ترددت أنباء مؤخرا، عن تورط الصديق
حفتر، نجل الجنرال الليبي السابق خليفة حفتر، بالصراع الدائر في
السودان، بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع.
وذكرت شبكة “Rfi” الفرنسية أن "زيارة وتعيين الصديق حفتر رئيسا لنادي المريخ السوداني، أحد أكبر نوادي كرة القدم هناك خطوة تؤكد وجود تبادل مصالح مشتركة بين الطرفين، وأن تعهد نجل حفتر بدعم النادي ماليا هو جزء من عملية غسيل الأموال في
ليبيا"، وفق مزاعمها.
وأضافت أن "هذا الأمر وغيره يطرح العديد من التساؤلات عن مصدر الأموال التي يحتفظ بها خليفة حفتر وأبناؤه وما تعهد به نجله من دفع مليوني دولار لنادي المريخ السوداني رغم وجود نواد ليبية في أمس الحاجة لهذا الدعم".
"دعم بالوقود"
من جهتها أكدت الخبيرة في الشأن الليبي بمجموعة الأزمات الدولية، كلوديا غازيني أن "خط تهريب الوقود من شرق ليبيا وجنوبها إلى قوات الدعم السريع السودانية بقيادة
حميدتي، مفتوح منذ أشهر، وأن حفتر وحميدتي حريصان على الحفاظ على تلك التجارة المربحة".
واستدركت قائلة: "لكن التقارير التي تشير إلى نقل حفتر السلاح والعتاد إلى قوات حميدتي عبر الجنوب الليبي لم تثبت قطعيا بالأدلة بعد، وأرجح أن تكون هذه الشحنات، إذا نقلت بالفعل، صغيرة الحجم"، وفق تصريحات لشبكة "بي بي سي" البريطانية.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي للمتحدث باسم قوات حفتر للتعليق على ما نشرته الشبكة الفرنسية لكنها لم تتلق أي رد.
"زيارة رياضية وفقط"
وفي وقت سابق قال الصديق حفتر إن زيارته للسودان التقى خلالها قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي" لم تكن سياسية وأنها "جاءت بطلب من رئاسة نادي المريخ السوداني التي وجهت له الدعوة لاختياره رئيسا شرفيا"، وفق تصريحات لـصحيفة "الشرق الأوسط".
فهل تورط حفتر وأبناؤه فعليا في الحرب السودانية؟ ومن يدير العلاقة بين الطرفين؟
"مخطط روسي إماراتي"
من جهته، أكد المستشار السياسي السابق لحفتر والكاتب الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير أن "ترابط المصالح بين عائلتى حفتر وحميدتي أمر مؤكد وهناك شراكة بينهما وأيضا دعم إماراتى للطرفين، وهما يعملان الآن في إطار مخطط روسي للسيطرة على السودان أو على الأقل غرب السودان" .
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الصحف الأمريكية والبريطانية لم تزعم هذا الدعم وهذه العلاقة لكنها أمور مثبتة من خلال تصوير الأقمار الصناعية التي أثبتت نقل أفراد وأسلحة وذخائر ووقود من منطقة الجوف والسرير الليبيتين إلى شمال دارفور"، وفق كلامه ومعلوماته.
وحول من يدير العلاقة بين الطرفين، قال بويصير: "حفتر هو الواجهة لكن الأمر صار عملياتيا فى يد نجله صدام، أما المستفيد فأولهم روسيا ثم الإمارات"، كما صرح.
في حين قال الناشط والمحلل السياسي من الجنوب الليبي، وسام الكبير أن "تورط حفتر في حرب السودان من خلال دعم حميدتي قائد قوات الدعم السريع تتحدث عنه العديد من التقارير، لكن القيادة العسكرية في الشرق الليبي نفت هذا الأمر أكثر من مرة لذا فإن من الصعب التأكد أو التكهن".
وأوضح أن "زيارة الصديق حفتر كانت علنية وليست سرية، وبالتالي لا يمكن اعتبارها دليلا على تورط حفتر أو أبنائه في دعم قوات الدعم السريع، إلا إذا كانت التقارير تتحدث عن زيارات سرية أخرى قام بها أبناء حفتر، أما قيادة العلاقة بين الطرفين إن وجدت فبالتأكيد تقف خلفها دولة الإمارات وبتنسيق من قبل قوات "فاغنر" الروسية"، وفق كلامه وتصريحه لـ"عربي21".
"خطوة مريبة"
الصحفي الأريتري والباحث في شؤون القرن الأفريقي، عبدالقادر محمد علي قال من جانبه إن "زيارة الصديق خليفة حفتر للسودان كانت مريبة للعديد من الأسباب، منها أن المعروف عن الصديق هو اشتغاله في مجالات بعيدة عن الرياضة والسياسة، وكذلك وقوع الزيارة قبل أيام من بدء الاشتباكات في السودان".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الزيارة قد لا تكون بعيدة عن التطورات الأخيرة في السودان ولا سيما إن نظرنا إلى أن الفريق خيري التميمي مدير مكتب الجنرال حفتر رافق الصديق في الرحلة إلى الخرطوم والتقيا بالجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي كان يعمل على تقوية علاقته بفريق المريخ السوداني عبر دعمه وتأهيل ملعبه".
وتابع: "وقد يكون التبرع المذكور بمليوني دولار لفريق المريخ في سياق دعم حفتر ومحوره لحميدتي كما وردت تقارير عن شحنات عسكرية تم نقلها إلى السودان وخلافات بين أبناء حفتر الذي يجد نفسه منقسماً بين الإمارات الداعمة لحميدتي ومصر الداعمة للجيش السوداني"، بحسب قوله.