أكد برلماني بحريني سابق، خطورة الاستمرار في
التطبيع مع
الاحتلال الإسرائيلي؛ الذي يواصل مسلسل
النكبة الفلسطينية منذ 75 عاما مضت وحتى يومنا الحاضر؛ عبر ارتكاب المجازر وجريمة الفصل العنصري وسرقة الأرض والمقدرات الفلسطينية وغير ذلك.
وأحيا الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، الاثنين الماضي ذكرى مرور 75 عاما على النكبة الفلسطينية، وهي الذكرى التي يجري الاحتفال بها يوم 15 أيار/مايو من كل عام.
كيان يتآكل
وقال النائب السابق بمجلس النواب البحريني،
ناصر الفضالة: "في الذكرى الـ 75 لنكبة فلسطين، لا بد أن نؤكد بأن العلاقات مع الكيان الصهيوني تعدّ خطأ تاريخيا واستراتيجيا لا يمكن التمادي فيه، خصوصا وأن الشعب البحريني يتمسك بمواقفه الثابتة ضد التطبيع والمطبعين".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "لا مصلحة مرجوة من هذا التطبيع مع كيان يتآكل من الداخل؛ بفعل الصراعات المحتدمة والمتصاعدة بين قواه السياسية"، منوها إلى أن "العدو الصهيوني قبل عدة أيام، شن حربا ضروسا على غزة دامت خمسة أيام، استهدف فيها البيوت الآمنة بالصواريخ؛ محدثا مجازر راح ضحيتها العشرات من بينهم أطفال ونساء، بلا رادع من ضمير أو إنسانية".
وأوضح الفضالة، أن "الاحتلال بأعماله الإجرامية الدنيئة؛ يترجم عدوانيته وزيف ادعائه بالسلام"، مضيفا: "نحن نقف بقوة مع الشعب الفلسطيني في نضاله الدؤوب، من أجل تحرير أرضه من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس".
وطالب "حكومة البحرين بوقف أشكال التطبيع كافة مع الكيان الصهيوني، بما فيها التطبيع في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم والمياه والتعاون العسكري والاستخباراتي".
ولفت إلى أن "كل ذلك سيكون على حساب القضية الفلسطينية وقيمنا الأصيلة، وإن حصل هذا، فهو عمل لا أخلاقي آخر؛ يعبر عن التخلي عن فلسطين والقيم، الأمر الذي يرفضه الشعب البحريني وقواه الحية، ويعده تحديا لمشاعره الدينية والوطنية والقومية والإنسانية، ويتوجب التوقف عنه".
كما دعا النائب السابق، "الشعب البحريني الأبي، إلى الاستمرار في مقاومة ومناهضة التطبيع بكل أشكاله، ومنع تسلل الصهاينة وبضائعهم إلى بلادنا"، موجها "كل التحية للشعب الفلسطيني، ومعه الشعوب العربية وشعوب العالم".
نكبة مستمرة
وأكد أن "نكبة فلسطين التي مضى عليها حتى الساعة 75 عاما، واحتلالها بمؤامرة دولية قادتها بريطانيا وتواطأت معها الأمم المتحدة والدول الكبرى، وذلك عندما قررت بريطانيا في الرابع عشر من أيار/مايو 1948 إنهاء انتدابها على فلسطين، ليسارع رئيس الحركة الصهيونية ديفيد بن غوريون بإعلان إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وسارعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (سابقا) إلى الاعتراف بالدولة الصهيونية، بعد أن منحها قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 مساحة تزيد على 55 بالمئة من أراضي فلسطين".
وحذر النائب البحريني، من أنه "بعد 75 عاما على نكبة فلسطين، يترسخ دور هذا الكيان باعتباره خنجرا ساما في خاصرة الوطن العربي، وجرحا غائرا يستنزف مقدرات الأمة وخيراتها ويقتل ويشرد وينكل بأبنائها، ويواصل الاستيلاء على الأراضي دون أي تحرك عربي رسمي أو عالمي يمثل رادعا حقيقيا".
ونوه إلى أن "بعض الأنظمة العربية انزلقت إلى التطبيع مع هذا العدو، رغم غرق المجتمع الصهيوني في الفاشية ونظام الفصل العنصري، وممارسات التصفية العرقية، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
ونبه الفضالة إلى أن الاحتلال مستمر في سياسة ممنهجة لتدمير البنية التحتية للبيئة الفلسطينية، واقتلاع وتخريب أشجار الزيتون وتلويث مصادر المياه، والاستمرار في سياسات موثقة للقتل والترويع والتهديد ضد الشعب الفلسطيني البطل، الذي يخوض معارك شرف غير متكافئة عسكريا مع الاحتلال ويذود عن المقدسات، مقدما في ذلك قرابين الشهداء والجرحى من قياداته المقاومة، كما لا نغفل نضال الأسرى الأحرار المضربين بسلاح "الأمعاء الخاوية" في ملحمة أسطورية لم يشهد التاريخ لها نظيرا".
وختم حديثه مع "عربي21"، بتوجيه التحية إلى "الشعب الفلسطيني البطل، ولجميع الشرفاء الأحرار ضد هذا التغول والعدوان المتمادي في غيه، ويغمرنا التفاؤل والأمل العظيم بنصر الله وعودة الحق، ولو طال الزمن".
وتأتي ذكرى النكبة الـ75، للتذكير بما ارتكبته العصابات الصهيونية عام 1948 من مجازر بحق أطفال ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني، حيث ارتكبت أكثر من 70 مجزرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتشرّد ما يزيد على 800 ألف من منازلهم وقراهم، ليقطنوا في مخيمات اللاجئين التي بلغ عددها 58 مخيما، فيما استولت تلك العصابات على 774 مدينة وقرية فلسطينية عقب طرد أهلها منها بقوة السلاح.