كشفت الأوساط الأمنية
الإسرائيلية عن نشاطات عدوانية ينفذها جيش الاحتلال عند الحدود مع
لبنان، في
الوقت الذي تشهد فيه تلك المنطقة توترا متصاعدا منذ عدة
أسابيع.
وتم قطع السياج الحدودي في ثلاث نقاط مختلفة، بغرض تحديد
نقاط التسلل المحتملة، وإرسال رسالة لحزب الله، مفادها أنه إذا فتح النار فسوف يخسر.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإنه في عملية شاملة وواسعة النطاق لم يتم القيام بها منذ سنوات على الحدود
اللبنانية، دخلت قبل أيام قوات من ثلاث كتائب إسرائيلية احتياط في وقت واحد في
نشاط، في ثلاثة جيوب إسرائيلية خلف السياج الحدودي مع لبنان، وقامت بخرق السياج، وتنفيذ
مهام مسحية ميدانية، للتعرف على المنطقة، وتحسين الجاهزية العملياتية للحرب في
منطقة خاضعة للاحتلال.
يائير
كراوس المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، كشف أن "المناظر الخلابة على
طول الحدود لا تخفي حالة التأهب الشديد من مغبة استغلال القوى المعادية لطرق
التسلل الممكنة نحو الأراضي
الفلسطينية، مع توافد المزيد من اللبنانيين لمتابعة
هذه الحدود، خاصة عند واحد من الجيوب الواقعة عند سفوح الجداول الضيقة الفاصلة بين
فلسطين ولبنان، مما يكشف عن استعداد لعبور السياج، من خلال تأمين النشاط بقوات
كبيرة من المدفعية والمدرعات، مع العلم أن هذا النشاط الميداني اقترب من الخط
الأزرق للحدود الدولية".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21"، أن
"تزايد النشاط العسكري الإسرائيلي أتى بعد أيام من زيارة وزير الخارجية
الإيراني حسين عبد اللهيان للحدود اللبنانية الفلسطينية بعد لقائه زعيم حزب الله،
وزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، حيث يدرك الجيش الإسرائيلي جيدا
الجهود التي يبذلها الإيرانيون لقيادة الحرب ضده، على أكبر عدد ممكن من الجبهات، وبعد
أسابيع فقط على تسلل مسلح من لبنان، وتنفيذه هجوما على مفترق مجدّو، مرورا بإطلاق
40 صاروخا على مستعمرات الجليل والجولان، وهو أمر لم يحدث منذ حرب لبنان الثانية
2006".
وأوضح
أن "جيش الاحتلال يعمل على فرضية، مفادها أنه يقف على بعد خطوة من الحرب، ولذلك
تم نشر قوات كبيرة في المنطقة؛ لأن إطلاق الصواريخ من الحدود اللبنانية اعتبر تجاوزا
للخط الأحمر، وواضح أنه في مرحلة ما لن يكون هناك خيار، وسيجد الجيش نفسه مضطرا للتحرك،
بزعم أنه في واقع أمني معقد، يواجه قطاعات محترقة في عدة جبهات من غزة إلى إيران،
مما جعل هذا النشاط الأمني على الحدود اللبنانية يمثل تحديا لجيش الاحتلال؛ لأن
العديد من اللبنانيين الرعاة بدؤوا بتصوير الجنود، ونقل الصور لحزب الله".
ونقل عن كبار الضباط في المنطقة الحدودية
اللبنانية، أن "حظب الله أنشأ قرابة ثلاثين من التجمعات السكانية في الأشهر
الأخيرة، مما يؤكد أن المنطقة هنا تتغير على أساس يومي؛ لأن المباني المنشأة
حديثا نوافذها تطلّ على دولة الاحتلال، مما يؤكد أنها مواقع تابعة لاستخدام حزب
الله، وبعد ساعة من المشي، وعلى بعد ثلاثة كيلومترات في المنطقة تبدأ رؤية أول مواقع
الحزب، الذي ينظر إلى الجنود من المنحدر اللبناني، مما يدفعنا للوصول فجرا بما
يخدم الاحتلال تكتيكيا، كي يلحق بمقاتلي الحزب".
تتزامن
هذه الأنشطة العدوانية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، مع تفاقم ظاهرة رفض جنود
وطياري الاحتياط من الانتظام في تدريباتهم العسكرية من جهة، مما قد يؤثر على أي
عدوان محتمل على لبنان، ومن جهة أخرى اعتبار جيش الاحتلال لهذه العملية الميدانية
رسالة لحزب الله؛ تحذيرا له من مغبة استهداف الحدود، وتعويله على تصاعد الاستقطاب
الداخلي الإسرائيلي، والزعم أنه إذا فتح النار، فإنه سيخسر.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)