وصف
تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" طالبين جامعيين من
السودان بالبطلين، لإنقاذهما
ما لا يقل عن 60 شخصا، بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم
السريع.
وقالت
الصحيفة إن الشابين حسن تيبوا وسامي الجادة، خرجا من منزلهما بعد خمسة أيام من اندلاع
الاشتباكات لمساعدة مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة، حوصرت داخل منزلها.
واتجه
الشابان بسيارة أجرة يعملان عليها، بعد تواصلهما مع المسؤولة الأممية، والتي كانت
تصرخ من الفزع، نتيجة احتدام المعارك في محيط إقامتها، بينما كان المقاتلون في كل
مكان وفق وصف "نيويورك تايمز".
وأوضح
الشابان أن الطريق لإنقاذ المسؤولة كان صعبا للغاية حيث استغرق السفر لأربعة أميال
فقط، ساعة كاملة، وذلك بعد أن أجبرا على التوقف مرارا عند نقاط التفتيش التي
يديرها مقاتلون تابعون لقوات الدعم السريع، فيما تعرضت هواتفهم لتفتيش دقيق.
ونقل
الشابان المسؤولة الأممية إلى أحد أغلى الفنادق في
الخرطوم والذي تحول إلى
"مخيم لاجئين من خمس نجوم"، لكن السيدة سألت الشابين عن إمكانية العودة لإنقاذ
آخرين عالقين في الاشتباكات.
وقالت
"نيويورك تايمز" إن الشابين تمكنا في الأسبوع الثاني للاشتباكات من
إنقاذ عشرات الأشخاص من أعنف مناطق القتال في الخرطوم، رغم تعرضهما على طول الطريق
إلى مختلف أشكال التهديد، واتهمهما المقاتلون بأنهما جاسوسين، بينما كانا يتلقيان
رسائل من دبلوماسيين آخرين يناشدونهما فيها مساعدتهم لاستعادة جوازات سفرهم من
منازلهم المحاصرة وحيواناتهم الأليفة التي تركوها هناك.
وأفاد
أحد مسؤولي الأمم المتحدة رفض الكشف عن هويته لتجنب الانتقاد العلني لمنظمة فشلت، بحسب العديد من الروايات، في إنقاذ موظفيها، بأن الشابين حسن (25 عاما) وسامي (23
عاما) هما من كانا معنا فقط رغم كل الفوضى والخوف والقصف.
وأشارت
الصحيفة إلى أن حسن تيبوا كان ينقذ الناس في أجواء الاقتتال الخطرة، بينما لم يكن
أهله على علم بأنه في السودان، لأنه وصل في عام 2017 قادماً من تنزانيا، بعد أن
تحصل من جمعية خيرية إسلامية على منحة لدراسة الهندسة بجامعة إفريقيا العالمية
بالخرطوم.
لكنه
أخبر والديه أنه ذاهب للدراسة في الجزائر، مراعاة لمخاوفهم بشأن تاريخ السودان
الحافل بالاضطرابات العنيفة - وهي كذبة احتفظ بها لمدة ست سنوات، لأنه لم يكن لديه
ما يكفي من المال للعودة إلى الوطن.
وأوضحت
أن عمل تيبوا على سيارة أجرة وتقديم خدمات النقل في الغالب لمسؤولي الأمم المتحدة
الأفارقة، هو سر تواصل الدبلوماسية معه.
ونبهت
الصحيفة إلى أن الشابين حسن وسامي ليسا المنقذين الوحيدين في الخرطوم، حيث هبّت
لجان المقاومة المحلية، التي تم تشكيلها قبل سنوات لدفع السودان نحو الديمقراطية،
لمساعدة السودانيين والأجانب على الفرار، لكن بالنسبة لبعض المحاصرين الذين تحدثت
إليهم الصحيفة "كان الطالبان هما الخيار الوحيد".