عرض وثائقي حول "مجزرة الطنطورة" في لندن.. أعقبه نقاش "تاريخي" (شاهد)

عرض "المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين"، الثلاثاء، فيلما وثائقيا تناول مجزرة الطنطورة التي نفذتها العصابات الصهيونية في عام 1948، وذلك في قاعة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون "BAFTA" في العاصمة البريطانية لندن.

ويأتي عرض الفيلم بالذكرى الـ75 عاما لمجرزة الطنبورة، حيث أنها ارتكبت في يومي 22 و23 أيار/ مايو 1948.

ويحكي الفيلم قصة توثيق أكاديمي إسرائيلي للمجزرة التي وقعت في قرية الطنطورة في حيفا بعد نكبة عام 1948، وما تعرض له هذا الأكاديمي من محاكمات ومضايقات أدت إلى سحب شهادته العلمية في نهاية التسعينيات من القرن الماضي.
ويحتوي الفيلم على شهادات لفلسطينيين، وإسرائيليين من ضمنهم جنود كانوا في لواء إسكندروني وقت تنفيذ المجزرة. وقال شهود إن الجنود جمعوا الرجال في صفوف وطلبوا منهم الوقوف على جانب جدار قبل أن يطلقوا النار عليهم، ودفنهم في مقبرة جماعية.
وأضاف الشهود أن المقبرة تقع حاليا تحت موقف سيارات على الشاطئ القريب من القرية.

واستعان معدو الفيلم بصور جوية تظهر الموقف في عام 1946، وفيه ثلاثة أشجار، وصورة أخرى بعد المجزرة عام 1949 ويظهر فيها ما يشبه النفق، حيث قال محلل للصور الجوية إنه يعتقد أن ظهور النفق في الصورة يعني أن الجثث التي دفنت في المقبرة الجماعية قد أزيلت بعد إنشاء إسرائيل ونكبة فلسطين.

وألقى مدير مركز العدالة المحامي طيب علي كلمة قبل عرض الفيلم قال فيها: "إننا حين نقوم بزيارة طنطورة من خلال هذا الفيلم فإننا لا نقدم موقفًا للنقاش ولكننا نقدم الحقائق التي لا جدال فيها حول ما فعله الإسرائيليون للفلسطينيين ليس فقط في طنطورة والقرى الأخرى في عام 1948  بل لا يزالون يواصلون القيام به حتى يومنا هذا، بينما يعاني المجتمع الدولي من غض الطرف عن جرائم إسرائيل، والأسوأ من ذلك أنه متواطئ فيها. في المرة القادمة التي يُقال لك فيها إن الجنود والمستوطنين الإسرائيليين لا يقتلون الفلسطينيين دون عقاب - تذكر طنطورة.
في المرة القادمة التي يُقال لك فيها إن إسرائيل لا تقوم بأعمال فصل عنصري - تذكر طنطورة.
في المرة القادمة التي يحاول فيها شخص ما تبرير الاحتلال أو العدوان الإسرائيلي من خلال التأكيد على أن إسرائيل ديمقراطية - تذكر طنطورة."
وعقد بعد الفيلم نقاش شارك فيه البروفيسور المؤرخ والأكاديمي الإسرائيلي المناهض للصهيونية آفي شلايم، والبروفيسور الأكاديمي والمؤرخ الفلسطيني نور مصالحة، والمخرجة الفلسطينية هالة غابريل، وأدار النقاش مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في لندن، ياسمين أحمد.



من جانبه، قال شلايم، إن أكثر ما أثاره في الفيلم هو أنه يتحدث عن نقاش إسرائيلي-إسرائيلي بالرغم من أنه نقاش نقدي يحاول الحفاظ على صورة إسرائيل في غياب صوت الضحية.

وتابع بأنه "لا يهم إذا كان هناك مخطط موضوع مسبقا من رئيس وزراء الاحتلال السابق، دافيد بن غوريون، لكن ما يهم هو أن الفلسطينيين قتلوا وهجروا من بيوتهم وقراهم".

وتابع المؤرخ المناهض للصهيونية، بأن الصهيونية مشروع استيطاني استعماري يقوم على نفي السكان الأصليين واستبدالهم.
وقال شالايم إن قتل سلوك "إسرائيل" العنصري تجاه الفلسطينيين ينطلق من عدة أسباب، من ضمنها أن الصهيونية في أصلها مشروع عنصري.

وقالت المخرجة هالة غابريل في مداخلتها، إن عائلتها كانت تملك قرابة 90% من أراضي قرية الطنطورة، التي أخذت منهم وأعطيت للمستوطنين اليهود.



وأشارت إلى أنها تعمل على فيلم منذ سنوات، وفيه شهادات لأحياء نجوا من المجزرة، ومن ضمنهم أفراد في عائلتها.



ولفتت إلى أن الفيلم الوثائقي الذي عرض يحكي القصة بأعين إسرائيلية، وإن هنالك مشكلة تكمن في أن الحقيقة حول النكبة، أو ما حدث في فلسطين لا يصبح حقيقة إلا إذا أنتج من قبل يهود إسرائيليين.

وأشارت إلى أن البيت الذي ورد في إحدى الشهادات لإحدى المتحدثات الإسرائيليات في الفيلم، هو بيت جدها المختار، وكانوا قد انتقلوا للعيش فيه.

وصححت المخرجة ما قاله الشهود من أن ما حدث كان بسبب الحرب، مؤكدة أن الحقيقة هي أن ما حدث كان هجوما من طرف عصابات يهودية مدربة.



أما البروفيسور مصالحة، فقال إن من قام بالمجزرة هو لواء إسكندروني التابع لجيش الاحتلال، بعد الإعلان عن قيام إسرائيل.






ولفت إلى أن الفيلم يحكي وجهة النظر الإسرائيلية، ويحكي أيضا عمل إسرائيل على إسكات الباحث بل هو نقاش إسرائيلي داخلي.تيدي كاتز، الذي كشفها لأول مرة، مشيرا إلى أن الفيلم ليس عن النكبة، أو الضحايا، بل هو نقاش إسرائيلي داخلي.

 
وأثار الفيلم الذي أخرجه ألون شوارتز ضجة في إسرائيل، حيث بحث في الشهادات الشخصية للقوات الإسرائيلية من لواء الإسكندروني، واليهود الذين انتقلوا لاحقا إلى المنطقة، والقرويين الفلسطينيين الذين نجوا من المجزرة، وفضح المحو التاريخي وفقدان الذاكرة الجماعي.

واستعرض الفيلم ما توصل إليه الباحث الإسرائيلي تيدي كاتز، عبر دراسة وجمع أكثر من 100 ساعة من الشهادات الشخصية، والتي تشير إلى استشهاد قرابة 300 من سكان القرية، لكن الشهادات خارج ذلك تقول إن العدد يصل إلى 400.

واستخدم شوارتز أيضًا صور الأقمار الصناعية لإثبات وجود مقبرة جماعية في المنطقة المجاورة، كما وصفها الفلسطينيون منذ الخمسينيات.