لا تكاد تمر مناسبة أو خطاب للرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، إلا وتظهر فيه زوجته أمينة إلى جواره، في تقليد أصبح معهودا لدى سيدة
تركيا الأولى والتي تواظب على حضور معظم الفعاليات الرئاسية المختلفة.
و"أمينة" التي ترتدي الحجاب الإسلامي، وتميزت بأناقتها وإطلالتها الفريدة، خلال مرافقتها لزوجها في تنقلاته الخارجية والداخلية، زاد حضورها خلال الفترة الأخيرة، وخصوصا أثناء الدعاية لانتخابات الرئاسة التركية، إذ ظهرت في معظم المهرجانات والفعاليات الانتخابية للرئيس أردوغان. في مسيرة دعم امتدت منذ عقود مضت، حين دخل الرئيس المعترك السياسي، وصولا لتوليه أول منصب رفيع عام 2002 رئيسا للوزراء.
وظهرت "أمينة" جنبا إلى جنب مع الرئيس أردوغان خلال خطاب شرفة النصر من العاصمة أنقرة، كما ظهرت في أول خطاب من إسطنبول بعد الفوز وهي تبكي فرحا بفوزه.
فيما حظيت صورة لها بإشادة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ظهرت واقفة خلف الكواليس تراقب زوجها أثناء إلقائه خطابًا جماهيريًّا.
وأظهرت الصورة
السيدة الأولى في تركيا، أمينة، وهي تراقب خطاب أردوغان من الكواليس، خلال زيارته ولاية "وان" جنوب شرقي البلاد، في إطار حملته للانتخابات الرئاسية.
ولعبت
أمينة أردوغان دورا بارزا في الحياة السياسية والاجتماعية لزوجها، وساندته منذ بدء حياته السياسية في حزب الرفاه الإسلامي في تسعينيات القرن الماضي، ثم في حزب العدالة والتنمية وصولا إلى توليه مناصب رفيعة كان آخرها رئاسة الجمهورية التركية في 2014.
وأمينة أردوغان ذات الأصول العربية، تنحدر من مدينة سيرت جنوب البلاد، وولدت في حي اسكودار داخل إسطنبول في شباط/ فبراير عام 1955، وهي البنت الوحيدة بين أربعة أبناء لعائلتها.
وتلقت تعليمها في معهد مدحت باشا المهني للبنات بإسطنبول، وشاركت في الأنشطة الاجتماعية بشكل فعال منذ شبابها، حيث كانت من بين الأعضاء المؤسسين لـ "رابطة السيدات المثاليات"، وكرست نفسها للمشاريع الاجتماعية.
أمينة والنشاط السياسي
خلال هذه الفترة، تعرفت "أمينة" على رجب طيب أردوغان وتزوجت منه في تموز/ يوليو عام 1978، وواصلت معه نضاله السياسي، فحين تقلد رجب طيب أردوغان، منصب رئاسة فرع حزب الرفاه في إسطنبول، أصبحت هي عضو مجلس إدارة في لجنة المرأة بحزب الرفاه وكانت رائدة في فتح حقبة مهدت الطريق لمشاركة المرأة في الأنشطة السياسية.
وأطلقت أمينة الحركة النسوية التي ساهمت بشكل كبير في نجاح حزب الرفاه في الانتخابات ووصوله إلى سدة الحكم، وتجولت مع سيدات متطوعات في الحزب بيتا تلو الآخر عند الضرورة.
ريادة مبادرات محلية
شاركت أمينة أردوغان في العديد من مشاريع المسؤولية الاجتماعية، منذ انتخاب زوجها رجب طيب أردوغان رئيسا لبلدية إسطنبول، وحتى تقلده منصب رئاسة الجمهورية حاليا، فقد ساهمت أولا في إنشاء آلية للمساعدة في التكافل الاجتماعي بين الفئات الاجتماعية المختلفة من خلال إطلاق مبادرة "موائد إفطار الأغنياء والفقراء"، والتي لا تزال تقام من قبل رئاسة بلديات حزب العدالة والتنمية.
