شهدت مراكز الاقتراع التي افتتحت في 27 نيسان/ أبريل في
الخارج، إقبالا كبيرا من المغتربين الأتراك، لاسيما في ألمانيا
وبريطانيا.
وتستمر عملية تصويت الناخبين الأتراك في الخارج حتى 9 أيار/ مايو في الممثليات ومراكز الاقتراع في الدول، فيما تستمر حتى 14 أيار/ مايو في المطارات والبوابات الحدودية.
والأربعاء، بدأ الناخبون الأتراك المقيمون في بولندا، بالتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وانطلقت عملية التصويت في العاصمة وارسو في تمام الساعة 09:00 بالتوقيت المحلي وتستمر حتى 21:00 مساء.
وذكرت صحيفة "
حرييت" التركية، أن العديد من المناطق تشهد إقبالا كبيرا من الأتراك الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع في دول عدة أبرزها ألمانيا وبريطانيا.
وفي الأيام الستة الأولى، أدلى أكثر من 800 ألف مواطن تركي بأصواتهم في الخارج وعند المعابر الجمركية، في إقبال كبير، مقارنة بالعام 2018 حيث صوّت 328 ألفا و575 شخصا فقط في الأيام الخمسة الأولى.
وحتى الساعة الـ22:30 من مساء أمس الثلاثاء، أدلى 797 ألفا و473 مواطنا تركيا في الممثليات في الدول، و62 ألفا و41 آخرين في البوابات الحدودية والمطارات.
مراكز الاقتراع في 73 دولة
شكل المواطنون الأتراك في المملكة المتحدة والولايات المتحدة طوابير من أجل الإدلاء بأصواتهم، وانتظر العديد منهم لساعات، بحسب صحيفة "حرييت".
وقررت اللجنة العليا للانتخابات، وضع صناديق اقتراع إضافية في الأماكن التي تشهد ازدحاما من الأتراك في الخارج.
وقال ممثل حزب العدالة والتنمية في لجنة
الانتخابات رجب أوزيل، إن "نسبة التصويت للناخبين في الخارج، تجاوزت الـ20 بالمئة في اليوم السادس".
وأضاف: "وحتى مساء الثلاثاء الساعة الـ16:00، بلغ عدد المصوتين في الخارج 791 ألفا و354، ومع نهاية اليوم اقترب العدد إلى ما بين 850 ألفا إلى 900 ألف، لدينا 3 ملايين و416 ألفا و98 ناخبا في الخارج، وتم إنشاء صناديق الاقتراع في 73 دولة و156 ممثلية لهم للتصويت".
أما ممثل حزب الشعب الجمهوري في لجنة الانتخابات محمد هاديمي يعقوب أوغلو، فذكر أن "عملية التصويت في الخارج تجري بسلاسة، ونسبة المشاركة مرضية".
التصويت في الممثليات ينتهي في 9 أيار/ مايو
وبعد الانتهاء من عملية التصويت في 9 أيار/ مايو، سيتم تأجير ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية التركية، من أجل جلب الصناديق من المناطق التي يعيش فيها المواطنون الأتراك في أوروبا إلى تركيا.
وعلى متن الطائرات، ستكون هناك "لجنة نقل حقائب أوراق التصويت"، وتتشكل من دبلوماسيين وموظفين يتم تعيينهم من اللجنة العليا للانتخابات، وسيكونون مسؤولون عن عملية التسليم في أنقرة.
وسيتمكن ممثلو الأحزاب السياسية أيضا من المشاركة في كافة المراحل بصفة "مراقبين".
زيادة بنسبة 16بالمئة في أول 4 أيام بألمانيا
وتشكل ألمانيا موطن العدد الأكبر من الناخبين الأتراك، ويبلغ عددهم مليونا و501 ألف و152 ناخبا، وتأتي فرنسا بالمرتبة الثانية في عدد الناخبين بـ397 ألفا و86 ناخبا تركيا، وهولندا في المرتبة الثالثة بـ286 ألفا و153 ناخبا، بينما احتلت بلجيكا المرتبة الرابعة بـ153 ألفا و443 ناخبا.
