نشرت
صحيفة "
وول ستريت جورنال" تقريرا لمراسليها في
تركيا جارد ماسلين وإيلفان
كيفليتشم، قالا فيه إن فوز
أردوغان في الجولة الثانية من
الانتخابات الرئاسية يجعله
من أكبر الناجين في التاريخ السياسي القريب، كما أكدا أن الزعيم التركي أمن دوره
الأكبر في الشؤون العالمية خلال السنوات المقبلة.
وأشار
التقرير إلى أن فوز أردوغان يفتح مرحلة جديدة في حكمه، لافتا إلى أن الرئيس التركي
عاند الأضداد في وقت زادت فيه الأزمة قبل الانتخابات بأشهر، فقد ارتفعت معدلات
التضخم إلى جانب كارثة الزلزال في شباط/فبراير، كما أنه كان يواجه أكبر تحالف
بتاريخ المعارضة التركية.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان أثبت في الانتخابات الأخيرة أنه ما يزال نفس الشخص التكتيكي الذي قاد
البلاد من 20 عاما نجا خلالها من محاولة انقلابية فاشلة وحول نظام الحكم في البلاد
إلى رئاسي بدلا من البرلماني وأصبح وسيطا في الحرب الروسية بأوكرانيا ولعب ورقة
نفوذه في الغرب وأبعد.
وتعهد
أردوغان في خطاب النصر بالانتخابات: "مرة أخرى سيعاد تشكيل التوازنات
الدولية، وسيكون لدى تركيا قوة استثنائية في هذا النظام العالمي".
ورأى
التقرير أن أردوغان استطاع المضي نحو الفوز من خلال أسلوبه المعروف بالإنفاق السخي
والدعوة للتضامن الوطني والاستفادة من أخطاء منافسيه. وقدم لأنصاره صورة عن الاستقرار
مقارنة مع منافسه، الموظف المدني السابق الذي تشتتت حملته الانتخابية عندما زعم أنه
متقدم على أردوغان بالجولة الأولى في 14 أيار/مايو.
وقال
جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في أنقرة عن أردوغان: "يتسم بالهدوء تحت
الضغط ويعرف ما يقوم به ويظهر صورة أنه يتحكم بالوضع، وهذا جاذب لمعظم الناخبين،
وبخاصة المقترعين الأتراك".
وأكد
التقرير أن أردوغان دخل الانتخابات متميزا في المجال الجيوسياسي وبخاصة المواجهة
بين روسيا والغرب، حيث قام خلال العام الماضي بتقوية صورته في تركيا وأنه شخصية
عالمية مهمة، فمن جهة دعم أوكرانيا بالسلاح وسهل المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
ومن جانب آخر عمق العلاقات الاقتصادية مع موسكو. واستخدم الفيتو ضد انضمام السويد
للناتو، وهو موقف لقي دعما في تركيا ومنحه ورقة نفوذ على الناتو والغرب.
وقال
أستاذ الإستراتيجية في كلية البحرية العسكرية الأمريكية براق قادرشان، إن أردوغان ترك
المعارضة تأكل نفسها و"قدم صورة عن قائد ثابت، فلربما لم تحب الزعيم لكنك
تعرفه".
وأضاف:
"استخدم أردوغان مصادر الدول لكي يقتلع النصر من أنياب الوحش، حيث بدأ عملية
إعادة إعمار في لمح البرق للمناطق المنكوبة من الزلزال وزاد الحد الأدنى للأجور
والحد الأدنى لرواتب الموظفين المدنيين. وقبل الانتخابات قدم للبيوت الغاز مجانا
لمدة شهر، ومع أن النفقات أدت لتراجع في خزانة الدولة إلا أنها خففت من صدمة
المصاعب المالية".
ويدخل
أردوغان ولايته الجديدة وهو يواجه عددا من التحديات، فيجب عليه إصلاح الاقتصاد
الذي يعاني من نقص العملة الصعبة، وحسب الكثير من التحليلات، فالبلد مدين في الأصول
الأجنبية أكثر مما يملك.
ويتوقع
الاقتصاديون استمرار أردوغان باستخدام المصرف المركزي للسيطرة على العملة وضخ الأموال
من الخليج وروسيا لمنع البلاد من الانزلاق نحو الإفلاس.