية، لكن الدولة ترفض الانضمام لمنظمات دولية إقليمية على أساس التحالفات الدفاعية أو الهجومية، ورغم مشاركتهم بمناورات عسكرية ثنائية مع أوزبكستان وروسيا، لكنها لا ترسل جنودًا إلى الناتو أو الهيئات الدولية الأخرى".
ويكشف التركيز الإسرائيلي على تركمانستان عن اهتمام الدبلوماسية الإسرائيلية بقارة آسيا، عموما، والدول الإسلامية فيها خصوصا، لا سيما من خلال العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية، حيث وصلها في السنوات الأخيرة مئات الآلاف من السياح، وهو معدل غير مسبوق، فضلا عن الجوانب الأمنية والعسكرية الأخرى، لا سيما في ضوء قرب هذه الدول جغرافياً من إيران، التي تشعر بالقلق من "محاصرة" الاحتلال لها بإقامة المزيد من العلاقات مع الدول المحيطة بها.
ورغم أن القرار الإسرائيلي بوضع تركمانستان، هذه الدولة النائية، على الخريطة مثير للاهتمام، لكنه قد ينتهي أيضًا بالإحباط بسبب التصريحات الهجومية على إيران، اللتين تحوزان حدودا لمسافة 1150 كم، وتعتمد تركمانستان على إيران اقتصاديًا، حيث تصدر الغاز الطبيعي والنفط والمنتجات البتروكيماوية، ويزور رؤساء البلدين بعضهما بشكل متكرر، ولديهما مشاريع بنية تحتية مشتركة وسدود وسكك حديدية وخطوط أنابيب لنقل الغاز.