وأمينة أردوغان وهي أم لأربعة أبناء ولدان وبنتان، واصلت أنشطتها بوتيرة متزايدة حيث أطلقت بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية حملة "هيا إلى المدرسة أيتها الفتيات" على الصعيد الوطني من أجل التصدي لمشكلة منع البنات من التعليم، وتمكنت هذه الحملة من تعليم حوالي 300 ألف فتاة القراءة والكتابة وتوفير فرصة التعليم في المدارس لهن.
كما رعت السيدة أمينة أردوغان، مشروع "سفراء القلوب في تنمية المجتمع"، الذي طورته وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية بغية تعزيز وعي العمل التطوعي في المجتمع وتنسيق الخدمات العامة، وفي سبيل ذلك، أطلقت بالتعاون مع زوجات الولاة من 81 محافظة حملة طوعية سعت لتحسين الظروف المعيشية للنساء وكبار السن والأطفال والمعاقين والمحاربين القدامى وأهالي الشهداء ومدمني المخدرات.
مشاريع دولية
ولم تقف مشروعات السيدة الأولى عند الصعيد المحلي فقط، بل أطلقت مؤخرا بعد زياراتها إلى عدد من البلدان الأفريقية مع الرئيس أردوغان، مشروعا يهدف إلى طرح منتجات يدوية نسائية أفريقية للبيع في إطار فهم السوق العادل وإعادة الإيرادات إلى النساء الأفريقيات.
لا يزال بيت الثقافة وسوق الحرف اليدوية الأفريقية، الواقع في حي "حمام أونو" التاريخي في أنقرة والذي تم تأسيسه بالتنسيق مع وزارة الخارجية، يواصل أنشطته.
كما قادت السيدة أمينة أردوغان، وبالتعاون مع زوجات سفراء الدول الأفريقية مبادرة نشر كتابي "أطباق أفريقية" و"أمثال أفريقية".
ترعى السيدة أمينة أردوغان، مشروعي "صفر نفايات" و"بذور الأجداد" في إطار المشاكل البيئية وحماية الموارد الطبيعية. حيث تم تحويل مشروع صفر نفايات الذي تم إطلاقه في عام 2017، إلى تعبئة وطنية من قبل وزارة البيئة والتحضر، ونتيجة لذلك تم تحقيق مكاسب كبيرة من حيث البيئة والاقتصاد الدائري. من ناحية أخرى، أدت تعبئة "صفر نفايات الأزرق" إلى زيادة الوعي حول تطهير البحار والمحيطات من النفايات ولا سيما البلاستيك.
جوائز دولية
حصدت السيدة الأولى أمينة أردوغان، جوائز دولية في مختلف المجالات بفضل ريادتها لمختلف الأعمال، من بينها "جائزة الاعتراف بالخدمات الإنسانية" كجزء من المنتدى العالمي للمانحين الذي عقده مؤتمر المحسنين المسلمين العالمي ومقره شيكاغو في عام 2018، وذلك بفضل جهودها الرائدة في مجال المساعدة الإنسانية. في نفس العام، مُنحت السيدة الأولى أيضا جائزة التميز للقيادة الإنسانية من قبل تحالف الأمل العالمي في الولايات المتحدة.
وحصل مشروع "سفراء القلوب في تنمية المجتمع"، على جائزة "البوصلة الذهبية"، بعد أن جذب اهتماما كبيرا من قبل الأمم المتحدة ضمن نطاق المشاريع النموذجية التي تشكّل قدوة للدول الأخرى.
كما منح مجلس المنظمات الإسلامية الأمريكية، عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان جائزة "الإنجاز الدولي والمساهمة المجتمعية"، تكرم بها مسلمات ناشطات في المشاريع الاجتماعية والتعليمية والبيئية والإنسانية.
وحصدت السيدة الأولى أمينة أردوغان، "جائزة الدكتور بيك" من الاتحاد الدولي للعلاج بمنتجات النحل، لمساهمتها في نشر دراسات العلاج النحلي في تركيا لاستخدام منتجات النحل في مجال الطب.