تتواصل
محاولات المنظمات اليهودية لبناء ما يسمى "جوقة
الهيكل" في باحة المسجد
الأقصى في
القدس المحتلة، لكن رغم المساعي هناك أصوات تحذر من أن تنفيذ هذه الخطوة يعتبر بمثابة لعب بالنار.
ويدعي
أعضاء المنظمات اليهودية أن الشعب اليهودي "ينتظر" إحياء "جوقة
الهيكل" منذ ألفي عام، معتبرين أن مسألة إعادة بناء الهيكل المزعوم مسألة وقت
لا أكثر.
ويعمل
معهد الهيكل منذ عام 1987 على إعادة بناء الهيكل من خلال تدريب مصلّين ورجال دين
وصنع أشياء تُستخدم في العبادة، مثل ملابس الكهنة وقوالب الخبز والمباخر والآلات
الموسيقية، بحسب "فرانس برس".
وتزعم
المنظمات اليهودية أن الرومان دمروا الهيكل الثاني في العام 70 ميلادي، وحائط
المبكى أو "البراق" هو أحد بقاياه، وكان ذاك الهيكل مبنيا في المكان
الذي كان يتواجد فيه الهيكل الأول الذي دمّره البابليون في القرن السادس قبل
الميلاد.
وبُنيت
على أنقاض الهيكل بعد قرون عدة الباحة التي توجد فيها اليوم قبة الصخرة والمسجد
الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين.
ويعتبر
"جبل الهيكل"، كما يسميه اليهود، أقدس الأماكن في اليهودية، ويقع في قلب
البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة من إسرائيل منذ العام 1967.
ويقول
حاييم بيركوفيتس (50 عاما) لوكالة "فرانس برس"، وهو فرنسي إسرائيلي عضو
في منظمة "بونيه يسرائيل" (بناء إسرائيل)، "يمكن للجميع أن يقولوا
ما يريدون، لكن هنا كان مكان لليهود". ويعتبر أن إعادة إعمار الهيكل
"مسألة وقت فقط".
ورأى
مدير مركز "كيشيف" لحماية الديموقراطية في إسرائيل يتسهار بير، أن "عشاق
الهيكل الثالث" ازدادوا خلال السنوات العشرين الماضية، حتى أن عقيدة إعادة بناء
الهيكل امتدّت حتى "عمق الدائرة السياسية" لدى
الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ
تولّي واحدة من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل بقيادة بنيامين نتانياهو،
السلطة في كانون الأول/ديسمبر، زار وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن
غفير باحة الأقصى مرتين.
وكرّرت
الأمم المتحدة دعواتها في الأشهر الأخيرة لـ"احترام الوضع القائم" في
الحرم الذي تحرس مداخله الشرطة الإسرائيلية، وتديره دائرة الأوقاف الإسلاميّة
التابعة للأردن. وتؤكد دائرة الأوقاف باستمرار أن المسجد بساحاته موقع مسلم فقط،
وتندّد بالمحاولات الإسرائيلية "لتهويده". كذلك، يعتبره الفلسطينيون
"مهدّدا".
ولا
يظهر أي أثر لهذه الأماكن على خرائط المنظمات الناشطة لإعادة بناء الهيكل. وتؤكد
كلها أنه لا يمكن بناؤه إلا في باحة
المسجد الأقصى.