وتشير التوقعات إلى مشاركة أكبر في ألمانيا في انتخابات 2023، مقارنة بالانتخابات الماضية التي بلغت نسبة المشاركة فيها 45 بالمئة فقط.
ووفقا لـ"حرييت"، فإن من المتوقع إقبال كبير في انتخابات 2023، وفي اليوم الرابع فقط، ارتفع معدل التصويت بنسبة 16 بالمئة مقارنة بالعام 2018.
وفي الانتخابات الجارية، رفضت ألمانيا طلبا قدمته تركيا من أجل إنشاء صناديق اقتراع إضافية في مدن لا توجد فيها قنصليات، ويعيش فيها الأتراك بكثافة.
وطُلب إنشاء صناديق اقتراع في 26 مدينة من خلال سفارة برلين، بينما سمحت الحكومة الألمانية بإنشاء صناديق اقتراع في 13 مدينة فيها قنصليات عامة وثلاث مدن فيها قنصليات فخرية.
كيف تكون أصوات الناخبين فعالة بالانتخابات؟
على سبيل المثال، مع توزيع أصوات ناخبي الخارج في ولاية كهرمان مرعش عام 2018، فإنها أسهمت في نقل المقعد البرلماني من حزب الجيد إلى "الشعب الجمهوري".
وبعد انتهاء عملية الفرز التي شملت أصوات 661 ألفا و2015 ناخبا في كهرمان مرعش، فقد حصل حزب العدالة والتنمية على 6 مقاعد من أصل 8، وحصل على مقعد واحد كل من "الحركة القومية" و"الجيد"، ولكن مع توزيع أصوات الناخبين في الخارج، فقد تمكن حزب الشعب الجمهوري من انتزاع المقعد من حزب الجيد.
ووفقا لتحليل نشره موقع "أورو نيوز" بالنسخة التركية، فإنها تقدر نسبة الناخبين في الخارج بـ 5.3 بالمئة، وقد يلعبون دورا حاسما في الانتخابات الرئاسية.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الفارق ضئيل بين أردوغان وكليتشدار أوغلو، لكنها لا تأخذ في عين الاعتبار آراء الناخبين الأتراك في الخارج وخاصة أوروبا وتحديدا ألمانيا. ويشير الموقع إلى أن تفضيلات هؤلاء الناخبين حاسمة بالنسبة لمرشحين يرغبان في الحصول على دعم أكثر من 50 بالمئة في الجولة الأولى من التصويت، وتجنب الانتقال إلى الجولة الثانية.
وفي الانتخابات التي أجريت عام 2018، كانت نسبة الناخبين 5.1 بالمئة من إجمالي الناخبين، وحصل أردوغان على نسبة 59.4 بالمئة من أصواتهم، فيما حصل منافسه في ذلك الوقت محرم إنجه على 25.8 بالمئة، فيما بلغت نسبة التصويت لميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد 3 بالمئة.
وخلال تلك الانتخابات، أيد الناخبون الأتراك في أوروبا بأغلبية ساحقة الرئيس أردوغان، فقد حصل على 64 بالمئة من الأصوات في ألمانيا، و63 بالمئة في فرنسا، و72 بالمئة في هولندا، و74 بالمئة في بلجيكا، و71 بالمئة في النمسا. الدول التي تعد لديها أكبر عدد من الناخبين الأتراك.
ولا توجد استطلاعات للرأي تتنبأ بنسبة الناخبين في الخارج الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع في 14 أيار/ مايو، أو تفضيلاتهم في صندوق الاقتراع، ولكن حزب العدالة والتنمية يتوقع أن تكون الأصوات لصالح أردوغان، ويسعى الحزب الحاكم لزيادة معدل المشاركة في الخارج.